موسكو - (أ ف ب): حذّرت روسيا من خطر «التصعيد» في النزاع في أوكرانيا إذا ما قرّرت ألمانيا تزويد كييف بصواريخ «تاوروس» بعدما أعرب المستشار الألماني العتيد فريدريش ميرتس عن انفتاحه على الفكرة في حال موافقة الاتحاد الأوروبي عليها. وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف خلال الإحاطة الدورية إن ميرتس «يؤيّد تدابير مختلفة ستؤدّي على الأرجح أو حتما إلى تصعيد جديد في الوضع في أوكرانيا». وندّد بيسكوف بتأييد ميرتس «اشتداد النزاع» في موقف «سُجّل أيضا في عواصم أوروبية أخرى».
وهو قال «من المؤسف فعلا أن عواصم أوروبية لا تسعى إلى إيجاد سبل للتوصّل إلى محادثات سلام، لكنها تميل بالأحرى إلى الدفع باتجاه استمرار الحرب». وقد أعرب فريدريش ميرتس الذي فاز حزبه المحافظ بالانتخابات التشريعية المبكرة في ألمانيا في أواخر فبراير عن عزم راسخ على مواصلة الدعم العسكري لأوكرانيا. وفي حين رفض المستشار الألماني المنتهية ولايته أولاف شولتس تزويد كييف بصواريخ «تاوروس» القادرة على استهداف العمق الروسي، خشية تصعيد النزاع، أعرب ميرتس الأحد مجدّدا عن انفتاحه على هذه الفكرة لكن بشروط.
وهو قال مساء الأحد ردّا على سؤال في هذا الخصوص «لطالما قلت إنني لن أقوم بذلك إلا بالاتفاق مع الشركاء الأوروبيين». وأضاف «لا بدّ من أن يتمّ التنسيق وإذا ما حصل ذلك، فإن ألمانيا ستشارك». وتعدّ ألمانيا ثاني أكبر مزوّد عسكري بعد الولايات المتحدة لأوكرانيا في حربها على روسيا منذ فبراير 2022. وأدلى ميرتس بتصريحاته بعد بضع ساعات من هجوم روسي مزدوج على مدينة سومي الأوكرانية يعدّ من الأعنف منذ اندلاع الحرب وقد أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا.
وفيما يتعلق بهذا الهجوم أعلنت روسيا أمس الإثنين أنها استهدفت اجتماعا لقادة الجيش الأوكراني بصاروخين باليستيين في سومي، واتهمت أوكرانيا باستخدام المدنيين «دروعا بشرية»، بعد إعلان كييف الأحد مقتل 34 شخصا على الأقل. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها أطلقت صاروخين من طراز إسكندر «على مكان اجتماع هيئة الأركان»، مضيفة «يواصل نظام كييف استخدام السكان الأوكرانيين كدروع بشرية، إذ يقيم منشآت عسكرية وينظم فعاليات بمشاركة جنود في قلب مدينة مكتظة بالسكان».
وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن الضربة قتلت 60 جنديا أوكرانيا. وكانت هذه الضربة من أعنف الضربات التي تشنها روسيا منذ أشهر، وقوبلت بإدانات دولية واسعة، كما وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها «مروعة» وألمح إلى أن روسيا «ارتكبت خطأ». وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم الذي استهدف وسط سومي وقع «في يوم يذهب الناس إلى الكنيسة: أحد الشعانين... فقط الأوغاد يمكن أن يفعلوا ذلك».
وأعلنت خدمات الطوارئ الأوكرانية أن الصواريخ قتلت 34 شخصا، بينهم طفلان. ونفى الكرملين استهداف مدنيين أو منطقة سكنية. وقال المتحدث باسمه دميتري بيسكوف للصحفيين ردا على سؤال حول الضربة وتصريحات ترامب «جيشنا لا يضرب إلا أهدافا عسكرية وأخرى ذات صلة بالجيش».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك