كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة موناش الأسترالية عن نتائج مثيرة حول العلاقة بين ممارسة التمارين الرياضية في ساعات المساء المتأخرة وجودة النوم.
وبعد مراقبة 14689 مشاركا مدة عام كامل باستخدام أجهزة متطورة لقياس النشاط البدني والنوم توصل الفريق البحثي إلى أن التمارين المكثفة قبل النوم بأربع ساعات أو أقل قد تؤدي إلى اضطرابات ملحوظة في النوم.
وأظهرت البيانات أن المشاركين الذين مارسوا تمارين مكثفة مثل التدريب المتقطع عالي الكثافة (HIIT) أو الجري مسافات طويلة في فترة المساء عانوا من صعوبات في الخلود إلى النوم. كما لاحظ الباحثون انخفاضا في جودة النوم الإجمالية وزيادة في معدل ضربات القلب أثناء الليل.
وهذه التغيرات الفسيولوجية تعكس حالة من اليقظة الزائدة التي تمنع الجسم من الاسترخاء الكامل والانتقال إلى حالة النوم العميق.
ويشرح الدكتور جوش ليتا، أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، أن «التمارين المكثفة ترفع من درجة حرارة الجسم الأساسية وتزيد من إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، ما يضع الجسم في حالة تأهب تتعارض مع عملية الاسترخاء الطبيعية التي يحتاج إليها للنوم». وأضاف أن هذه التأثيرات قد تستمر عدة ساعات بعد انتهاء التمرين، ما يفسر الصعوبات التي يواجهها الكثيرون في النوم بعد التدريبات المسائية.
لكن الدراسة لا تحذر من جميع أنواع النشاط البدني المسائي، حيث يشير الباحثون إلى أن التمارين الخفيفة إلى المعتدلة مثل المشي أو اليوغا أو السباحة الهادئة قد لا يكون لها نفس التأثير السلبي، بل يمكن أن تساعد بعض الأشخاص على الاسترخاء. والفارق الرئيسي يكمن في شدة التمرين وتأثيره على معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم.
وهذه النتائج تقدم رؤى قيمة لأولئك الذين يمارسون الرياضة في المساء بسبب جدول أعمالهم المزدحم، كما تفتح الباب أمام تطوير توصيات أكثر دقة حول توقيت وكثافة التمارين الرياضية لتحقيق التوازن الأمثل بين اللياقة البدنية وجودة النوم.
ويقترح الباحثون إجراء المزيد من الدراسات لاستكشاف الفروق الفردية في الاستجابة للتمارين المسائية، التي قد تفسر لماذا يعاني بعض الأشخاص من اضطرابات النوم بعد الرياضة المسائية بينما لا يتأثر آخرون.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك