العدد : ١٧٢٠١ - الأحد ٢٧ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠١ - الأحد ٢٧ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ شوّال ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

حوادث المرور.. الأرقام تتكلم:
السرعة المفرطة.. تجاوز الإشارة الضوئية.. استخدام الهاتف.. والسكر أهم الأسباب

تحقيق: محمد الساعي

الأحد ٢٧ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

مواطنون يطالبون بتكثيف الدوريات لكبح جماح المستهترين بأرواح الناس

مختصون: الأرقام تشير إلى تحديات كبيرة تواجه منظومة المرور في البحرين

ارتفاع عدد المركبات إلى أكثـر من 770 ألفا يتطلب خططا مرورية مضاعفة لتعزيز الوعي ورفع معدل السلامة


تصوير‭- ‬عبدالأمير‭ ‬السلاطنة

يروي‭ ‬مواطن‭ ‬حكاية‭ ‬معبرة‭ ‬عاش‭ ‬أحداثها‭ ‬من‭ ‬قرب‭. ‬يقول‭: ‬‮«‬كنت‭ ‬أقود‭ ‬سيارتي‭ ‬مع‭ ‬أبنائي‭ ‬على‭ ‬شارع‭ ‬الزلاق‭. ‬وعند‭ ‬توقفي‭ ‬في‭ ‬الإشارة‭ ‬الضوئية‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬شارع‭ ‬خليج‭ ‬البحرين‭ (‬باتجاه‭ ‬حلبة‭ ‬البحرين‭ ‬الدولية‭)‬،‭ ‬وبينما‭ ‬ننتظر‭ ‬الإشارة‭ ‬الخضراء،‭ ‬مرت‭ ‬سيارة‭ ‬قديمة‭ ‬نوعا‭ ‬ما،‭ ‬فيها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الشباب،‭ ‬وتجاوزت‭ ‬طابور‭ ‬السيارات‭ ‬المتوقفة‭ ‬المنتظرة،‭ ‬ثم‭ ‬تجاوزت‭ ‬الإشارة‭ ‬الحمراء‭ ‬بسرعة‭ ‬وتهور‭ ‬مخيف،‭ ‬لتواصل‭ ‬طريقها‭ ‬في‭ ‬الشارع‭ ‬الآخر‭. ‬ولم‭ ‬ينس‭ ‬السائق‭ ‬أن‭ ‬يزعج‭ ‬الجميع‭ ‬بأصوات‭ ‬بوق‭ ‬السيارة‭ ‬وكأنه‭ ‬يتباهى‭ ‬بفعلته‮»‬‭. ‬

يواصل‭ ‬المواطن‭: ‬‮«‬تحرك‭ ‬طابور‭ ‬السيارات‭ ‬بعد‭ ‬اشتعال‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر،‭ ‬ولكن‭ ‬خلال‭ ‬لحظات‭ ‬سمعنا‭ ‬صوتا‭ ‬مدويا‭. ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬نعلم‭ ‬طبيعته‭. ‬وعندما‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬الإشارة‭ ‬التالية،‭ ‬كانت‭ ‬الصدمة‭. ‬فالسيارة‭ ‬المتهورة‭ ‬ذاتها،‭ ‬حاولت‭ ‬تجاوز‭ ‬الإشارة‭ ‬الثانية‭ ‬ولكنها‭ ‬اصطدمت‭ ‬بمركبة‭ ‬أخرى‭ ‬بشكل‭ ‬عنيف،‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تهشمها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭. ‬والمرعب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬المارة‭ ‬أخرجوا‭ ‬ركاب‭ ‬السيارتين‭ ‬وهم‭ ‬مغطون‭ ‬بالدماء‭ ‬تماما‭ ‬بين‭ ‬الحياة‭ ‬والموت‭. ‬ولا‭ ‬أعلم‭ ‬كم‭ ‬كان‭ ‬عدد‭ ‬الوفيات‭ ‬بينهم‮»‬‭.‬

يضيف‭ ‬المواطن‭: ‬‮«‬التفت‭ ‬إلى‭ ‬أبنائي‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬مشدوهين‭ ‬وشاحبي‭ ‬الوجوه‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المنظر‭ ‬المؤلم‭ ‬والمرعب،‭ ‬وقلت‭ ‬لهم‭: ‬هذا‭ ‬درس‭ ‬عملي‭ ‬حدث‭ ‬أمامكم‭ ‬لتتعلموا‭ ‬عاقبة‭ ‬التهور‭ ‬ومخالفة‭ ‬قوانين‭ ‬المرور‮»‬‭.‬

 

للأسف‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬تحدث‭ ‬أمامنا‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر،‭ ‬ولكن‭ ‬أين‭ ‬من‭ ‬يتعظ؟‭ ‬وأين‭ ‬من‭ ‬يتجاوب‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬والفعاليات‭ ‬التوعوية‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تأمين‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات،‭ ‬ومنها‭ ‬فعاليات‭ ‬أسبوع‭ ‬المرور‭ ‬الخليجي‭ ‬2025‭ ‬التي‭ ‬شهدناها‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ (‬قيادة‭ ‬دون‭ ‬هاتف‭).‬

‭.. ‬ويستمر‭ ‬التهور

مشكلة‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬مشكلة‭ ‬متفاقمة‭ ‬ومؤرقة‭. ‬ولكن‭ ‬تبقى‭ ‬حوادث‭ ‬الوفيات‭ ‬هي‭ ‬الخسارة‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬حادث‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬التوعوية‭ ‬والقوانين‭ ‬المتطورة‭ ‬واستحداث‭ ‬آليات‭ ‬المراقبة‭ ‬والمتابعة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬تجاهل‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬ويتمادى‭ ‬في‭ ‬التهور‭ ‬والمخالفات‭ ‬خاصة‭ ‬السرعة‭ ‬المفرطة،‭ ‬معرضا‭ ‬الآخرين‭ ‬للخطر‭.‬

خلال‭ ‬الفترة‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2015‭ ‬و2020،‭ ‬أكدت‭ ‬التصريحات‭ ‬الرسمية‭ ‬تراجع‭ ‬حوادث‭ ‬الإصابات‭ ‬والوفيات‭ ‬بنسبة‭ ‬60%‭ ‬بعد‭ ‬تطبيق‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬المرورية‭ ‬الشاملة،‭ ‬كما‭ ‬تراجعت‭ ‬بنسبة‭ ‬35%‭ ‬حتى‭ ‬الربع‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬وهذه‭ ‬ما‭ ‬جعلت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأكثر‭ ‬انخفاضا‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭.‬

ولكن‭ ‬عندما‭ ‬نستعرض‭ ‬الفترة‭ ‬اللاحقة،‭ ‬قد‭ ‬نجد‭ ‬أرقاما‭ ‬مقلقة‭. ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الأعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬مقارنة‭ ‬بدول‭ ‬أخرى‭ ‬مجاورة،‭ ‬ولكنها‭ ‬تبقى‭ ‬كبيرة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬مساحة‭ ‬محدودة‭ ‬تضم‭ ‬عددا‭ ‬محدودا‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬السريعة،‭ ‬مع‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬الخطرة‭ ‬والمميتة‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬طرق‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬بالقيادة‭ ‬بسرعات‭ ‬عالية‭. ‬

الأرقام‭ ‬تتحدث

لندع‭ ‬الأمر‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬لغة‭ ‬الأرقام،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬بجرد‭ ‬تفصيلي‭ ‬للحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬خسائر‭ ‬في‭ ‬الأرواح‭ ‬أو‭ ‬إصابات‭ ‬جسدية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬السبع‭ ‬الأخيرة‭. ‬

ووفقا‭ ‬للإحصائيات‭ ‬الرسمية،‭ ‬شهد‭ ‬عام‭ ‬2018‭ ‬حوادث‭ ‬مرورية‭ ‬بلغت‭ ‬667‭ ‬حادثا،‭ ‬كانت‭ ‬حصيلتها‭ ‬21‭ ‬حالة‭ ‬وفاة،‭ ‬و218‭ ‬إصابة‭ ‬بليغة،‭ ‬و428‭ ‬إصابة‭ ‬بسيطة‭.‬

وهذه‭ ‬الأرقام‭ ‬ارتفعت‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬890‭ ‬حادثا‭ ‬مروريا،‭ ‬وقفز‭ ‬عدد‭ ‬حالات‭ ‬الوفاة‭ ‬إلى‭ ‬63‭ ‬حالة،‭ ‬و416‭ ‬إصابة‭ ‬بليغة،‭ ‬و411‭ ‬إصابة‭ ‬بسيطة‭.‬

ثم‭ ‬تراجعت‭ ‬النسب‭ ‬نوعا‭ ‬ما‭ ‬عام‭ ‬2020‭. ‬حيث‭ ‬وقع‭ ‬616‭ ‬حادثا،‭ ‬لكن‭ ‬بقيت‭ ‬حالات‭ ‬الوفاة‭ ‬مرتفعة‭ ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2018،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬العدد‭ ‬56‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭. ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الإصابات‭ ‬البليغة‭ ‬334‭ ‬إصابة،‭ ‬وعدد‭ ‬الإصابات‭ ‬البسيطة‭ ‬226‭ ‬إصابة‭.‬

وبالانتقال‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2021،‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬خسائر‭ ‬إلى‭ ‬678‭ ‬حادثا،‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬52‭ ‬حالة‭ ‬وفاة،‭ ‬وبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الإصابات‭ ‬البلغة‭ ‬358‭ ‬حالة،‭ ‬مقابلة‭ ‬268‭ ‬إصابة‭ ‬بسيطة‭.‬

ولم‭ ‬يختلف‭ ‬الوضع‭ ‬كثيرا‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬عن‭ ‬سابقه‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬الحوادث،‭ ‬حيث‭ ‬شهد‭ ‬822‭ ‬حادثا‭ ‬مروريا‭ ‬أدت‭ ‬جميعها‭ ‬إلى‭ ‬خسائر‭ ‬في‭ ‬الأرواح‭ ‬والأجساد‭. ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الوفيات‭ ‬جراء‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث‭ ‬44‭ ‬حالة‭ ‬وفاة،‭ ‬وكان‭ ‬نصيب‭ ‬الإصابات‭ ‬البليغة‭ ‬419‭ ‬حالة‭. ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الإصابات‭ ‬البسيطة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث‭ ‬359‭ ‬إصابة‭.‬

ارتفاع‭ ‬صادم

ثم‭ ‬جاء‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬والذي‭ ‬شهد‭ ‬كما‭ ‬تؤكد‭ ‬الإحصائيات‭ ‬والتصريحات‭ ‬الرسمية‭ ‬ارتفاعا‭ ‬في‭ ‬نسبة‭ ‬الوفيات‭ ‬بسبب‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬بلغ‭ ‬49%‭. ‬حيث‭ ‬كشفت‭ ‬الإحصائيات‭ ‬عن‭ ‬تسجيل‭ ‬848‭ ‬حادثا‭ ‬مروريا،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬لم‭ ‬يختلف‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬العام‭ ‬السابق،‭ ‬ولكن‭ ‬الصدمة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭ ‬خلفت‭ ‬62‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬المملكة‭. ‬كما‭ ‬تسببت‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث‭ ‬في‭ ‬439‭ ‬إصابة‭ ‬بليغة‭ ‬و347‭ ‬إصابة‭ ‬متوسطة،‭ ‬وتركز‭ ‬أغلب‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث‭ ‬في‭ ‬المنامة‭ ‬والرفاع‭ ‬والمحرق‭.‬

وأوضحت‭ ‬البيانات‭ ‬الرسمية‭ ‬أن‭ ‬أبرز‭ ‬أسباب‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث‭ ‬هو‭ ‬قيادة‭ ‬المركبة‭ ‬تحت‭ ‬تأثير‭ ‬السكر،‭ ‬قيادة‭ ‬المركبة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬انتباه‭ ‬وفقدان‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬السيارة،‭ ‬تجاوز‭ ‬الإشارة‭ ‬الضوئية،‭ ‬القيادة‭ ‬السريعة،‭ ‬استخدام‭ ‬الهاتف‭ ‬أثناء‭ ‬القيادة،‭ ‬التعب‭ ‬والنعاس‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬ارتفعت‭ ‬أعداد‭ ‬المشاة‭ ‬المصابين‭ ‬في‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬إلى‭ ‬305‭ ‬حالات،‭ ‬مقابل‭ ‬277‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬

عام‭ ‬2024

للأسف‭ ‬حاولنا‭ ‬الحصول‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬على‭ ‬إحصائيات‭ ‬إجمالية‭ ‬لعدد‭ ‬الحوادث‭ ‬وتصنيفها‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬ولكن‭ ‬تعذر‭ ‬الأمر‭ ‬بسبب‭ ‬تأكيد‭ ‬الإدارة‭ ‬عدم‭ ‬استكمال‭ ‬تجهيز‭ ‬الإحصائيات‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬

ولكن،‭ ‬ووفقا‭ ‬للتصريحات‭ ‬المتعددة،‭ ‬بلغ‭ ‬العدد‭ ‬الإجمالي‭ ‬للحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬التي‭ ‬باشرها‭ ‬الإسعاف‭ ‬الوطني‭ ‬خلال‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬حوالي‭ (‬1019‭) ‬حادثا،‭ ‬أما‭ ‬العدد‭ ‬الإجمالي‭ ‬لبلاغات‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬التي‭ ‬تلقتها‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للدفاع‭ ‬المدني‭ ‬خلال‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬بلغ‭ ‬277‭ ‬حادثا‭.‬

وبينت‭ ‬إحصائية‭ ‬لوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬حول‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الإصابات‭ ‬البليغة‭ ‬جراء‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي‭ ‬وحده‭ ‬بلغت‭ ‬48%،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬الإصابات‭ ‬البسيطة‭ ‬43%،‭ ‬و9%‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬الوفاة‭. ‬

تحديات‭ ‬كبيرة

ولم‭ ‬تغفل‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬عن‭ ‬مناقشة‭ ‬مشكلة‭ ‬الحوادث‭ ‬المرورية،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬نقاشات‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬مثلا،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأرقام‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬تحديات‭ ‬كبيرة‭ ‬تواجه‭ ‬منظومة‭ ‬المرور‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬ارتفاع‭ ‬أعداد‭ ‬المركبات‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬770‭ ‬ألف‭ ‬مركبة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬خططا‭ ‬مرورية‭ ‬مضاعفة‭ ‬لتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬ورفع‭ ‬معدل‭ ‬السلامة‭ ‬المرورية‭.‬

رسالة

بعد‭ ‬هذه‭ ‬الأرقم‭ ‬المرعبة،‭ ‬ألا‭ ‬يستوجب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬أن‭ ‬يتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬هذه‭ ‬النسب‭ ‬وتقليص‭ ‬عدد‭ ‬الضحايا‭ ‬والعمل‭ ‬جنبا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬جهود‭ ‬رجالات‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور؟‭ ‬ألا‭ ‬تستحق‭ ‬البحرين‭ ‬أن‭ ‬يتكاتف‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬في‭ ‬الطرقات‭ ‬سواء‭ ‬للمركبات‭ ‬أو‭ ‬المشاة؟

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬يشكو‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬من‭ ‬وصفوهم‭ ‬بالمستهترين‭ ‬بأرواح‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬رادع‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسرعة‭ ‬الكبيرة‭ ‬بين‭ ‬المنازل‭ ‬وتجاوز‭ ‬الإشارات‭ ‬الحمراء‭. ‬فمثلا،‭ ‬ووفقا‭ ‬لمواطنين‭ ‬من‭ ‬المدينة‭ ‬الشمالية،‭ ‬وقع‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الحوادث‭ ‬الخطرة،‭ ‬ولأكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬يتقدمون‭ ‬بطلبات‭ ‬لوضع‭ ‬كاميرات‭ ‬مراقبة‭ ‬أو‭ ‬دوريات‭ ‬شرطة،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يجدوا‭ ‬استجابة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا