أثارت تصريحات وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، المتعلقة بالرسوم الجمركية وما دفعته الولايات المتحدة لتحرير الكويت من الغزو العراقي، ردود فعل محلية مستغربة ومستهجنة.
وفي ردود الفعل على تصريحات الوزير الأمريكي، أكدت الوزيرة والنائبة السابقة جنان بوشهري أنه «من السذاجة اعتبار حديث وزير التجارة الأمريكي عن عدم دفع الكويت تكاليف حرب التحرير تصريحا عابرا، فسبق أن صرح بهذه الأفكار الرئيس دونالد ترامب في أبريل 2011، خلال سباق الانتخابات الرئاسية، ما يؤكد أن الكويت ليست ببعيدة عن رادار الإدارة الأمريكية في حروبها التجارية، وأي إجراءات تصعيدية مقابل الحصول على المال أو حتى جزء من الثروة النفطية».
وقالت بوشهري: «إن كان الشأن الخارجي وتقييمه يقع تحت مسؤولية الحكومة، فعليها مسؤولية أخرى أعظم، والاستماع إلى الآراء الوطنية المشهود لها، والخطوة الأولى تبدأ بتعزيز الوحدة الوطنية ومكافحة أفكار الفتن والفرقة».
وأكدت أن «العلاقات الكويتية-الأمريكية مهما كانت تاريخية، فإن الأوضاع العالمية اختلفت وتبدلت ومواقع الأهمية تغيرت، والتجاهل ليس الحل الأمثل، والتساهل ليس الموقف الأفضل».
من جهته، طالب النائب السابق صالح عاشور بأن «نقرأ الرسائل الأمريكية بتمعن، والتعامل معها حسب مصلحة الكويت العليا، بما فيها تقييم السياسة الخارجية والداخلية، والتأكيد على الأسس والمبادئ الإنسانية وقضية الحريات واحترام حقوق الإنسان، وإعادة النظر بالمصالح الاقتصادية، بما فيها تشغيل ميناء مبارك والمنطقة الحدودية الحرة، وتفهم التغيرات العالمية والإقليمية القادمة، فهذه الرسائل لم ترسل عبثا».
بدوره، قدم النائب السابق أسامة المناور إحصائيات بشأن القضية، مؤكدا أن «قيمة الجمارك مازالت كما هي منذ أكثر من 20 عاما، وكلام الوزير الأمريكي كله خطأ، ويبدو أن الحرب في كل اتجاه، وهو يريد أن يخفف من وطأتها، سواء الحرب التجارية مع كندا أو أوروبا، حيث يتكلم مع الحلفاء في الدول الأخرى».
وقال المناور إن «كلفة حرب تحرير الكويت بلغت 60 مليار دولار، وما دفعته أمريكا في هذه الحرب بلغ 5 مليارات فقط، وفقا لكلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أحد المقاطع المصورة، فيما تحملت الكويت والسعودية المبلغ الأكبر من كلفة الحرب بقيمة 40 مليارا بواقع 20 مليارا لكل دولة، بالإضافة إلى ما دفعته كل من الإمارات واليابان ودول الخليج العربية، وما يقال بأن الكويت دفعت فقط لأمريكا 500 مليون دولار، فإن هذا المبلغ كان تبرعا من الكويت لأمريكا عندما تعرضت الأخيرة لإعصار كاترينا».
هذا وردّ أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبدالله الشايجي على الوزير هوارد، موضحا أنه «جامع أموال وتبرعات لحملات ترامب الرئاسية، وكافأه ترامب بترشيحه لمنصب وزير التجارة، بعدما صار مقربا له، ويظهر الوزير بسذاجة وتسطيح أمريكا بأنها جمعية خيرية، ولا يقول الحقيقة عندما يدعي أن الكويت تنكرت لجميل تحريرها بقيادة أمريكا».
وأضاف الشايجي أن الوزير «يدّعي زورا أن عملية تحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991 كلفت أمريكا 100 مليار دولار. والكويت تفرض أعلى رسوم جمركية على البضائع الأمريكية، فيما الحقيقة أن رسوم الجمارك في الكويت من الأدنى بين دول العالم لا تتجاوز 5%، وضرائب المبيعات صفر، فمن أين أتى الوزير بمعلوماته المضروبة؟!».
وذكر أن التصريح «تحضير وتسخين من إدارة ترامب للتعامل مع الكويت، والحقيقة أن الكويت والسعودية والإمارات واليابان وكوريا الجنوبية ساهمت بدفع وتغطية كلفة عملية عاصفة الصحراء المقدرة بـ54 مليار دولار التي قادتها الولايات المتحدة والتحالف الدولي لـ33 دولة لتحرير الكويت، بل ما لم يقله وزير التجارة الأمريكي الجديد أن الولايات المتحدة استفادت من عملية تحرير الكويت بزيادة مبيعات شركات تصنيع السلاح في عهد بوش الأب، وبعده بتجربة وتطوير أنظمة أسلحتهم، وخاصة أنظمة الدفاع باتريوت ودبابات أبراهمز ومقاتلات F-18 التي اشترت الكويت ودول خليجية ودول حول العالم صفقات أسلحة بمئات مليارات الدولارات».
ونصح الشايجي بـ«التعامل بحذر وعقد شراكات مع شركات ومؤسسات أمريكية في مجال النفط والطاقة والاستثمارات، وبدء حملة علاقات عامة في واشنطن، لترسيخ صورة نمطية صحيحة عن واقع العلاقات، لأن ترامب وإدارته يفهمون لغة البزنس».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك