العدد : ١٧١٧٢ - السبت ٢٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ رمضان ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٢ - السبت ٢٩ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ رمضان ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

ما قاله لي بالأمس وقبل الرحيل..
شيخ فناني عصر التشكيل الفنان المخضرم عبدالكريم العريض.. حكاية وطن وحياة

حاوره: علي الستراوي.

الأربعاء ٢٦ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

إنه‭ ‬التاريخ‭ ‬الممتد‭ ‬بعطائه،‭ ‬الفنان‭ ‬الذي‭ ‬كسر‭ ‬كل‭ ‬حدود‭ ‬موانع‭ ‬التحدي‭ ‬ليبحر‭ ‬مع‭ ‬الغواصين‭ ‬ومع‭ ‬الفلاحين‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬محطات‭ ‬عمره‭ ‬التي‭ ‬تقرأ‭ ‬عبر‭ ‬ماضيها‭ ‬وحاضرها‭ ‬ضمن‭ ‬مسيرة‭ ‬عطاء‭ ‬متواصلة‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬السأم‭ ‬أو‭ ‬الوقوف،‭ ‬تجاسرت‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬معطيات‭ ‬وقتها‭ ‬لتقدم‭ ‬صورة‭ ‬مثلى‭ ‬وعميقة‭ ‬عن‭ ‬التجربة‭ ‬التشكيلية‭ ‬في‭ ‬وطن‭ ‬تسكنه‭ ‬الروح‭ ‬وتزين‭ ‬جيده‭ ‬قلائد‭ ‬البسر‭ ‬من‭ ‬النخيل‭ ‬الباسقات‭.‬

‭- ‬قال‭ ‬لي‭ ‬عندما‭ ‬سألته‭ ‬عن‭ ‬أول‭ ‬شيء‭ ‬اسأله‭ ‬عنه،‭ ‬قال‭ ‬لنبدأ‭ ‬مع‭ ‬حكاية‭ ‬الطفولة،‭ ‬ومع‭ ‬الطفولة‭ ‬بدأت‭ ‬اتحدث‭ ‬مع‭ ‬عبدالكريم‭ ‬العريض،‭ ‬فقلت‭ ‬له‭ ‬حدثني‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬التجربة‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي؟

كان‭ ‬ماضي‭ ‬طفولتي‭ ‬قد‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬ثلاثينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬مجرى‭ ‬حياتي‭.‬

حيث‭ ‬اتذكر‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬أخبرني‭ ‬فيه‭ ‬الوالد‭ -‬رحمه‭ ‬الله‭- ‬بأنه‭ ‬سيدخلني‭ ‬المدرسة،‭ ‬وكان‭ ‬يومها‭ ‬عمري‭ ‬ست‭ ‬سنوات،‭ ‬يومها‭ ‬فرحت‭ ‬فرحاً‭ ‬عظيماً‭.‬

فانشغلت‭ ‬بشراء‭ ‬أقلام‭ ‬ودفاتر،‭ ‬وشنطة‭ ‬المدرسة،‭ ‬وكلها‭ ‬كنت‭ ‬أعمله‭ ‬بفرح‭ ‬لأن‭ ‬رفاق‭ ‬طفولتي‭ ‬الذين‭ ‬يلعبون‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬الحي‭ ‬سيشاركونني‭ ‬الدراسة‭.‬

وتعرفت‭ ‬على‭ ‬أصدقاء‭ ‬جدد‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭ ‬وكانت‭ ‬ليالي‭ ‬الشتاء‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬الليالي‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أجلس‭ ‬فيها‭ ‬وسط‭ ‬الحجرة‭ ‬أمام‭ ‬موقد‭ ‬النار‭ ‬وإبريق‭ ‬شاي‭ ‬الزنجبيل‭ ‬يعطر‭ ‬المكان‭ ‬برائحته،‭ ‬كنت‭ ‬اضع‭ ‬دفتري‭ ‬واكتب‭ ‬عليه‭ ‬فوق‭ ‬طاولة‭ ‬صغيرة‭ ‬وأمامي‭ ‬فانوس‭ ‬يضيء‭ ‬عتمة‭ ‬الحجرة‭.‬

وأذكر‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬سقط‭ ‬مطر‭ ‬كثير‭ ‬فسقطت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البيوت‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬البيوت‭ ‬كانت‭ ‬مبنية‭ ‬من‭ ‬الطين‭ ‬الأبيض‭ ‬والحجارة‭ ‬والجص‭.‬

‭- ‬وماذا‭ ‬عن‭ ‬بيتكم؟‭ ‬

كان‭ ‬بيتنا‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬شارع‭ ‬قريب‭ ‬من‭ ‬مدخل‭ ‬السوق‭ ‬‮«‬سوق‭ ‬الطواويش‮»‬‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬زقاق‭ ‬متعرج،‭ ‬وكانت‭ ‬رؤوس‭ ‬‮«‬الدنخل‮»‬‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬الجدران،‭ ‬كأنها‭ ‬حراب‭ ‬تتدلى‭ ‬منها‭ ‬الخرق‭ ‬البالية‭ ‬وعجلات‭ ‬الدراجات‭.‬

وأذكر‭ ‬أن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يهطل‭ ‬علينا‭ ‬مطر‭ ‬الشتاء‭ ‬الغزير،‭ ‬يبقي‭ ‬الشوارع‭ ‬مليئة‭ ‬بالطين‭ ‬والأوحال،‭ ‬وعندما‭ ‬تمر‭ ‬عربة‭ ‬الحمار‭ ‬‮«‬الكاري‮»‬‭ ‬تغوص‭ ‬عجلاته‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬الطين،‭ ‬ويتجمع‭ ‬المارة‭ ‬لكي‭ ‬يرفعوا‭ ‬الحمار‭ ‬والعربة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المأزق،‭ ‬وكنا‭ ‬نحن‭ ‬الأطفال‭ ‬أشد‭ ‬الفرحين‭ ‬لهذا‭ ‬المنظر،‭ ‬حيث‭ ‬نجتمع‭ ‬لمشاهدة‭ ‬هذا‭ ‬المنظر‭ ‬المضحك‭ ‬والعجيب‭.‬

بعد‭ ‬وفاة‭ ‬والدك‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬من‭ ‬رعاك‭ ‬بعده‭ ‬واهتم‭ ‬بشؤونك؟‭  ‬

في‭ ‬عام‭ ‬1942‭ ‬توفي‭ ‬والدي‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬وكنت‭ ‬صغيراً،‭ ‬فذهبت‭ ‬لأعيش‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬ابن‭ ‬عمة‭ ‬والدي‭ ‬وهو‭ ‬بيت‭ ‬سالم‭ ‬العريض،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬البيت‭ ‬وعلى‭ ‬يد‭ ‬الأستاذ‭ ‬سالم‭ ‬العريض‭ ‬تعلمت‭ ‬الكثير،‭ ‬وأذكر‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬عاقبني‭ ‬فيه‭ ‬الأستاذ‭ ‬سالم‭ ‬عندما‭ ‬اتلفت‭ ‬بعض‭ ‬ملابسي‭ ‬بتقطيعها،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬العقاب‭ ‬شديدا‭.  ‬

‭- ‬في‭ ‬عام‭ ‬1946‭ ‬هناك‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬حياتك‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬بانبثاق‭ ‬موهبتك‭ ‬مع‭ ‬الرسم‭ ‬صفها‭ ‬لنا؟‭ ‬

‭- ‬في‭ ‬عام‭ ‬1946‭ ‬م‭ ‬بدأت‭ ‬انظر‭ ‬إلى‭ ‬الأشياء‭ ‬باهتمام‭ ‬أكثر،‭ ‬لقد‭ ‬اختار‭ ‬أستاذ‭ ‬الرسم‭  ‬رسمة‭ ‬لصديقي‭ (‬سعيد‭) ‬وعلقها‭ ‬فوق‭ ‬الجدار،‭ ‬واشاد‭ ‬به،‭ ‬اذكر‭ ‬يومها‭ ‬حزنت‭ ‬كثيراً‭ ‬لعدم‭ ‬اختيار‭ ‬الاستاذ‭ ‬لرسمتي،‭ ‬يومها‭ ‬ذهبت‭ ‬إلى‭ ‬البيت،‭ ‬وكانت‭ ‬حفلة‭ ‬زواج،‭ ‬وكانت‭ (‬التسليمة‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬حملت‭ ‬النسوة‭ (‬صواني‭) ‬الحلوى‭ ‬على‭ ‬رؤوسهن‭ ‬متجهات‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬العروس،‭ ‬والأطفال‭ ‬خلفهن‭ ‬يصفقون‭ ‬ويغنون،‭ ‬فشدني‭ ‬هذا‭ ‬المنظر‭ ‬وأثار‭ ‬فيّ‭ ‬المشاعر،‭ ‬فرسمته‭ ‬في‭ ‬ورقة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وفي‭ ‬الصباح‭ ‬بكرت‭ ‬الذهاب‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬كي‭ ‬أقدم‭ ‬الموضوع‭ ‬لمدرس‭ ‬الرسم‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبد‭ ‬القدير،‭ ‬كم‭ ‬كانت‭ ‬فرحتي‭ ‬كبيرة‭ ‬عندما‭ ‬قبل‭ ‬الأستاذ‭ ‬رسمتي‭ ‬وباهتمام‭ ‬ما‭ ‬شجعني،‭ ‬وكنت‭ ‬اطمح‭ ‬ان‭ ‬يقبل‭ ‬الأستاذ‭ ‬كل‭ ‬أعمالي‭ ‬ويعرضها‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬العام‭.‬

وانقضى‭ ‬عام‭ ‬وتلاه‭ ‬عام‭ ‬آخر‭ ‬درسنا‭ ‬فيه‭ ‬مادة‭ ‬الرسم‭ ‬مدرس‭ ‬آخر‭ ‬اسمه‭ ‬رؤوف‭ ‬نادر‭ ‬شركس،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬كون‭ ‬الأستاذ‭ ‬شركس‭ ‬جمعية‭ ‬الرسم‭ ‬في‭ ‬المدرسة،‭  ‬وكنت‭ ‬أنا‭ ‬أحد‭ ‬أعضائها،‭ ‬وكان‭ ‬يشاركني‭ ‬في‭ ‬عضويتها‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬والذين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الكبار‭ ‬عبدالله‭ ‬المحرقي،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الأستاذ‭ ‬يعطينا‭ ‬بطاقات‭ ‬بريد‭ ‬ننقل‭ ‬منها‭ ‬بعض‭ ‬المواضيع،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬أقيم‭ ‬معرض‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬الثانوية‭ ‬وذهبت‭ ‬لمشاهدته،‭ ‬وقد‭ ‬شد‭ ‬انتباهي‭ ‬موضوع‭ ( ‬عاشوراء‭) ‬الذي‭ ‬رسمه‭ ‬الطالب‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬الموسوي،‭ ‬فما‭ ‬إن‭ ‬عدت‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬حتى‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬رسم‭ ‬مواكب‭ ‬العزاء‭ ‬بطريقة‭ ‬عفوية،‭ ‬وقد‭ ‬رسمت‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عشرين‭ ‬مشهداً،‭ ‬فاطلع‭ ‬عليها‭ ‬مدرس‭ ‬الرسم‭ ‬الذي‭ ‬وعدني‭ ‬بعرضها‭ ‬في‭ ‬المعرض‭ ‬العام،‭ ‬مما‭ ‬افرحني‭ ‬فرحاً‭ ‬عظيماً‭.‬

‭- ‬في‭ ‬عام‭ ‬1948‭ ‬أقيم‭ ‬معرض‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬القضيبية‭ ‬القديم،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬قد‭ ‬أثر‭ ‬فيك‭ ‬صف‭ ‬لنا‭ ‬تلك‭ ‬المشاعر؟‭  ‬

في‭ ‬ذلك‭ ‬العام‭ ‬1948‭ ‬م‭ ‬اقيم‭ ‬معرض‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬القضيبية‭ ‬القديم‭ ‬وكان‭ ‬قسم‭ ‬الرسم‭ ‬واللوحات‭ ‬الزيتية‭ ‬التي‭ ‬احتواها‭ ‬المعرض‭ ‬جيدة،‭ ‬أجملها‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬رسمها‭ ‬الأستاذ‭ ‬حامد‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬من‭ ‬البعثة‭ ‬التعليمية‭ ‬المصرية،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مناظر‭ ‬من‭ ‬المنامة‭ ‬تمثل‭ ‬الأسواق‭ ‬وصائغ‭ ‬الذهب‭ ‬وبيوتاً‭ ‬في‭ ‬المحرق،‭ ‬فشدتني‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال،‭ ‬وأثارت‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأحاسيس،‭ ‬وجذبت‭ ‬انتباهي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعلني‭ ‬أزور‭ ‬المعرض‭ ‬يومياً‭ ‬لمشاهدة‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭.‬

‭- ‬في‭ ‬عامي‭ ‬1950‭ ‬و1959‭ ‬قوي‭ ‬عودك‭ ‬وبدأت‭ ‬ترسم‭ ‬بثقة‭ ‬أكبر‭ ‬حدثنا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة؟‭  ‬

في‭ ‬هذين‭ ‬العامين‭ ‬بدأت‭ ‬ارسم‭ ‬بثقة،‭ ‬وكنت‭ ‬اتعامل‭ ‬في‭ ‬الوان‭ ‬اللوحة‭ ‬بالوان‭ ‬الزيت،‭ ‬انقل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬لفناني‭ ‬عصر‭ ‬النهضة،‭ ‬امثال‭ ‬بتشيلي‭ ( ‬عودة‭ ‬الربيع‭) ‬لمايكل‭ ‬أنجلو،‭ ‬ودافينشي‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬الغربيين،‭ ‬واعرضها‭ ‬في‭ ‬المعارض‭ ‬المدرسية،‭ ‬وخصوصاً‭ ‬في‭ ‬المدرسة‭ ‬الثانوية،‭ ‬وكان‭ ‬أهم‭ ‬معرض‭ ‬مدرسي‭ ‬أقيم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬ذلك‭ ‬المعرض‭ ‬الذي‭ ‬احتضنته‭ ‬مدرسة‭ ‬المنامة‭ ‬الثانوية،‭ ‬والذي‭ ‬نظمه‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬مرزوق‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬البعثة‭ ‬التعليمية‭ ‬المصرية،‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭ ‬اسست‭ ‬أنا‭ ‬وبعض‭ ‬الزملاء‭ ‬ندوة‭ ‬الفن‭ ‬والأدب،‭ ‬وقررنا‭ ‬إقامة‭ ‬معرض‭  ‬فني‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬المدرسة،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نوفق‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬بعدها‭ ‬أخذت‭ ‬أنا‭ ‬وصديقي‭ ‬حسين‭ ‬السني‭ ‬نخرج‭ ‬للرسم‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والأسواق‭ ‬وعلى‭ ‬الأسياف‭.‬

‭- ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬ماذا‭ ‬أضافت‭ ‬إلى‭ ‬رصيدك‭ ‬الفني؟‭  ‬

كانت‭ ‬حصيلتي‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭ ‬الخبرة‭ ‬التي‭ ‬اكتسبتها‭ ‬من‭ ‬نقل‭ ‬الصور‭ ‬ومزج‭ ‬الألوان،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬شيئا‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أعرفه‭ ‬هو‭ ‬النسبة‭ ‬والمنظور‭.‬

وفي‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬كنت‭ ‬أشاهد‭ ‬أحد‭ ‬الأجانب‭ ‬وهو‭ ‬يرسم‭ ‬في‭ ‬الشارع،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬الفنان‭ ‬كارل‭ ‬يوفن،‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬البعثة‭ ‬الدنماركية‭ ‬للتنقيب‭ ‬عن‭ ‬الآثار،‭ ‬وقد‭ ‬اخذ‭ ‬يقسم‭ ‬المسافة‭ ‬ويقيس‭ ‬المنظور‭ ‬بقلم‭ ‬الرصاص،‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬الدرس‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الأكاديمي‭ ‬في‭ ‬الفن‭. ‬

‭- ‬هل‭ ‬ربطتك‭ ‬علاقة‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الفنان‭ ‬الدنماركي؟‭ ‬

‭- ‬نعم،‭ ‬حيث‭ ‬بعد‭ ‬معرفتي‭ ‬به‭ ‬دعوته‭ ‬لمشاهدة‭ ‬أعمالي‭  ‬الفنية‭ ‬ورسوماتي‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬وكان‭ ‬يصحبني‭ ‬صديقي‭ ‬الفنان‭ ‬حسين‭ ‬السني،‭ ‬وعندما‭ ‬شاهد‭ ‬أعمالي‭ ‬الفنية‭ ‬أرشدني‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الفنية‭ ‬السليمة‭ ‬التي‭ ‬تبدأ‭ ‬بالخط‭ ‬والشكل‭ ‬والفراغ‭ ‬والضوء‭ ‬والظل،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬أوصاني‭ ‬بها‭ ‬ايضاً‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬التمرينات‭ ‬الميدانية‭ ‬من‭ ‬رسم‭ ‬الأشخاص‭ (‬الموديل‭)‬،‭ ‬فقررنا‭ ‬أنا‭ ‬وحسين‭ ‬السني‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬بجولات‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والمقاهي‭ ‬لرسم‭ ‬المواضيع‭ ‬البيئية،‭ ‬واستأثر‭ ‬البحر‭ ‬بجل‭ ‬اهتمامنا،‭ ‬ما‭ ‬جعلته‭ ‬موضوعاً‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬رسومنا،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬للسفن‭ ‬وعربات‭ ‬الحصن‭ ‬البحري‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مستشفى‭  ‬النعيم‭ (‬القديم‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬كنا‭ ‬نذهب‭ ‬كل‭ ‬مساء‭ ‬إلى‭ ‬مقهى‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬الساحل‭ ‬وهو‭ ‬ملتقى‭ ‬أصحاب‭ ‬السيارات‭ ‬الكبيرة،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬المقهى‭ ‬تكثر‭ (‬الموديلات‭) ‬الذين‭ ‬يدخنون‭ ‬الشيشة‭ (‬الكدو‭) ‬والذين‭ ‬يلعبون‭ ‬الزرد‭ ‬الطاولة،‭ ‬فكان‭ ‬ذلك‭ ‬المقهى،‭ ‬بما‭ ‬يعج‭ ‬من‭ ‬عمال‭ ‬نبتة‭ ‬خصبة‭ ‬لاختيار‭ ‬ورسم‭ ‬الأشخاص‭ (‬الموديل‭). ‬

وفي‭ ‬أيام‭ ‬الجمع‭ ‬كنا‭ ‬ننتقل‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬مقهى‭ ‬إلى‭ ‬آخر،‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬اللوحات‭ ‬الشعبية‭ ‬المعبرة‭ ‬أو‭ ‬رسم‭ ‬الأزقة‭ ‬والدكاكين،‭ ‬وكنت‭ ‬الأبواب‭ ‬الخشبية‭ ‬والستائر‭ ‬المدلاة‭ ‬على‭ ‬الأبواب‭ ‬والأغطية‭ ‬التي‭ ‬تغطي‭ ‬الأزقة،‭ ‬الصناديق‭ ‬الفارغة،‭ ‬عربات‭ ‬الحمالين‭ ‬الطويلة‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬الخرق‭ ‬المعلقة‭ ‬فوق‭ ‬قطع‭ ‬الأخشاب‭ ‬البارزة‭ ‬من‭ ‬الجدران‭ ‬والرجال‭ ‬الذين‭ ‬يدخنون‭ (‬الكدو‭)‬،‭ ‬والمقاعد‭ ‬الطويلة‭ ‬الممتدة‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الزقاق‭ ‬بأبوابها‭ ‬ذات‭ ‬الألوان‭ ‬الصارخة‭ ‬الأخضر‭ ‬والأصفر،‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬انتباهي،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬منها‭ ‬المواضيع‭ ‬المثيرة‭ ‬والقريبة‭ ‬إلى‭ ‬نفسي‭.‬

‭- ‬عبرت‭ ‬بأن‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬هي‭ ‬الأكاديمية‭ ‬التي‭ ‬أعطتك‭ ‬شهادة‭ ‬الفن‭ ‬كيف‭ ‬حصل‭ ‬ذلك؟‭  ‬

‭- ‬بالفعل‭ ‬إن‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬هي‭ ‬الملهم‭ ‬الأكبر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬وهي‭ ‬السوق‭ ‬الأكاديمية‭ ‬في‭ ‬الفن‭ ‬التي‭ ‬تلقيت‭ ‬فيها‭ ‬درسي‭ ‬الأول‭ ‬منذ‭ ‬الخمسينات،‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬نضوجي‭ ‬الفكري،‭ ‬فقد‭ ‬أخذت‭ ‬أدرك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الفنية‭ ‬المتعلقة‭ ‬باللون‭ ‬والضوء،‭ ‬والمنظور‭.‬

كانت‭ ‬الأسواق‭ ‬المحيطة‭ ‬بدار‭ ‬البلدية‭ ‬قد‭ ‬أثارت‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬المواضيع‭ ‬الشعبية‭ ‬تحيط‭ ‬بهذا‭ ‬المبنى‭ ‬الذي‭ ‬شيد‭ ‬في‭ ‬العشرينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬مبنى‭ ‬البلدية‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬الغرب‭ ‬مبنى‭ ‬غريب‭ ‬التصميم‭ ‬شيد‭ ‬بالحجارة‭ ‬المقطوعة‭ ‬من‭ ‬جزيرة‭ (‬جده‭) ‬على‭ ‬نمط‭ ‬الأسواق‭ ‬الخاصة‭ ‬بالخضراوات‭ ‬التي‭ ‬أنشئت‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بومباي‭ ‬في‭ ‬العهد‭ ‬الفيكتوري‭.‬

وأعد‭ ‬هذا‭ ‬المبنى‭ ‬ليكون‭ ‬سوقا‭ ‬لبيع‭ ‬اللحوم‭.‬

كانت‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬المنامة‭ ‬ذات‭ ‬حيوية‭ ‬تجارية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تجمع‭ ‬النشاط‭ ‬التجاري‭ ‬الشعبي‭ ‬فيها،‭ ‬وكذلك‭ ‬النشاط‭ ‬الحرفي‭ ‬كسوق‭ ‬الحدادة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬نشاط‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهذه‭ ‬الحرفة‭ ‬بالذات‭ ‬متأثرة‭ ‬بالمكان‭ ‬والبيئة‭ ‬ولقربها‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬صناعة‭ ‬السفن،‭ ‬والحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬ولها‭ ‬خصوصيتها‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الأسواق‭ ‬يصب‭ ‬كل‭ ‬إنتاج‭ ‬قرى‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬بائع‭ ‬السمك‭ ‬والخضراوات‭ ‬وسوق‭ ‬بيع‭ ‬الحمير‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬فعال‭ ‬ومؤثر‭ ‬في‭ ‬النقل‭ ‬والمواصلات‭.‬

كانت‭ ‬البلدية‭ ‬هي‭ ‬المركز‭ ‬الإداري‭ ‬لكل‭ ‬هذه‭ ‬الأسواق،‭ ‬وسيارة‭ ‬إطفاء‭ ‬والحريق‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬خاص‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬البلدية‭.  ‬

 

في‭ ‬أعمالك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬حكايات‭ ‬السوق‭ ‬مثل‭ ‬عربات‭ ‬الحمير‭ (‬الكاري‭) ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬القمامة‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬حاجاتهم‭ ‬قربنا‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭ ‬الحميمة‭ ‬بينك‭ ‬وبينها؟‭  ‬

كانت‭ ‬تشدني‭ ‬عربات‭ ‬الحمير‭ (‬الكاوي‭) ‬المتوقفة‭ ‬خلف‭ ‬مبنى‭ ‬البلدية،‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬القمامة‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬خارج‭ ‬حدود‭ ‬مدينة‭ ‬المنامة،‭ ‬ويتألف‭ ‬مبنى‭ ‬البلدية‭ ‬من‭ ‬طابق‭ ‬أرضي،‭ ‬وطابق‭ ‬ثان‭ ‬له‭ ‬بهو‭ (‬ليوان‭) ‬طويل‭ ‬يطل‭ ‬على‭ ‬السوق،‭ ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬الأربعاء‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬أسبوع،‭ ‬تنعقد‭ ‬السوق‭ ‬الأسبوعية‭ ‬الكبيرة،‭ ‬تتحول‭ ‬المنطقة‭ ‬إلى‭ ‬تجمع‭ ‬لبيع‭ ‬جميع‭ ‬السلع،‭ ‬ويأتي‭ ‬أصحاب‭ ‬الهوايات‭ ‬لبيع‭ ‬ما‭ ‬لديهم‭ ‬من‭ ‬بضاعة،‭ ‬والنساء‭ ‬تبعن‭ ‬الدجاج‭ ‬في‭ ‬أقفاص‭ ‬خاصة‭ (‬كراكير‭) ‬والحمام‭ ‬والأرانب،‭ ‬وصانعو‭ ‬السلال‭ ‬والقفيف‭ ‬والحصر‭ ‬والمديد‭.‬

هذا‭ ‬التنوع‭ ‬شدني‭ ‬بما‭ ‬تحمله‭ ‬السوق‭ ‬من‭ ‬تنوع‭ ‬وهي‭ ‬موزعة‭ ‬بطريقة‭ ‬فنية،‭ ‬بما‭ ‬يوضع‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬عماريات‭ ‬وخيام‭ ‬صغيرة‭ ‬ومظلات‭ ‬يخال‭ ‬للمشاهد‭ ‬أن‭ ‬عرضا‭ ‬قد‭ ‬صمم‭ ‬لتصوير‭ ‬فيلم‭ ‬سينمائي‭.‬

تلك‭ ‬المناظر‭ ‬استهوتني‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬امتزاج‭ ‬بعضها‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬واشكال‭ ‬تتداخل‭.‬

ألوان‭ ‬من‭ ‬المظلات‭ ‬الكثيرة‭ ‬بينها‭ ‬الأسود‭ ‬والأبيض‭ ‬والأزرق‭ ‬والأحمر،‭ ‬شكلت‭ ‬منظرا‭ ‬بهيجاً‭ ‬وفنيا‭ ‬لريشتي‭.‬

كل‭ ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أصحاب‭ ‬المزارع‭ ‬الذين‭ ‬يجلبون‭ ‬إنتاجهم‭ ‬من‭ ‬البرسيم‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬صفوفاً‭ ‬منتظمة،‭ ‬تخال‭ ‬بساطا‭ ‬أخضر‭ ‬قد‭ ‬بسط‭ ‬وسط‭ ‬السوق‭.‬

بين‭ ‬السوق‭ ‬الشعبي‭ ‬وبين‭ ‬الطريق‭ ‬النافذ‭ ‬إلى‭ ‬شارع‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬دكاكين‭ ‬تباع‭ ‬فيها‭ ‬الأدوات‭ ‬القديمة‭ ‬والتحف،‭ ‬وأخرى‭ ‬تبيع‭ ‬الأسطوانات‭ ‬والكرامفونات‭ (‬أسطوانات‭ ‬كايرفون‭) ‬أو‭ ‬أسطوانات‭ (‬داودفون‭) ‬هذه‭ ‬الدكاكين‭ ‬كبيرة‭ ‬لها‭ ‬دكك‭ ‬مرتفعة‭ ‬توضع‭ ‬عليها‭ ‬مديد‭ ‬لجلوس‭ ‬الزبائن‭.‬

‭- ‬اعمالك‭ ‬الفنية‭ ‬هي‭ ‬نكهة‭ ‬شهية‭ ‬ذات‭ ‬اتصال‭ ‬روحي‭ ‬للإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬قدرتك‭ ‬على‭ ‬رسم‭ ‬تلك‭ ‬المعالم‭ ‬الشعبية‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬إلى‭ ‬المقاهي‭ ‬الشعبية،‭ ‬كونت‭ ‬حكايات‭ ‬جميلة‭ ‬تراثية،‭ ‬فكيف‭ ‬كانت‭ ‬علاقتك‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬التنوع؟‭  ‬

تلك‭ ‬المقاهي‭ ‬وتلك‭ ‬المعالم‭ ‬التراثية‭ ‬في‭ ‬الحكاية‭ ‬الشعبية‭ ‬البحرينية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬شدتني‭ ‬اليها‭ ‬فرسمتها‭ ‬وكانت‭ ‬الأغاني‭ ‬الشعبية‭ ‬التي‭ ‬يحبها‭ ‬الجمهور‭ ‬البحريني‭ ‬تشدني،‭ ‬وكانت‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬ومهم‭. ‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الأسواق‭ ‬اندمجت‭ ‬فنيا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬فعكست‭ ‬اعمالي‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬التنوع‭.  ‬

انني‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يكرهون‭ ‬التظاهر،‭ ‬كنت‭ ‬أضع‭ ‬الفكرة‭ ‬ثم‭ ‬أدعو‭ ‬أصدقائي‭ ‬لمشاركتي‭ ‬في‭ ‬تنفيذها‭.‬

هكذا‭ ‬كنت‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬طفولتي،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الأصدقاء‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬يتركونني‭ ‬وحدي‭ ‬في‭ ‬الساحة،‭ ‬وأعود‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬لوضع‭ ‬تجربة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الفن‭ ‬هكذا‭ ‬أبني‭ ‬وتهدمها‭ ‬الرياح‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا