كتب: إسلام محفوظ
أكد الدكتور محمد القطان نائب رئيس بعثة الحج حرص اللجنة العليا لشؤون الحج والعمرة على ترجمة رؤى وتطلعات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، من أجل تهيئة أفضل الظروف أمام حجاج مملكة البحرين لأداء المناسك، عبر تقديم تجربة روحانية ميسّرة تليق بمكانة الشعيرة، مشيرا إلى أن هذا الدعم المتواصل وفّر أساسًا صلبًا لتطوير منظومة الحج على أسس احترافية، ترتكز على أن الحاج هو محور كل الجهود، من التخطيط حتى العودة، وتقوم المنظومة البحرينية المعنية بشؤون الحج على أساس عمل مؤسسي متكامل، تتشارك فيه اللجنة العليا لشؤون الحج والعمرة مع الحملات المعتمدة، والجهات الرسمية داخل مملكة البحرين، بالتوازي مع تنسيق وثيق مع الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، ضمن إطار من التكامل والمسؤولية المشتركة.
وأوضح أن التجربة البحرينية على استمرارية المتابعة والتخطيط على مدار العام، متجاوزةً مفهوم موسمية التنفيذ، حيث يبدأ العمل مبكرًا بالاجتماعات التحضيرية للجنة العليا لشؤون الحج والعمرة، والمتابعات الإجرائية لإدارة الشؤون الدينية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف باستقبال طلبات الحملات الراغبة في التسيير، وفتح باب التسجيل للحجاج، ثم يتم تطبيق آلية فرز دقيقة تضمن العدالة في الاختيار، يلي ذلك تأهيل وتدريب الحملات، واستكمال الترتيبات الفنية واللوجستية، وخاصة أن مرحلة ما بعد الموسم ركن رئيس في هذا النموذج، إذ يُعتمد التقييم والتحليل والتغذية الراجعة كأساس لتحسين الأداء عامًا بعد عام. ومن هنا، تميزت التجربة البحرينية بثقة الحجاج، وتقدير الشركاء، والتعاون الوثيق بين الجهات ذات العلاقة في الداخل والخارج.
67 طلبا لتسيير رحلات
وأشار في تصريحات لـ«أخبار الخليج» إلى أن اللجنة العليا لشؤون الحج والعمرة تلقت 67 طلباً من حملات الحج الراغبة في التسيير خلال الموسم القادم (1447هـ - 2026م)، وذلك بعد انتهاء فترة تقديم الطلبات التي امتدت حتى الأول من أغسطس الجاري، وجارٍ دراسة جميع الطلبات المقدمة، للتأكد من استيفائها كل الشروط والمعايير المعتمدة، والحملات التي تم الانتهاء من دراسة طلباتها واستوفت الشروط قد تم تسليمها خطابات قبول التسجيل. وسيتم قريبًا إعلان القائمة النهائية بأسماء الحملات المعتمدة.
وأوضح أن البعثة بدأت المتابعات الميدانية قبل موعد بدء المناسك، وفق خطة زمنية معتمدة؛ وخاصة أن حملات الحج البحرينية تضع برامجها وجداول رحلاتها بالتنسيق المباشر مع بعثة مملكة البحرين للحج، بما يتيح للحجاج تنظيم رحلتهم مبكرًا، ويمنح الراغبين فرصة زيارة المدينة المنورة والمسجد النبوي الشريف والصلاة فيه قبل بدء مناسك الحج أو بعدها، وأشار إلى أنه في هذه المرحلة تضطلع البعثة بدور محوري يتمثل في التنسيق مع الجهات المختصة داخل مملكة البحرين ونظيراتها في المملكة العربية السعودية، لتسهيل إجراءات الدخول والاستقرار، وضمان تهيئة الأجواء الإيمانية تمهيدًا لبدء مناسك الحج.
تحضيرات مبكرة
وحول التحضيرات المبكرة لأداء مناسك الحج أوضح ان دخول الحاج في المناسك يتم وفق خطة زمنية وخطة تفويج دقيقة تضعها البعثة بالتنسيق مع حملات الحج، لضمان انسيابية الحركة وتقليل المشقة على الحجاج، حيث تبدأ المناسك في اليوم الثامن من ذي الحجة، المسمى «يوم التروية»، وتراعي البعثة اختلاف الخيارات المعتمدة بين الحملات، حيث تلتزم بعض الحملات بالذهاب إلى مشعر منى للمبيت تطبيقًا للسنة النبوية لمن يرغب بذلك وهي ليست ركناً أو شرطاً من شروط الحج، وهناك من الحملات الأخرى تعتمد رخصة شرعية تقضي بالانتقال المباشر إلى عرفة في اليوم التالي، بما يخفف الزحام ويقلل من الإرهاق، وخاصة للفئات التي قد تواجه صعوبة في التنقل أو التحمل البدني. وفي كلتا الحالتين يظل دور البعثة محوريًا في التنسيق المسبق مع الجهات المختصة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وضمان توفير وسائل النقل المناسبة، وترتيب نقاط الاستقبال والإرشاد، ومرافقة فرق الدعم للحجاج في جميع مراحل الحركة، بما يحقق التوازن بين أداء الشعيرة بأكمل وجه والمحافظة على سلامة وراحة الحجاج.
وأشار إلى أن يوم التاسع من ذي الحجة هو يوم عرفة وهو أعظم أركان الحج؛ وتبلغ جهود بعثة مملكة البحرين للحج ذروتها هي الأخرى، إذ تعمل منذ ليلة التاسع ومع فجر يوم التاسع على الإشراف الميداني المباشر لتوزيع الحجاج على مخيماتهم المجهزة مسبقًا، وضمان توافر جميع المستلزمات من خدمات طبية وإسعافية وإرشاد ديني، إضافة إلى الدعم اللوجستي الكامل، وتُدار حركة الدخول والخروج بعناية فائقة من قبل اللجنة الأمنية بالبعثة والفرق الكشفية بالتنسيق مع الجهات المختصة لتجنب الازدحام وضمان وصول الجميع في الوقت المحدد، مع جاهزية فرق الاستجابة السريعة لأي طارئ صحي أو تنظيمي.
وأكد أن البعثة توفر للحجاج مسبقًا أساور إلكترونية لاستخدام قطار المشاعر، ما يضمن تنظيم حركة الحجاج وتقليل الازدحام، كما تشرف البعثة على عملية تفويج الحملات إلى القطار، لضمان انسيابية النقل ودقة مواعيد الرحلات بما يتوافق مع الجداول المعتمدة، كما تواكب فرق البعثة عملية النفرة خطوة بخطوة، حيث تختار بعض الحملات المرور بالمشعر والمغادرة عند منتصف الليل، بينما تفضّل حملات أخرى المكوث حتى الفجر، وكل ذلك يتم وفق ما تتيحه الضوابط الشرعية واعتبارات السلامة، كما تُعنى البعثة بمتابعة توزيع كل الخدمات في المواقع المخصصة، لضمان أن يقضي الحاج وقته في مزدلفة بأجواء منظمة وآمنة، استعدادًا للمناسك التالية.
وأشار الدكتور القطان إلى أن وعي الراغب في أداء فريضة الحج بمناسكها ومشاعرها وتنظيماتها وخدماتها يُعد حجر الأساس في تحقيق تجربة إيمانية ميسّرة وآمنة، حيث يمنحه هذا الوعي القدرة على المفاضلة الواعية بين باقات الحملات الرسمية، واختيار الأنسب منها من حيث جودة الخدمات ومواقع السكن ومستوى الإعاشة والتنقل، بما يتناسب مع احتياجاته وإمكاناته. ومن هذا المنطلق فإننا نؤكد أن التخطيط المبكر، والاطلاع الدقيق على التفاصيل، والالتزام التام بالإجراءات النظامية، هي مفاتيح رئيسة لحج مبرور وسعي مشكور، وتجعل من هذه الرحلة المباركة تجربة روحانية لا تُنسى، محفوفة بالطمأنينة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك