العدد : ١٧١٧٢ - السبت ٢٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٢ - السبت ٢٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ رمضان ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

مجموعة توثق انتهاكات الحرب تتهم الجيش السوداني بتنفيذ قصف دام على إقليم دارفور

الأربعاء ٢٦ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

الخرطوم‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬اتهمت‭ ‬مجموعة‭ ‬‮«‬محامو‭ ‬الطوارئ‮»‬‭ ‬التي‭ ‬توثق‭ ‬الانتهاكات‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬السودانية‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬الجيش‭ ‬بتنفيذ‭ ‬قصف‭ ‬دام‭ ‬على‭ ‬شمال‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور،‭ ‬في‭ ‬ضربة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬الاكثر‭ ‬حصدا‭ ‬للضحايا‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬النزاع‭ ‬قبل‭ ‬سنتين‭. ‬وقالت‭ ‬مجموعة‭ ‬المحامين‭ ‬المتطوعين‭ ‬المؤيدة‭ ‬للديمقراطية‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬إن‭ ‬القصف‭ ‬‮«‬طال‭ ‬منطقة‭ ‬مكتظة‭ ‬بالمدنيين‮»‬،‭ ‬مشيرا‭ ‬الى‭ ‬استهدافه‭ ‬سوقا‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬طرّة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور‭ ‬في‭ ‬غرب‭ ‬السودان،‭ ‬‮«‬وأدّى‭ ‬إلى‭ ‬مقتل‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬وإصابة‭ ‬العشرات‭ ‬بجروح‭ ‬خطرة‮»‬،‭ ‬ووصف‭ ‬البيان‭ ‬القصف‭ ‬بأنه‭ ‬عشوائي‭ ‬و‮«‬يشكّل‭ ‬انتهاكا‭ ‬صارخا‭ ‬لقواعد‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬الإنساني‭ ‬ويعدّ‭ ‬جريمة‭ ‬حرب‭ ‬ممنهجة‮»‬‭. ‬وقال‭ ‬متحدث‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬محامو‭ ‬الطوارئ‮»‬‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬المجموعة‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬بعد‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬عدد‭ ‬محدّد‭ ‬للقتلى‭ ‬‮«‬بسبب‭ ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬الجثث‭ ‬المتفحمة‭ ‬التي‭ ‬يجري‭ ‬حصرها‮»‬‭. ‬ولم‭ ‬تتمكن‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬من‭ ‬التحقّق‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬القتلى‭ ‬بشكل‭ ‬مستقل‭ ‬بسبب‭ ‬انقطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬دارفور‭. ‬ولم‭ ‬يردّ‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬على‭ ‬طلب‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬التعليق‭. ‬

وتظهر‭ ‬صور‭ ‬تمّ‭ ‬تداولها‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬آثار‭ ‬دمار‭ ‬ناتج‭ ‬عن‭ ‬القصف،‭ ‬وفق‭ ‬ناشريها،‭ ‬مع‭ ‬جثث‭ ‬متفحمة‭ ‬وأرض‭ ‬محروقة،‭ ‬بينما‭ ‬يتصاعد‭ ‬الدخان‭ ‬من‭ ‬أكوام‭ ‬الحطام‭. ‬

ولم‭ ‬تتمكن‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬من‭ ‬التحقق‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬التي‭ ‬قيل‭ ‬إنها‭ ‬التقطت‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬يوم‭ ‬الإثنين‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬طرّة‭ ‬المقصود‭ ‬بكثافة‭ ‬من‭ ‬السكان‭. ‬وقالت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬التي‭ ‬تخوض‭ ‬نزاعا‭ ‬مدمّرا‭ ‬مع‭ ‬الجيش‭ ‬منذ‭ ‬أبريل‭ ‬2023،‭ ‬التي‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬المستهدفة،‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين،‭ ‬إن‭ ‬الجيش‭ ‬‮«‬ارتكب‭ ‬مذبحة‮»‬‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬مقتل‭ ‬وجرح‭ ‬المئات‮»‬‭. ‬

وخلال‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬قتل‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬ونزح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬12‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬ما‭ ‬تسبّب‭ ‬في‭ ‬أكبر‭ ‬أزمة‭ ‬نزوح‭ ‬وجوع‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬وبسبب‭ ‬الانهيار‭ ‬شبه‭ ‬الكامل‭ ‬للمنظومة‭ ‬الصحية‭ ‬السودانية‭ ‬هناك‭ ‬صعوبة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬تأكيد‭ ‬أرقام‭ ‬القتلى‭ ‬والجرحى‭. ‬وفي‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‭ ‬قال‭ ‬المبعوث‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬للسودان‭ ‬توم‭ ‬بيريلو‭ ‬إن‭ ‬عدد‭ ‬القتلى‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬150‭ ‬ألفا‭. ‬

وفي‭ ‬ديسمبر،‭ ‬قال‭ ‬محامو‭ ‬الطوارئ‭ ‬إن‭ ‬قصفا‭ ‬للجيش‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬دارفور‭ ‬قتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائة‭ ‬شخص،‭ ‬وأكدت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬مقتل‭ ‬80‭ ‬على‭ ‬الأقل‮»‬‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬السودان‭ ‬فأوقع‭ ‬هجوم‭ ‬لقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬استمر‭ ‬ثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬قرى‭ ‬مدنية‭ ‬مئات‭ ‬القتلى‭. ‬وقال‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬إن‭ ‬عدد‭ ‬القتلى‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬433،‭ ‬بينما‭ ‬أكد‭ ‬بيان‭ ‬لمحامي‭ ‬الطوارئ‭ ‬وقوع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مائتي‭ ‬قتيل‭. ‬وأُعلنت‭ ‬المجاعة‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬مخيمات‭ ‬اللجوء‭ ‬في‭ ‬دارفور،‭ ‬بينما‭ ‬تتوقع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬امتدادها‭ ‬إلى‭ ‬خمس‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭. ‬

ويشهد‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور‭ -‬الذي‭ ‬يوازي‭ ‬مساحة‭ ‬فرنسا‭- ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الحرب‭ ‬انتهاكات‭ ‬جسيمة‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭. ‬واستخدمت‭ ‬في‭ ‬النزاع‭ ‬البراميل‭ ‬المتفجرة‭ ‬التي‭ ‬تلقى‭ ‬من‭ ‬الجو‭ ‬على‭ ‬أحياء‭ ‬سكنية،‭ ‬بينما‭ ‬تشهد‭ ‬مخيمات‭ ‬لاجئين‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬المجاعة‭ ‬هجمات‭ ‬وتطهيرا‭ ‬عرقيا،‭ ‬وفق‭ ‬تقارير‭ ‬لمدافعين‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ويحتفظ‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬بالتفوّق‭ ‬الجوي‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬دارفور‭ ‬لامتلاكه‭ ‬طائرات‭ ‬حربية،‭ ‬بينما‭ ‬تستخدم‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬المُسيرات‭. ‬

وتسيطر‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬على‭ ‬معظم‭ ‬المدن‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور‭ ‬ذي‭ ‬المساحة‭ ‬الشاسعة،‭ ‬باستثناء‭ ‬مدينة‭ ‬الفاشر،‭ ‬عاصمة‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور‭ ‬الشمالي،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭. ‬وتحاصر‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬مدينة‭ ‬الفاشر‭ ‬منذ‭ ‬عشرة‭ ‬أشهر‭ ‬وتقوم‭ ‬بهجمات‭ ‬متكررة‭ ‬على‭ ‬مخيمات‭ ‬النزوح‭ ‬المجاورة‭ ‬لها‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا