العدد : ١٧١٩٠ - الأربعاء ١٦ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٠ - الأربعاء ١٦ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

أخبار الخليج تستكشف متحف
Swedish Match.. في ستـوكهـولـم

تقرير‭: ‬عبدالمجيد‭ ‬حاجي‭ - ‬ستوكهولم

الأربعاء ١٦ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

قصة الكبريت السويدي العريق في أوروبا.. صناعة متطورة ومنظمة


‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬أزقة‭ ‬ستوكهولم‭ ‬الباردة،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬رائحة‭ ‬التدخين‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬المشهد‭. ‬بل‭ ‬لفت‭ ‬انتباهنا‭ ‬أمرٌ‭ ‬آخر‭: ‬العلب‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬السويديون‭ ‬كبديل‭ ‬للسجائر‭. ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الأمر‭ ‬موضة،‭ ‬بل‭ ‬سياسة‭ ‬مدروسة‭. ‬هنا،‭ ‬قررت‭ ‬السويد‭ ‬أن‭ ‬تكافح‭ ‬التدخين‭ ‬بسلاح‭ ‬جديد‭: ‬تنظيم‭ ‬البدائل‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬حظر‭ ‬المنتجات‭.‬

تواجدت‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬بدعوة‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬فيليب‭ ‬موريس‭ ‬العالمية‭ ‬لتنقل‭ ‬تجربة‭ ‬صحية‭ ‬لبدائل‭ ‬التدخين‭ ‬من‭ ‬السويد‭.‬

 

ومن‭ ‬قلب‭ ‬العاصمة‭ ‬السويدية‭ ‬ستوكهولم،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬داخل‭ ‬منتزه‭ ‬‮«‬سكانسن‮»‬‭ ‬المفتوح‭ ‬على‭ ‬جزيرة‭ ‬‮«‬دجورجاردن‮»‬،‭ ‬يقع‭ ‬متحف‭ ‬فريد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭ ‬يعيد‭ ‬تشكيل‭ ‬الذاكرة‭ ‬الصناعية‭ ‬والثقافية‭ ‬للسويد‭: ‬متحف‭ ‬السنوس‭ ‬والكبريت‭ ‬التابع‭ ‬لشركةSwedish‭ ‬Match‭ ‬،‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬هذا‭ ‬المتحف‭ ‬على‭ ‬عرض‭ ‬تاريخ‭ ‬صناعة‭ ‬منتجات‭ ‬بدائل‭ ‬التدخين،‭ ‬بل‭ ‬يغوص‭ ‬في‭ ‬تفاصيل‭ ‬رحلة‭ ‬ممتدة‭ ‬من‭ ‬الابتكار،‭ ‬والعمل،‭ ‬والتأثير‭ ‬المجتمعي،‭ ‬بأسلوب‭ ‬تفاعلي‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬زيارته‭ ‬تجربة‭ ‬لا‭ ‬تُنسى‭.‬

عند‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬المتحف‭ ‬يجد‭ ‬الزائر‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬أجواء‭ ‬من‭ ‬الماضي‭ ‬العريق،‭ ‬حيث‭ ‬تبدأ‭ ‬الجولة‭ ‬بعرض‭ ‬تاريخي‭ ‬موثق‭ ‬لصناعة‭ ‬السنوس‭(‬Snus‭) ‬،‭ ‬البديل‭ ‬السويدي‭ ‬للتدخين،‭ ‬الذي‭ ‬لعب‭ ‬دورًا‭ ‬بارزًا‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬معدلات‭ ‬التدخين‭ ‬في‭ ‬السويد‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭. ‬ويُعرض‭ ‬للزائر‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬السنوس‭ ‬من‭ ‬منتج‭ ‬شعبي‭ ‬تقليدي‭ ‬يُستهلك‭ ‬كبديل‭ ‬للتبغ‭ ‬المُدخن،‭ ‬إلى‭ ‬صناعة‭ ‬متطورة‭ ‬ومُنظّمة،‭ ‬تُراعى‭ ‬فيها‭ ‬معايير‭ ‬الجودة‭ ‬والصحة‭ ‬العامة‭.‬

تضم‭ ‬القاعات‭ ‬الأولى‭ ‬للمتحف‭ ‬مجموعات‭ ‬نادرة‭ ‬من‭ ‬علب‭ ‬السنوس‭ ‬القديمة،‭ ‬مصنوعة‭ ‬من‭ ‬الخشب‭ ‬والمعدن‭ ‬والبورسلين،‭ ‬تُظهر‭ ‬تطور‭ ‬التصميم‭ ‬عبر‭ ‬العقود‭. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬تُعرض‭ ‬أدوات‭ ‬يدوية‭ ‬كانت‭ ‬تُستخدم‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬السنوس،‭ ‬مثل‭ ‬أدوات‭ ‬الطحن‭ ‬والعجن‭ ‬والتعبئة‭. ‬ويُتاح‭ ‬للزائر‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬شاشات‭ ‬ذكية‭ ‬وتسجيلات‭ ‬صوتية‭ ‬تحكي‭ ‬قصص‭ ‬العمال‭ ‬والصناعيين‭ ‬الذين‭ ‬أسهموا‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬هذه‭ ‬الصناعة‭.‬

أما‭ ‬القسم‭ ‬المخصص‭ ‬لصناعة‭ ‬أعواد‭ ‬الثقاب‭ ‬الآمنة‭ ‬فيروي‭ ‬قصة‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية،‭ ‬ترتبط‭ ‬ارتباطًا‭ ‬وثيقًا‭ ‬بتاريخ‭ ‬الحقوق‭ ‬العمالية‭ ‬والابتكار‭. ‬كانت‭ ‬السويد‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬طورت‭ ‬أعواد‭ ‬الثقاب‭ ‬الآمنة‭ ‬باستخدام‭ ‬الفوسفور‭ ‬الأحمر‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الفوسفور‭ ‬الأبيض‭ ‬السام،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬إنقاذ‭ ‬حياة‭ ‬آلاف‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭. ‬يعرض‭ ‬المتحف‭ ‬نماذج‭ ‬لآلات‭ ‬الإنتاج‭ ‬القديمة،‭ ‬وصورًا‭ ‬أرشيفية‭ ‬للعاملات‭ ‬المعروفات‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬فتيات‭ ‬الكبريت‮»‬،‭ ‬اللواتي‭ ‬اشتُهرن‭ ‬بدورهن‭ ‬في‭ ‬تحريك‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحسين‭ ‬ظروف‭ ‬العمل‭ ‬وحقوق‭ ‬النساء‭ ‬العاملات‭.‬

ولا‭ ‬يغفل‭ ‬المتحف‭ ‬عن‭ ‬الجانب‭ ‬التفاعلي‭ ‬والترفيهي،‭ ‬إذ‭ ‬يُمكن‭ ‬للزوار‭ ‬تجربة‭ ‬خطوات‭ ‬صنع‭ ‬السنوس‭ ‬يدويًا،‭ ‬وشم‭ ‬روائح‭ ‬مختلفة‭ ‬للتبغ‭ ‬المُستخدم،‭ ‬ومقارنة‭ ‬نكهات‭ ‬متعددة‭. ‬كما‭ ‬يتيح‭ ‬المتحف‭ ‬محطات‭ ‬عرض‭ ‬رقمية‭ ‬تشرح‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬التدخين‭ ‬واستهلاك‭ ‬السنوس‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التأثير‭ ‬الصحي،‭ ‬اعتمادًا‭ ‬على‭ ‬بيانات‭ ‬طبية‭ ‬ومقارنات‭ ‬دولية،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬التزام‭ ‬شركة‭ ‬Swedish‭ ‬Match‭ ‬بالشفافية‭ ‬والتوعية‭.‬

وتكمن‭ ‬فرادة‭ ‬هذا‭ ‬المتحف‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يروّج‭ ‬لمنتجات‭ ‬التدخين‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يعرض‭ ‬تحولاً‭ ‬اجتماعيًا‭ ‬وصناعيًا‭ ‬تبنّته‭ ‬السويد،‭ ‬إذ‭ ‬تم‭ ‬استبدال‭ ‬العادات‭ ‬الضارة‭ ‬ببدائل‭ ‬مدروسة،‭ ‬مدعومة‭ ‬بالقانون‭ ‬والبحث‭ ‬العلمي،‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬نموذجًا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬الصحية‭ ‬العامة‭.‬

في‭ ‬نهاية‭ ‬الجولة‭ ‬يجد‭ ‬الزائر‭ ‬نفسه‭ ‬أمام‭ ‬متجر‭ ‬صغير‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬تذكارات‭ ‬ونسخ‭ ‬طبق‭ ‬الأصل‭ ‬من‭ ‬عبوات‭ ‬تاريخية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مواد‭ ‬تعليمية‭ ‬وكتيّبات‭ ‬تُلخص‭ ‬التجربة‭. ‬كما‭ ‬يُقدّم‭ ‬المتحف‭ ‬للزوار‭ ‬فرصة‭ ‬حضور‭ ‬عروض‭ ‬حية‭ ‬أو‭ ‬محاضرات‭ ‬قصيرة‭ ‬حول‭ ‬تطور‭ ‬السنوس‭ ‬وموقعه‭ ‬في‭ ‬النقاش‭ ‬العالمي‭ ‬حول‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬أضرار‭ ‬التدخين‭.‬

ولمن‭ ‬قد‭ ‬يسمع‭ ‬المصطلح‭ ‬لأول‭ ‬مرة،‭ ‬فالسنوس‭ ‬هو‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬استهلاك‭ ‬التبغ‭ ‬لغير‭ ‬المدخنين،‭ ‬يُستخدم‭ ‬بوضع‭ ‬كمية‭ ‬صغيرة‭ ‬منه‭ ‬تحت‭ ‬الشفة‭ ‬العلوية‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬ويُعرف‭ ‬في‭ ‬السويد‭ ‬باسم‭ ‬Snus،‭ ‬ويختلف‭ ‬تمامًا‭ ‬عن‭ ‬منتجات‭ ‬التدخين‭ ‬الذي‭ ‬يُشتم‭ ‬أو‭ ‬يُحرق‭. ‬وقد‭ ‬اكتسب‭ ‬السنوس‭ ‬السويدي‭ ‬سمعة‭ ‬طيبة‭ ‬بين‭ ‬خبراء‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬لأنه‭ ‬يُعد‭ ‬من‭ ‬البدائل‭ ‬الأقل‭ ‬ضررًا‭ ‬مقارنةً‭ ‬بالتدخين‭ ‬التقليدي؛‭ ‬وذلك‭ ‬لكونه‭ ‬لا‭ ‬ينتج‭ ‬احتراقًا‭ ‬أو‭ ‬دخانًا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يُقلل‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬الصحية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بأمراض‭ ‬الرئة‭ ‬والقلب‭. ‬ويخضع‭ ‬السنوس‭ ‬في‭ ‬السويد‭ ‬لرقابة‭ ‬صارمة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المكونات‭ ‬والجودة،‭ ‬ما‭ ‬جعله‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬استراتيجية‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التدخين‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

إن‭ ‬زيارة‭ ‬متحف‭ ‬Swedish‭ ‬Match‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬جولة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬منتج‭ ‬استهلاكي،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬فرصة‭ ‬لفهم‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُشكّل‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الابتكار‭ ‬والمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مسارًا‭ ‬ناجحًا‭ ‬للتغيير‭. ‬السويد‭ ‬لم‭ ‬تحارب‭ ‬التدخين‭ ‬بالقمع‭ ‬والمنع،‭ ‬بل‭ ‬بالبديل‭ ‬الأفضل‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬المتحف‭ ‬يمثل‭ ‬دعوة‭ ‬صادقة‭ ‬لإعادة‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬التقليدية،‭ ‬واستلهام‭ ‬تجربة‭ ‬واقعية‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬الضرر‭ ‬وتعزيز‭ ‬الصحة،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تجاهل‭ ‬العادات‭ ‬المجتمعية‭ ‬أو‭ ‬إنكار‭ ‬الواقع‭.‬

 

نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬ Swedish Match‭ ‬باتريك‭ ‬هيلدينغسون‭ ‬لـ«أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭:‬

السويد ونموذج تقليل أضرار التدخين.. تجربة واقعية تستحق التعميم

لم نفرض الحظر.. بل وفرنا البدائل الأقل ضررا وتركنا القرار للمواطن


أجرى‭ ‬اللقاء‭: ‬عبدالمجيد‭ ‬حاجي

قدّمت‭ ‬شركة‭ ‬Swedish‭ ‬Match‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬بدائل‭ ‬التدخين‭ ‬تجربة‭ ‬ثرية‭ ‬ومتكاملة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تشكّل‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الساعية‭ ‬لمكافحة‭ ‬التدخين،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬القمع‭ ‬أو‭ ‬الحظر‭ ‬التام؛‭ ‬ففي‭ ‬عرض‭ ‬شامل‭ ‬استعرض‭ ‬باتريك‭ ‬هيلدينغسون‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬الشركة‭ ‬كيف‭ ‬استطاعت‭ ‬السويد‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬ما‭ ‬يشبه‭ ‬المعجزة‭ ‬الصحية‭: ‬مجتمع‭ ‬شبه‭ ‬خالٍ‭ ‬من‭ ‬التدخين،‭ ‬بمعدل‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬5%‭ ‬فقط،‭ ‬وهو‭ ‬المعدل‭ ‬الذي‭ ‬تعتمده‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬كمعيار‭ ‬رسمي‭ ‬للمجتمعات‭ ‬الخالية‭ ‬من‭ ‬التدخين‭.‬

السر؟‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬الحظر‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬العقوبات،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬بدائل‭ ‬عملية‭ ‬وأقل‭ ‬ضررًا‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬السنوس‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬منتج‭ ‬تبغ‭ ‬غير‭ ‬محروق‭ ‬يوضع‭ ‬تحت‭ ‬الشفة،‭ ‬يُصنّع‭ ‬بطريقة‭ ‬مبسترة‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬المسرطنة‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة‭. ‬وأوضح‭ ‬هيلدينغسون‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬المنتج،‭ ‬المدعوم‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬300‭ ‬دراسة‭ ‬علمية،‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬تصنيف‭ ‬‮«‬منتج‭ ‬تبغ‭ ‬منخفض‭ ‬المخاطر‮»‬‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬الأمريكية‭ (‬FDA‭) ‬عام‭ ‬2019،‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬وُصفت‭ ‬حينها‭ ‬بالتاريخية‭.‬

وأشار‭ ‬هيلدينغسون‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬السويد‭ ‬كان‭ ‬‮«‬حركة‭ ‬مجتمعية‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬قرارًا‭ ‬حكوميًا،‭ ‬إذ‭ ‬بدأ‭ ‬المدخنون،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬الرجال،‭ ‬في‭ ‬استبدال‭ ‬السجائر‭ ‬بالسنوس‭ ‬بشكل‭ ‬طوعي،‭ ‬مدفوعين‭ ‬بملاحظاتهم‭ ‬الشخصية‭ ‬على‭ ‬تحسن‭ ‬صحتهم‭ ‬وانخفاض‭ ‬السعال‭ ‬الصباحي‭ ‬وانعدام‭ ‬رائحة‭ ‬الدخان‭. ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬الشعبي‭ ‬سبقه‭ ‬ولاحقه‭ ‬دعم‭ ‬سياسي‭ ‬هادئ،‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬الضرائب‭ ‬على‭ ‬البدائل‭ ‬وتقنينها‭ ‬ضمن‭ ‬تشريعات‭ ‬مرنة،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الشباب‭.‬

ثم‭ ‬جاءت‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬الابتكار،‭ ‬هي‭ ‬أكياس‭ ‬النيكوتين،‭ ‬التي‭ ‬تُعد‭ ‬تطورًا‭ ‬حديثًا‭ ‬وخالية‭ ‬من‭ ‬التدخين‭ ‬تمامًا‭. ‬تُصنّع‭ ‬هذه‭ ‬الأكياس‭ ‬من‭ ‬ألياف‭ ‬السيليلوز،‭ ‬وتحتوي‭ ‬على‭ ‬نيكوتين‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الصيدلانية،‭ ‬وتخضع‭ ‬لمعايير‭ ‬شبيهة‭ ‬بمعايير‭ ‬الأغذية‭. ‬وقد‭ ‬انتشرت‭ ‬هذه‭ ‬المنتجات‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬دولة،‭ ‬ما‭ ‬جعلها‭ ‬خيارًا‭ ‬عصريًا‭ ‬للمدخنين‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬بدائل‭ ‬أقل‭ ‬ضررًا‭.‬

وأكد‭ ‬هيلدينغسون‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فرصة‭ ‬حقيقية‭ ‬أمام‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬منها‭ ‬البحرين،‭ ‬لتكرار‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الفريدة‭. ‬وقال‭: ‬‮«‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬البدائل‭ ‬محظورة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مُنظمة،‭ ‬وهذا‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬يمنح‭ ‬السجائر‭ ‬التقليدية‭ ‬احتكارًا‭ ‬غير‭ ‬عادل‭. ‬بينما‭ ‬إذا‭ ‬وُفرت‭ ‬بدائل‭ ‬قانونية‭ ‬وأقل‭ ‬ضرراً‭ ‬ومدعومة‭ ‬بالمعلومات،‭ ‬فإن‭ ‬المدخن‭ ‬نفسه‭ ‬سيختار‭ ‬الأفضل‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬يتطلب‭ ‬ثلاث‭ ‬ركائز‭ ‬رئيسية‭ ‬هي‭:‬

قبول‭ ‬اجتماعي‭ ‬ورسمي‭ ‬لحقيقة‭ ‬أن‭ ‬النيكوتين‭ ‬سيبقى‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬الواقع‭.‬

توفير‭ ‬بدائل‭ ‬معترف‭ ‬بها‭ ‬علميًا‭ ‬ومنظمة‭ ‬قانونيًا‭. ‬تنظيم‭ ‬صارم‭ ‬وموجه‭ ‬لمنع‭ ‬وصول‭ ‬المنتجات‭ ‬إلى‭ ‬الفئات‭ ‬العمرية‭ ‬الصغيرة‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التجربة‭ ‬السويدية‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتحسن‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬التضحية‭ ‬بالحريات‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬صدامات‭ ‬ثقافية‭.‬

واختتم‭ ‬حديثه‭ ‬قائلا‭: ‬‮«‬التغيير‭ ‬المستدام‭ ‬لا‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬الحظر،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬التوعية‭ ‬والاختيار‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬السويد،‭ ‬ويمكن‭ ‬لدول‭ ‬كثيرة‭ ‬أن‭ ‬تفعل‭ ‬مثله،‭ ‬إذا‭ ‬توافرت‭ ‬الإرادة‮»‬‭.‬

 

 

 

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا