تباين المعايير الفلكية ودخول غير المختصين في المجال
كتبت ياسمين العقيدات:
أكد الدكتور وهيب عيسى الناصر، نائب رئيس الجمعية الفلكية البحرينية، أن اختلاف موعد عيد الفطر لعام 2025 يعود إلى تباين المعايير المستخدمة في تحديد إمكانية رؤية الهلال، حيث يعتمد كل فريق على معايير مختلفة، مثل زمن مكث الهلال بعد الغروب، نسبة إضاءته، زاوية السمت، والاستطالة التي تتيح رؤيته، مشددًا على أن هذا النهج ليس دقيقًا بالكامل، إذ يجب مراعاة القدرات الفردية في الرؤية، مشيرًا إلى أن شهادات رؤية الهلال تُعتمد وفق قرار القاضي المخول برفع التوصية لولي الأمر، بناءً على رأي المختصين الذين يختارهم لهذا الغرض.
وأوضح الدكتور الناصر أن بعض الفلكيين يقرون بأن الهلال سيكون فوق الأفق وأنه وُلد قبل غروب الشمس، وخاصة أن ولادته ستكون مشهودة خلال كسوف أوروبا، ومع ذلك هناك محاولات لإثبات استحالة رؤيته، وهو ما وصفه بـالأمر غير المقبول.
وقال نائب رئيس جمعية الفلكيين: «المفترض أن يسعد الفلكيون بإمكانية رؤية الهلال، لأن ذلك يؤكد دقة الحسابات الفلكية، فإذا تم الإعلان عن العيد يوم الاثنين فسيكون الهلال مرتفعًا وواضحًا لحظة غروب الشمس، وعندما يتمكن عامة الناس من رؤيته بسهولة، فهذا يشير إلى أن عمره قد بلغ يومين».
وأشار الناصر إلى أن دخول غير المختصين في هذا الشأن ومنحهم ألقابًا فلكية من دون امتلاكهم الخبرة العلمية اللازمة، ساهم في نشر البلبلة وإثارة الحيرة لدى العامة، وخاصة مع انتشار تصريحات غير دقيقة حول رؤية الهلال وتحديد بدايات الأشهر الهجرية.
وفي هذا السياق، شدد نائب رئيس الجمعية الفلكية البحرينية على أهمية توحيد المعايير الفلكية بين الدول الإسلامية، والاعتماد على الحسابات الفلكية الدقيقة لضمان تحديد موحد ودقيق لمواعيد الأعياد والمناسبات الدينية، داعيًا إلى الاستناد إلى المعاهد الفلكية ذات السمعة العلمية الموثوقة، مثل «المركز القومي للأبحاث العلمية»، الذي كان يشرف على «مرصد القطامية العالمي»، لضمان اتخاذ قرارات مستندة إلى البحث العلمي الرصين.
وقال الناصر إن من المراصد المشهود لها علميا وبحثيا هو المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفزيقية (مرصد حلوان سابقا) الذي أنشئ عام 1903، وهناك مرصد القطامية الفلكي الذي يضم منظارا ضخما (74 بوصة – حوالي 2 متر)، وهو لا يستخدم في رؤية الأهلة وإنما للنجوم والمجرات، وهناك قسم للأبحاث الشمس، وهو المنوط هذه بالحسابات الفلكية، والأبحاث، ورؤية الأهلة، وهو قسم كبير متعدد التخصصات .
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك