غزة - الوكالات: أدّت غارات إسرائيلية جديدة إلى استشهاد 40 شخصا على الأقل في قطاع غزة أمس الخميس، بحسب ما أفاد الدفاع المدني، في وقت حضّت منظمات غير حكومية إسرائيل على السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لوكالة فرانس برس «نقل 16 شهيدا على الاقل معظمهم من النساء والأطفال و23 مصابا في استهداف بصاروخين من الطائرات الحربية الإسرائيلية بشكل مباشر لعدد من خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس».
وأشار إلى استشهاد طفل ووالده في ضربة على خيمة نازحين في منطقة أبراج طيبة قرب منطقة المواصي.
وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس خيما مشتعلة في منطقة المواصي بعد الضربات، وعناصر إطفاء يحاولون إخماد النيران.
ونقلت جثث بعدها في سيارة إسعاف فيما كان مدنيون يحاولون انتشال أشلاء في أغطية على ضوء هواتفهم النقالة.
وقالت إسراء أبو الروس النازحة من المواصي: «كنا في الخيمة، رأينا ضوءا أحمر ثم انفجرت الخيم واحترقت. خرجنا إلى البحر ورأيت الخيم تحترق الواحدة بجانب الأخرى. ماذا فعل لهم الأطفال؟ أُخرجوا أشلاء. عن أي إنسانية يتكلمون؟».
في شمال القطاع، أفاد الدفاع المدني عن استشهاد سبعة أشخاص «عندما استهدفت غارة خياما في بلدة بيت لاهيا».
وكان الدفاع المدني قد أفاد باستشهاد سبعة أشخاص «من عائلة عسلية و13 إصابة جراء قصف مسيرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في بلدة جباليا شمال قطاع غزة».
ومنذ استئناف إسرائيل عدوانها على غزة في 18 مارس استشهد 1691 فلسطينيا بحسب وزارة الصحة في القطاع، فيما نزح نصف مليون من السكان بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
ونزحت الغالبية الساحقة من سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة مرة واحدة على الأقل منذ اندلاع العدوان في السابع من اكتوبر.
من جهتها، حذّرت اثنتا عشرة منظمة غير حكومية رئيسية في بيان مشترك أمس من أن نظام المساعدات الإنسانية المخصص لغزة «مهدد بالانهيار التام» بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على دخول هذه المساعدات منذ الثاني من مارس.
وقال ممثلو منظمة أطباء العالم وأوكسفام والمجلس النرويجي للاجئين ومنظمات غير حكومية أخرى: «دعونا نقوم بعملنا»، مؤكدة أنها تواجه «واحدة من أسوأ الإخفاقات في المجال الإنساني في عصرنا».
وبعدما أعلنت إسرائيل الأربعاء عزمها على مواصلة منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، اتهمت حماس في بيان أمس الاحتلال بـاستخدام التجويع كسلاح معلنة أن هذا القرار هو «أحد أدوات الضغط.. وإقرار علني متجدد بارتكاب جريمة حرب».
وفي وقت لاحق من أمس قال رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية إن الحركة مستعدة للتفاوض على الفور بشأن اتفاق لتبادل جميع الرهائن مع عدد متفق عليه من الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل في إطار صفقة تنهي الحرب في القطاع.
وأضاف أن الحركة مستعدة «للبدء الفوري في مفاوضات الرزمة الشاملة، بحيث يتم إطلاق سراح جميع الأسرى لدى المقاومة، وعدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مقابل الوقف التام للحرب على شعبنا، والانسحاب الكامل من القطاع، مع بدء الإعمار وإنهاء الحصار».
وقال في كلمة نقلها التلفزيون إن الحركة ترفض أي اتفاق هدنة مؤقت، قائلا: «الاتفاقات الجزئية يستعملها نتنياهو وحكومته غطاء لأجندته السياسية القائمة على استمرار حرب الإبادة والتجويع، حتى لو كان الثمن التضحية بأسراه جميعا، ولن نكون جزءا من تمرير هذه السياسة».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك