العدد : ١٧١٩٩ - الجمعة ٢٥ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٩ - الجمعة ٢٥ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٧ شوّال ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

تصاعد التوترات بين الهند وباكستان على خلفية هجوم كشمير

الجمعة ٢٥ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

نيودلهي‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬تصاعدت‭ ‬التوترات‭ ‬أمس‭ ‬الخميس‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬وباكستان‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬26‭ ‬مدنيا‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬الخاضع‭ ‬لسيطرة‭ ‬الهند‭ ‬من‭ ‬كشمير،‭ ‬والذي‭ ‬حملت‭ ‬نيودلهي‭ ‬مسؤوليته‭ ‬إلى‭ ‬إسلام‭ ‬آباد‭. ‬وفي‭ ‬تصعيد‭ ‬مفاجئ،‭ ‬طلبت‭ ‬السلطات‭ ‬الهندية‭ ‬والباكستانية‭ ‬من‭ ‬رعايا‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭ ‬مغادرة‭ ‬أراضيهما‭ ‬على‭ ‬الفور‭. ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬توجيه‭ ‬الاتهام‭ ‬إلى‭ ‬باكستان‭ ‬بشكل‭ ‬رسمي،‭ ‬تعهّد‭ ‬رئيس‭ ‬الحكمة‭ ‬الهندية‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬عالي‭ ‬النبرة،‭ ‬بملاحقة‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬الهجوم‭ ‬وشركائهم‭ ‬‮«‬إلى‭ ‬أقاصي‭ ‬الأرض‮»‬‭. ‬وبعد‭ ‬ظهر‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬أطلق‭ ‬ثلاثة‭ ‬مسلّحين‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬منتجع‭ ‬باهالغام‭ ‬الواقع‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬90‭ ‬كيلومترا‭ ‬برا‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬سريناجار‭ ‬الكبيرة،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬25‭ ‬هنديا‭ ‬ونيباليا،‭ ‬حسبما‭ ‬أفادت‭ ‬الشرطة‭ ‬الهندية‭. ‬

ويعد‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬الأكثر‭ ‬حصدا‭ ‬للأرواح‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2000‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬كشمير‭ ‬الذي‭ ‬تسكنه‭ ‬غالبية‭ ‬مسلمة‭ ‬والمتنازع‭ ‬عليه‭. ‬ونفت‭ ‬باكستان‭ ‬أي‭ ‬دور‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الهجوم‭. ‬غير‭ ‬أنّ‭ ‬الحكومة‭ ‬الهندية‭ ‬القومية‭ ‬المتطرّفة‭ ‬افتتحت‭ ‬الأربعاء‭ ‬معركة‭ ‬العقوبات،‭ ‬عبر‭ ‬إعلان‭ ‬سلسلة‭ ‬إجراءات‭ ‬انتقامية‭ ‬دبلوماسية‭ ‬ضدّ‭ ‬إسلام‭ ‬آباد،‭ ‬شملت‭ ‬تعليق‭ ‬العمل‭ ‬بمعاهدة‭ ‬رئيسية‭ ‬لتقاسم‭ ‬المياه،‭ ‬وإغلاق‭ ‬المعبر‭ ‬الحدودي‭ ‬البري‭ ‬الرئيسي‭ ‬بين‭ ‬الجارتين،‭ ‬وخفض‭ ‬أعداد‭ ‬الدبلوماسيين‭. ‬والخميس،‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الهندية‭ ‬‮«‬تعليق‭ ‬إصدار‭ ‬تأشيرات‭ ‬الدخول‭ ‬الممنوحة‭ ‬للمواطنين‭ ‬الباكستانيين‭ ‬مع‭ ‬مفعول‭ ‬فوري‮»‬،‭ ‬مضيفة‭ ‬‮«‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المواطنين‭ ‬الباكستانيين‭ ‬الموجودين‭ ‬راهنا‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬مغادرة‭ ‬البلاد‭ ‬قبل‭ ‬تاريخ‭ ‬انتهاء‭ ‬صلاحية‭ ‬التأشيرات‮»‬‭ ‬المحدد‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬أبريل‭ ‬للتأشيرات‭ ‬العادية‭ ‬و29‭ ‬أبريل‭ ‬للتأشيرات‭ ‬الصحية‭. ‬

في‭ ‬المقابل،‭ ‬أعلنت‭ ‬إسلام‭ ‬آباد‭ ‬عقب‭ ‬اجتماع‭ ‬نادر‭ ‬للجنة‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬بعد‭ ‬ظهر‭ ‬الخميس،‭ ‬طرد‭ ‬دبلوماسيين‭ ‬وتعليق‭ ‬التأشيرات‭ ‬للهنود،‭ ‬وإغلاق‭ ‬الحدود‭ ‬والمجال‭ ‬الجوي‭ ‬مع‭ ‬الهند‭ ‬ووقف‭ ‬التجارة‭ ‬معها‭. ‬وفيما‭ ‬أكدت‭ ‬الحكومة‭ ‬الباكستانية‭ ‬اتخاذ‭ ‬‮«‬إجراءات‭ ‬صارمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬‮«‬التهديدات‭ ‬الهندية‮»‬،‭ ‬قالت‭ ‬إنّها‭ ‬ستعتبر‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الهند‭ ‬لوقف‭ ‬إمدادات‭ ‬المياه‭ ‬من‭ ‬نهر‭ ‬السند‭ ‬‮«‬عملا‭ ‬حربيا‮»‬‭. ‬وجاء‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬لمكتب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬شهباز‭ ‬شريف‭ ‬‮«‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬لوقف‭ ‬أو‭ ‬تحويل‭ ‬تدفق‭ ‬المياه‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬باكستان‭ ‬بموجب‭ ‬معاهدة‭ ‬مياه‭ ‬نهر‭ ‬السند‭... ‬ستعتبر‭ ‬عملا‭ ‬حربيا‭ ‬وسيتم‭ ‬الرد‭ ‬عليها‭ ‬بقوة‮»‬‭. ‬

في‭ ‬أول‭ ‬خطاب‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬الهجوم‭ ‬في‭ ‬كشمير،‭ ‬قال‭ ‬مودي‭ ‬‮«‬أقول‭ ‬لكل‭ ‬العالم‭: ‬ستحدد‭ ‬الهند‭ ‬هوية‭ ‬الإرهابيين‭ ‬ومن‭ ‬يدعمهم‭ ‬وتلاحقهم‭ ‬وتعاقبهم‭. ‬سنطاردهم‭ ‬إلى‭ ‬أقاصي‭ ‬الأرض‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬أمام‭ ‬حشد‭ ‬كبير‭ ‬‮«‬أقول‭ ‬هذا‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيه‭: ‬أيا‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬نفذ‭ ‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬ومن‭ ‬خطط‭ ‬له،‭ ‬سيدفع‭ ‬ثمنا‭ ‬يفوق‭ ‬تصوراتهم‮»‬‭. ‬وتابع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الهندي‭ ‬‮«‬سيدفعون‭ ‬الثمن‭ ‬حتما‭. ‬مهما‭ ‬كانت‭ ‬مساحة‭ ‬الأرض‭ ‬الضئيلة‭ ‬التي‭ ‬يملكها‭ ‬هؤلاء‭ ‬الإرهابيون،‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لتدميرها‭. ‬إن‭ ‬إرادة‭ ‬1,4‭ ‬مليار‭ ‬هندي‭ ‬ستكسر‭ ‬شوكة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الإرهابيين‮»‬‭.  ‬والأربعاء،‭ ‬تعهّد‭ ‬وزير‭ ‬دفاعه‭ ‬راجناث‭ ‬سينغ‭ ‬الانتقام‭ ‬من‭ ‬‮«‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬نظموا‭ ‬هذا‭ (‬الهجوم‭) ‬سرا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬تهديد‭ ‬مبطّن‭ ‬لباكستان‭. ‬

ورد‭ ‬نظيره‭ ‬الباكستاني‭ ‬خواجة‭ ‬آصف‭ ‬معتبرا‭ ‬أنّ‭ ‬‮«‬الهند‭ ‬تشنّ‭ ‬حربا‭ ‬محدودة‭ ‬ضدنا،‭ ‬وإذا‭ ‬أرادوا‭ ‬تصعيد‭ ‬الموقف،‭ ‬نحن‭ ‬مستعدّون‭. ‬ولحماية‭ ‬أرضنا،‭ ‬لن‭ ‬نخضع‭ ‬لأي‭ ‬ضغط‭ ‬دولي‮»‬‭. ‬ويتوقع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬ردا‭ ‬عسكريا‭ ‬من‭ ‬نيودلهي،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬بعد‭ ‬هجوم‭ ‬دامٍ‭ ‬استهدف‭ ‬قافلة‭ ‬لجنود‭ ‬هنود‭. ‬وقال‭ ‬المحلّل‭ ‬برافين‭ ‬دونثي‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس،‭ ‬إنّ‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬الهجوم‭ ‬سيعيد‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬إلى‭ ‬أحلك‭ ‬أوقاتها‮»‬‭. ‬ولم‭ ‬تعلن‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬عن‭ ‬الهجوم‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬غير‭ ‬أنّ‭ ‬الشرطة‭ ‬الهندية‭ ‬نشرت‭ ‬رسوما‭ ‬مركّبة‭ ‬لثلاثة‭ ‬مشتبه‭ ‬فيهم،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬مواطنان‭ ‬باكستانيان،‭ ‬واصفة‭ ‬إياهم‭ ‬بأنّهم‭ ‬أعضاء‭ ‬في‭ ‬جماعة‭ ‬‮«‬لشكر‭ ‬طيبة‮»‬‭ ‬الجهادية‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬باكستان‭ ‬مقرا‭. ‬ويُشتبه‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الجماعة‭ ‬نفذت‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬166‭ ‬شخصا‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بومباي‭ ‬الهندية‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2008‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا