القاهرة - غزة - (رويترز): استشهد 36 شخصا في غارات إسرائيلية بمختلف أنحاء غزة أمس، فيما حث ثلاثة من القادة الأوروبيين إسرائيل على إنهاء حصارها للقطاع والسماح بإدخال المساعدات.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس: «نقل 11 شهيدا و17 مصابا ومنهم عدد من الاطفال والنساء في قصف جوي اسرائيلي استهدف مبني مدرسة يافا في حي التفاح بمدينة غزة، والتي تؤوي النازحين».
وأضاف بصل: «أدى القصف إلى حريق هائل في المبنى، حيث تم انتشال عدد من الجثامين متفحمة».
وذكر مسعفون أن الغارة الجوية التي استهدفت المدرسة أدت إلى اشتعال النيران في خيام وفصول دراسية. وظلت النيران مشتعلة في بعض قطع الأثاث عدة ساعات بعد الضربة بينما كان الأفراد يبحثون داخل الفصول الدراسية التي كساها السواد وفي فناء المدرسة عن متعلقاتهم.
وقالت الشاهدة أم محمد الحويطي: «فجـأة نايمين هيك، فجأة لقينا شي بينفجر فزينا نتطلع لقينا كل شي مولع الصف هذا مولع والصف هذا مولع الخيام... مش عارفين نشرد من النار كيف... وناس بتصرخ وتلاقيهم حاملين ناس فحم فحم ش الأطفال فحم وبيجروا وبيقولوا يا الله يا الله ملناش غيرك يا الله ايش بدنا نحكي غير يا رب وبس». وقال مسعفون إن ما لا يقل عن 36 شخصا استشهدوا في غارات إسرائيلية بمختلف أنحاء غزة أمس.
وقالت وزارة الصحة في غزة أمس إن صاروخا إسرائيليا أصاب أيضا المبنى العلوي لمستشفى الدرة للأطفال في مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير وحدة العناية الفائقة ونظام الألواح الشمسية الذي يغذي المنشأة بالطاقة. ولم يسفر الهجوم على المستشفى عن مقتل أحد.
وأصبح نظام الرعاية الصحية في غزة على شفا الانهيار بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل.
وأشار الدفاع المدني إلى مقتل ستة أشخاص بعدما «تعرّضت منازل للقصف والتدمير الإسرائيلي في حي التفاح (شمال شرق مدينة غزة)».
وقال بصل: إنّ ضربة إسرائيلية على منزل في جباليا (شمال القطاع) أدّت إلى استشهاد طفل، بينما أدّت ضربة أخرى على منزل في خان يونس إلى استشهاد شخص وإصابة آخرين بجروح.
وأضاف: «تلقينا نداءات استغاثة بوجود عدد من المفقودين تحت الأنقاض في مناطق عديدة في قطاع غزة، ولا توجد لدينا أدوات ولا معدّات للإنقاذ وانتشال الشهداء».
وفي بيان لاحق، قال الدفاع المدني إن طواقمه نقلت شهيدا و5 إصابات جراء «قصف إسرائيلي على خيمة تؤوي نازحين غرب مدينة خان يونس».
وأدى قصف على منزل في منطقة الشجاعية إلى استشهاد ثلاثة، بالإضافة إلى استشهاد شخص في بيت حانون وآخر في منطقة السودانية في شمال قطاع غزة.
في الاثناء طالبت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إسرائيل أمس بـ«إنهاء» الحظر التي تفرضه على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، محذرة من «خطر المجاعة و(انتشار) أمراض وبائية والموت».
وقال وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان مشترك: «يجب أن ينتهي ذلك».
وأضاف البيان: «ندعو إسرائيل إلى استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة فورا وبسرعة ومن دون عوائق، لتلبية حاجات جميع المدنيين».
الأسبوع الماضي، قالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، إن نحو 500 ألف فلسطيني في قطاع غزة الذي يقطنه 2,4 مليون نسمة، نزحوا منذ استئناف العدوان الإسرائيلي.
وحذرت الأمم المتحدة من توقف عمل المطابخ المجتمعية (التكايا) التي توفر الطعام للنازحين بسبب نفاد المواد.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الثلاثاء إنه و«بسبب نقص غاز الطهو، تلجأ العائلات إلى حرق البلاستيك لتطهو وجباتها».
وأضافت: «هناك كميات محدودة من الوقود متوافرة في رفح وشمال غزة، لكنها غير قابلة للنقل بسبب أوامر الإخلاء والمناطق المحظورة التي حددها الجيش».
من جهته، يقول الجيش الإسرائيلي إنه يسيطر على 30 في المائة من غزة.
ولكن وفق حسابات فرانس برس المعتمدة على الخرائط التي نشرها الجيش، فإن قواته تسيطر على أكثر من 50 في المائة من أراضي قطاع غزة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك