تصوير - عبد الأمير السلاطنة
استيقظ أهالي الرفاع أمس على فاجعة راح ضحيتها سيدة تبلغ من العمر 45 عاما وابنها العشريني من ذوي الاحتياجات الخاصة جراء حريق اندلع في ساعات الصباح الأولى أمس في شقة بإسكان الحجيات الجديد وانتقل إلى عدد من الشقق في المبني، حيث خلف الحريق أضرارا كبيرة بالمبني المكون من 9 أدوار بالإضافة إلى عدد من الإصابات، ولولا لطف الله وسرعة تحرك قوات الدفاع المدني إلى مكان الحادث لارتفعت أعداد الضحايا.
من جانبه أكد محافظ الجنوبية ضرورة تشديد الرقابة على المواقع السكنية وضمان توافر السلامة اللازمة، وأشاد بسرعة وجاهزية قوات الدفاع المدني وتعاملهم الاحترافي، كما أشاد نائب الدائرة محمد المعرفي باحترافية قوات الدفاع المدني والسيطرة على الحريق وتأمين باقي سكان المبني والمباني المحيطة، مؤكدا انتظار تحقيقات الجهات المعنية لمعرفة سبب اندلاع الحريق، خاصة أن المبني من المشروعات الإسكانية الجديدة التي نفذتها وزارة الإسكان طبقا لأعلى معايير السلامة والأمان.
بداية الواقعة
وكانت غرفة العمليات الرئيسية بالإدارة العامة للدفاع المدني تلقت بلاغا بحريق شبَّ في شقة بالدور الثاني في مبنى سكني مكون من 9 أدوار بمنطقة الحجيات عند الساعة 2:45 صباحا، حيث وصلت فرق الدفاع المدني الى موقع الحريق في غضون 10 دقائق، وباشرت عمليات الإطفاء والإنقاذ، حيث تمكنت من إنقاذ 16 شخصا، ممن حاصرهم الدخان الكثيف بالإضافة إلى اخلاء 116 من سكان المبنى، والسيطرة على الحريق ومنع امتداده، وبدأت على الفور أعمال التبريد اللازمة.
فيما أسفر الحريق عن وفاة شاب «30 عاما» من ذوي الاحتياجات الخاصة ووالدته «48 عاما» التي سقطت من الشرفة إثر محاولتها النجاة من الحريق، فيما تم نقل طفل إلى المستشفى للعلاج، جراء الاختناق وحالته الصحية مستقرة، فيما استمرت قوات الدفاع المدني في أعمال البحث والتحري، لمعرفة سبب الحريق وملابساته.
فيما علمت «أخبار الخليج» أن النيابة العامة باشرت إجراءاتها فور تلقي البلاغ، وتم الانتقال إلى مكان الواقعة ومعاينة الموقع وسؤال المختصين والشهود المعنيين بالموقع، واتخاذ ما يلزم من إجراءات، كما تم ندب الطبيب الشرعي التابع للنيابة العامة، وذلك لتوقيع الكشف الطبي الشرعي على المتوفين، كما ندبت طاقم مسرح الجريمة بالإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية ومسؤولي الدفاع المدني لإعداد التقارير اللازمة بشأن الواقعة للوقوف على ملابساتها وتحديد السبب المباشر المؤدي إلى نشوب الحريق تمهيدًا لاستكمال باقي الإجراءات.
استجابة الدفاع المدني
من ناحيته تفقّد سمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة محافظ المحافظة الجنوبية موقع حريق مبنى منطقة الحجيات الذي تكللت جهود الإدارة العامة للدفاع المدني في إخماده بنجاح، حيث تابع سموه مجريات الحادثة، مؤكداً حرص المحافظة الجنوبية على متابعة حيثياتها منذ لحظة وقوعها وما تبعها من مستجدات، إيماناً من دور المحافظة الرامي الى تعزيز دور الشراكة المجتمعية والتنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية المعنية، تنفيذاً لتوجيهات الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية لترسيخ دعائم الأمن والسلامة في مختلف مناطق المحافظة.
وخلال الزيارة، استمع سمو المحافظ إلى شرح مفصل من ضباط الإدارة العامة للدفاع المدني حول حيثيات الحريق، حيث أكد سموه أهمية تشديد الرقابة على المواقع وفق أعلى معايير الأمن والسلامة، مشيداً سموه بدور الدفاع المدني وجميع الأجهزة الأمنية من ضباط وأفراد في تأمين السلامة المطلوبة حول المنطقة واستجابتهم السريعة وادائهم المتميز في إخماد الحريق باحترافية عالية، مشيرا إلى أن ذلك يترجم جاهزية الأجهزة الأمنية والآليات المتبعة في مكافحة الحوادث ورفع مستوى الوعي الوقائي لدى المواطنين والمقيمين.
تحرك نيابي
فيما قدم نائب الدائرة محمد المعرفي تعازيه لأسر الضحايا الذين فقدوا أرواحهم في هذه الفاجعة الأليمة، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين، مشيدا في الوقت ذاته بالجهود الكبيرة التي بذلتها فرق الدفاع المدني والاستجابة السريعة للسيطرة على الحريق بشكل منع ارتفاع عدد الضحايا، مؤكداً أهمية تعزيز إجراءات السلامة في المباني للوقاية من مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
وأكد المعرفي أن تحقيقات الجهات المعنية جارية لمعرفة سبب الحريق الذي راح ضحيته سيدة ونجلها، متسائلا عن عدم توافر إجراءات السلامة في المبنى السكني على الرغم من كونه مبنى سكنيا ضمن أحد المشروعات الإسكانية الجديدة التي نفذتها وزارة الإسكان ومن المفترض أن يكون مجهزا بأعلى درجات السلامة والأمان خاصة في الحوادث التي تتعلق بالكهرباء أو الحرائق، مؤكدا أنه في انتظار النتائج النهائية لمعرفة سبب الحادث ومن بعدها التوجه بطلب إلى مجلس النواب في دور الانعقاد القادم لتشكيل لجنة تحقيق نيابية للوقوف على خطوات وزارة الإسكان في ضمان توافر إجراءات السلامة والأمن للمشروعات الإسكانية التي تنفذها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك