الخرطوم - (أ ف ب): اتهمت مجموعة «محامو الطوارئ» التي توثق الانتهاكات في الحرب السودانية أمس الثلاثاء الجيش بتنفيذ قصف دام على شمال إقليم دارفور، في ضربة يمكن أن تكون من الاكثر حصدا للضحايا منذ بدء النزاع قبل سنتين. وقالت مجموعة المحامين المتطوعين المؤيدة للديمقراطية في بيان إن القصف «طال منطقة مكتظة بالمدنيين»، مشيرا الى استهدافه سوقا في مدينة طرّة في شمال إقليم دارفور في غرب السودان، «وأدّى إلى مقتل المئات من المدنيين وإصابة العشرات بجروح خطرة»، ووصف البيان القصف بأنه عشوائي و«يشكّل انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي الإنساني ويعدّ جريمة حرب ممنهجة». وقال متحدث باسم «محامو الطوارئ» لوكالة فرانس برس إن المجموعة لم تتمكن بعد من تأكيد عدد محدّد للقتلى «بسبب العدد الكبير من الجثث المتفحمة التي يجري حصرها». ولم تتمكن وكالة فرانس برس من التحقّق من عدد القتلى بشكل مستقل بسبب انقطاع الاتصالات في دارفور. ولم يردّ الجيش السوداني على طلب فرانس برس التعليق.
وتظهر صور تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي آثار دمار ناتج عن القصف، وفق ناشريها، مع جثث متفحمة وأرض محروقة، بينما يتصاعد الدخان من أكوام الحطام.
ولم تتمكن فرانس برس من التحقق من الصور التي قيل إنها التقطت في سوق يوم الإثنين في مدينة طرّة المقصود بكثافة من السكان. وقالت قوات الدعم السريع التي تخوض نزاعا مدمّرا مع الجيش منذ أبريل 2023، التي تسيطر على المنطقة المستهدفة، في بيان يوم الاثنين، إن الجيش «ارتكب مذبحة» أدت إلى «مقتل وجرح المئات».
وخلال عامين من الحرب قتل عشرات الآلاف ونزح أكثر من 12 مليون شخص بسبب الحرب في السودان، ما تسبّب في أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم. وبسبب الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية السودانية هناك صعوبة كبيرة في تأكيد أرقام القتلى والجرحى. وفي مايو الماضي قال المبعوث الأمريكي السابق للسودان توم بيريلو إن عدد القتلى قد يكون وصل إلى 150 ألفا.
وفي ديسمبر، قال محامو الطوارئ إن قصفا للجيش على سوق في شمال دارفور قتل أكثر من مائة شخص، وأكدت الأمم المتحدة «مقتل 80 على الأقل». أما في وسط السودان فأوقع هجوم لقوات الدعم السريع استمر ثلاثة أيام على قرى مدنية مئات القتلى. وقال الجيش السوداني إن عدد القتلى وصل إلى 433، بينما أكد بيان لمحامي الطوارئ وقوع أكثر من مائتي قتيل. وأُعلنت المجاعة في ثلاثة من مخيمات اللجوء في دارفور، بينما تتوقع الأمم المتحدة امتدادها إلى خمس مناطق أخرى.
ويشهد إقليم دارفور -الذي يوازي مساحة فرنسا- منذ بداية الحرب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين. واستخدمت في النزاع البراميل المتفجرة التي تلقى من الجو على أحياء سكنية، بينما تشهد مخيمات لاجئين تعاني من المجاعة هجمات وتطهيرا عرقيا، وفق تقارير لمدافعين عن حقوق الإنسان، ويحتفظ الجيش السوداني بالتفوّق الجوي في سماء دارفور لامتلاكه طائرات حربية، بينما تستخدم قوات الدعم السريع المُسيرات.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم المدن الرئيسية في إقليم دارفور ذي المساحة الشاسعة، باستثناء مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور الشمالي، التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني. وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر منذ عشرة أشهر وتقوم بهجمات متكررة على مخيمات النزوح المجاورة لها.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك