مسقط - (أ ف ب): عقدت الولايات المتحدة وإيران أمس مباحثات «بناءة» بشأن البرنامج النووي الإيراني واتفقتا على عقد لقاء جديد، على ما أعلنت الخارجية الإيرانية، فيما يهدد الرئيس الأمريكي بعمل عسكري في حال باءت بالفشل جهود التوصل إلى صفقة جديدة.
وأفادت إيران بأنّ وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي توسط في المحادثات رفيعة المستوى في مسقط. وكان الأمريكيون دعوا إلى أن تكون الاجتماعات مباشرة وجهاً لوجه. ورغم ذلك، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية أن المفاوضين تحدثوا أيضاً بشكل مباشر «لبضع دقائق». وأضافت أن المحادثات عُقدت «في أجواء بنّاءة يسودها الاحترام المتبادل».
وقال وزير الخارجية العماني إن المناقشات جرت في «جو ودي» مشيرا إلى أن الهدف منها يكمن في إبرام «اتفاق عادل وملزم». وأضاف «سنواصل العمل سويا».
وهذه المحادثات هي الأعلى مستوى بهذا الشأن منذ انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى في 2018 من الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى مقابل رفع العقوبات عنها.
وقاد الجانب الإيراني وزير الخارجية عباس عراقجي، وهو دبلوماسي متمرس وأحد مهندسي الاتفاق النووي الإيراني في 2015، فيما قاد مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستيف ويتكوف، وهو قطب عقارات، الوفد الأمريكي.
بعد اللقاء لفت عراقجي إلى أن طهران وواشنطن «لا تريدان» مفاوضات «تستمر إلى ما لا نهاية».
وقال عراقجي للتلفزيون الرسمي الإيراني: «لا نريد نحن ولا الطرف الآخر مفاوضات عقيمة، ومناقشات من أجل المناقشات، وإضاعة للوقت ومفاوضات تستمر إلى ما لا نهاية»، مضيفا أن اجتماعا جديدا سيعقد «السبت المقبل» بهدف التوصل إلى اتفاق «بأسرع وقت ممكن».
وقبيل بدء المحادثات، قال عراقجي بحسب مقطع فيديو نشره التلفزيون الرسمي إنّ بلاده تسعى لاتفاق «عادل ومشرف».
وصرح أنّ «نيتنا هي التوصل إلى اتفاق عادل ومشرف على أساس المساواة. وإذا تبنى الطرف الآخر أيضا الموقف نفسه».
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي للمحطة ذاتها إنّ المباحثات «هي مجرد بداية».
وكتب لاحقا على منصة اكس إنّ الطرفين كانا في «صالات منفصلة» وكانا «يرسلان وجهات نظرهما لبعضهما البعض عبر وزير الخارجية العماني».
وقال ويتكوف لصحيفة وول ستريت جورنال: «موقفنا اليوم» ينطلق بمطالبة إيران بتفكيك برنامجها النووي بالكامل وهو موقف يتمسك به المتشددون في أوساط ترامب لكن لا يتوقع كثيرون أن تقبل به إيران.
وأضاف: «هذا لا يعني أننا على هامش ذلك لن نجد طرقا أخرى للتوصل إلى تسوية بين البلدين» مؤكدا أن «الخط الأحمر بالنسبة لنا هو عدم إضفاء الطابع العسكري على القدرة النووية» الإيرانية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك