هوية الجيل باتت أكثر تعقيدا.. أكثر انفتاحا.. أقل رسوخا.. يسهل اختراقها!
د. أحلام القاسمي: جيل «السوشيال ميديا» أشبه بالإسفنجة التي تمتص المعلومات بسهولة وتفقدها بسرعة
تصوير: عبدالأمير السلاطنة
طالما اعتبرت مهمة تنشئة الأبناء اجتماعيا وتشكيل هويتهم عملية معقدة تواجه الكثير من التحديات. كان ذلك عندما كانت الأسرة والمدرسة والبيئة المحيطة هي المهيمن والموجه الأكبر في عملية التنشئة هذه. فما بالنا اليوم في عالم أصبح مفتوحا على مصراعيه تهيمن فيه وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي، بحيث أصبح من المتعذر السيطرة على ما يتلقاه الأبناء من رسائل إعلامية تؤثر في هويتهم وعلى مبادئهم.
على الرغم من الإيجابيات التي تقدمها التكنولوجيا الحديثة، إلا أن الدراسات تؤكد أن هذا الوضع أدى الى تغير مفاهيم الهوية وتبني هويات متجددة ومتنوعة، مع تغير في القيم الاجتماعية، كما أن الكم الكبير من المعلومات التي يتلقاها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي باستمرار أسهم في خلق حالة من الانفصام لديهم، وأضحت الهوية الثقافية مهددة لأسباب منها انسلاخ المجتمع من قيمه ومقوماته وتأثره بكل ما يتلقاه عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون تكييفه مع خصوصياته.
أمام ذلك نتساءل: إلى أي مدى باتت الهوية الشخصية لأبنائنا مهددة؟ ما الفرق بين عوامل تشكيل الهوية في الماضي والحاضر، وهل هناك صراع بين هذه العوامل يكون النشء هو ضحيته؟ هل تحول الصراع بين الأجيال إلى صراع بين الهويات والمجتمعات؟ ولمن الغلبة في هذا الصراع إن وجد؟
بالمقابل، ألم تسهم التكنولوجيا الحديثة الإعلام الرقمي في مد جسور الثقافة وتوسيع آفاق النشء ومعرفتهم، الأمر الذي قد ينعكس إيجابا على تشكيل هويتهم وينطلق بهم من التقوقع في دائرة الهوية المحلية إلى العالمية؟.
الهوية..
تساؤلات عديدة ناقشناها مع الباحثة الاجتماعية، رئيس قسم العلوم الاجتماعية بجامعة البحرين الدكتورة أحلام القاسمي، التي نشر لها عديد من الدراسات والبحوث المتعلقة بالتنشئة والتربية ووسائل التواصل الاجتماعي.
فما هو تعريف الهوية الشخصية للفرد بشكل عام في نظر القاسمي؟ هل هي سلوك الشخص مثلا أو سماته الشخصية؟
تجيبنا الدكتورة أحلام: الهوية ليست سلوكا، وإنما هي ببساطة مجموعة الخصائص والسمات والمعتقدات والقيم التي تميز الشخص عن الآخرين وتشكل إحساسه بذاته، وفقا لشخصيته، وتعليمه، وبيئته. ما يعني أن الشخص قد يكون له عدة هويات وفقا للتصنيف الذي ينطلق منه مثل الوظيفة والجنس والميول والجنسية والانتماءات والدين والطبقة الاجتماعية والتقاليد التي نشأ عليها الفرد، وكل ما يعبر عن الشخص، كما تشمل المهارات والقدرات والمواهب الفردية. بمعنى آخر إن الهوية تجيب عن تساؤل: من أنا؟.
وبالتالي فإن الهوية تختلف تماما عن سلوك الشخص، ويمكن القول إن السلوكيات هي ترجمة للهوية، أي إن الفرد يتصرف في المواقف وفقا لهويته، بمعنى أنها الأنماط السلوكية والعاطفية التي تميز الشخص.
* وهل تختلف العوامل التي تشكل هوية الفرد باختلاف الأجيال، والظروف والتطورات والعولمة؟
** بالتأكيد، فالبيئة تمثل عاملا رئيسيا في تشكيل الهوية، وهوية الشخص جزء مما هو حوله ومن التراكمات الاجتماعية والثقافية والسياسية، بل وحتى النظام الاقتصادي يلعب دورا في تشكيل هويتنا. فعلى سبيل المثال، تجد أن الشخص قد يتصرف بطريقة أرستقراطية عندما يكون في مطعم راق، ولكنه يتصرف بأسلوب آخر تماما عندما يكون في منزله.
وهنا في ظل التطورات التكنولوجية والعولمة المتسارعة والانفتاح الكبير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، باتت هوية الفرد تتشكل من خلال تفاعل معقد بين عوامل متعددة، وهذه العوامل تختلف بشكل كبير عما كانت عليه في الأجيال السابقة. ففي العصر الحديث باتت العوامل التي تشكل هوية الفرد تشمل الموروثات والعوامل المكتسبة مثل التعليم والطبقة الاجتماعية والتجارب الشخصية والعلاقات الاجتماعية ووسائل الإعلام والتكنولوجيا، وخاصة الإنترنت والثورة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت من العوامل المهمة في تشكيل هوية الفرد، حيث تعرضه لكميات هائلة من المعلومات والأفكار والقيم المختلفة، مما يساعده على تكوين رؤيته الخاصة للعالم. وهذا ما يختلف تماما عن الأجيال السابقة. كما يبرز تأثير العولمة في زيادة التواصل والتفاعل بين الثقافات المختلفة، مما جعل الأفراد أكثر انفتاحا على الأفكار والقيم الأخرى، وأدى إلى ظهور هويات متعددة ومتنوعة. وبشكل عام، يمكن القول إن هوية الفرد في العصر الحديث أصبحت أكثر تعقيدًا وتنوعًا، وتتأثر بمجموعة واسعة من العوامل.
الهوية.. والمعلومات المضللة
* هل نفهم من ذلك أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تلعب دورا محوريا في تشكيل هوية النشء؟
** في الواقع باتت وسائل التواصل الاجتماعي تعلب دورا محوريا في حياة الشباب وفي تشكيل هويتهم بطرق مختلفة. ويمكن أن يكون هذا التأثير إيجابيًّا أو سلبيًّا وفقا لكيفية استخدام الشباب لهذه الوسائل.
فمثلا توفر وسائل التواصل منصة للتعبير عن آرائهم ومشاركة أفكارهم مع الآخرين. كما أنها تساعدهم في التواصل مع أقرانهم من مختلف أنحاء العالم، مما يسهم في توسيع آفاقهم الثقافية والاجتماعية. كما يمكن لوسائل التواصل أن تساعد الشباب في استكشاف هويتهم وبناء صورة ذاتية إيجابية عن أنفسهم. أي بتنا نمتلك مساحة خضراء للانتقاء بين ملايين الرسائل والمؤثرات من بيئات افتراضية عبر الشاشة الذكية. في حين أن الفرد في السابق كان فقط جزءا مما هو محيط به ويتعرض له في البيئة المحلية.
ولكن بالمقابل، هناك جوانب سلبية قد تتمثل في التأثير في الثقة بالنفس، إذ قد يؤدي التعرض المستمر للصور المثالية التي يتم نشرها على وسائل التواصل إلى شعور الشباب بالنقص وعدم الرضا عن أنفسهم. وهناك التنمر الإلكتروني حيث يمكن أن يتعرض الشباب للتنمر والمضايقات عبر الإنترنت، مما يؤثر سلباً في صحتهم النفسية وحتى الجسدية. وهناك الإدمان. ولا ننسى خطر المعلومات المضللة، حيث يمكن أن يتعرض الشباب لمعلومات مضللة وأخبار كاذبة على وسائل التواصل، مما يؤثر في تفكيرهم وقراراتهم. والمشكلة أن التأثير في الهوية يكون بشكل غير واعٍ. وتزداد الخطورة نتيجة عدم وجود رقابة على المحتوى المقدم في الفضاء المفتوح من دون قوانين صارمة تجرم أو تقيد ما يقدم. لذلك تجد أن الكثيرين يقدمون مواد بهدف الحصول على أكبر عدد من المشاهدات بغض النظر عن المصداقية.
وفي حين كانت الطبقة المثقفة والقيادات هي الشريحة المؤثرة في المجتمع، بات كل شخص اليوم ونتيجة وسائل التواصل الاجتماعي قادر على أن يكون مؤثرا سواء كان صاحب محتوى أو من دون محتوى.
والخطورة هنا أنه مع كثرة تعرض الشخص وبشكل متكرر لمعلومات غير صحيحة، قد تتحول مع الوقت إلى حقيقة مسلم بها ويتأثر بها، بل ويروج لها!.
وما يزيد الأمر سوءا هو أن كثيرا من وسائل الإعلام التقليدي التي كانت تعد منصات ثقافية ومصدرا موثوقا للمعلومة وصانعا للمحتوى الدقيق، صارت وبدلا من أن تصحح المسار، تنجرف إلى أسلوب وسائل التواصل الاجتماعي بما في ذلك التسويق لمفاهيم مغلوطة. وبالتالي لم تعد الخطورة تقتصر على وسائل التواصل الاجتماعي فحسب. وهذه مشكلة تعاني منها جميع الدول.
* في إحدى دراساتك السابقة، أشرتِ إلى أن الجيل الحالي ربما يكون أكثر ذكاء نتيجة الثورة الرقمية وتعامله مع التكنولوجيا الحديثة، ولكن هذا الذكاء لا يرتكز على مبادئ راسخة، ما يجعله أشبه بجيل أجوف. هل ينطبق هذا الأمر أيضا على هوية هذا الجيل؟
** المعلومات في يومنا هذا أشبه بالبناء. إذا ما أسست قاعدة قوية تعتمد على لبنات ثابتة، يكون البناء صلدا. والعكس صحيح. وذات الأمر ينسحب على هوية الأشخاص. وما يحدث اليوم أننا نبني لبنات من غير قاعدة راسخة، أو على قاعدة تنطلق من معلومات وقيم وثقافة تقدمها وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما يجعل الجيل مجوفا بالفعل، وهو أشبه بالإسفنجة، يستوعب المعلومة بسهولة وسرعة، ولكنها تتغير وتتبدل بسهولة. وهذا ينعكس أيضا على الهوية مباشرة. أضف إلى ذلك أن هذه الهويات بات من السهل اختراقها.
* أمام ذلك، هل يمكن القول إن هناك صراعا بين محددات الهوية التقليدية والحالية؟
** نعم، يمكن القول إن هناك صراعًا قائما، وهذا الصراع يتجلى في عدة جوانب، منها التغيرات الاجتماعية والثقافية حيث يشهد العالم تحولات سريعة في القيم والعادات والتقاليد، مما يؤثر في الهوية الفردية الجماعية. فلكل فترة زمنية سلوكيات وفكر مختلف، وهو ما نطلق عليه الفكر الجمعي.
ففي السابق كانت المجموعة تتعرض لنفس التأثيرات في البيئة المحلية، وكانت المجتمعات شبه معزولة. وبالتالي نتأثر بما نتعرض له بشكل مباشر.
ومع تطور وسائل الاتصالات والإعلام والثورة الرقمية، صار كل شخص يمتلك مساحته وفكره الخاص، وهذا ما أثر في الإجماع السابق.
كما أن العولمة أدت إلى تداخل الثقافات والأفكار، مما يجعل الأفراد أكثر انفتاحًا على هويات جديدة ومتنوعة. وتكنولوجيا الاتصال سهلت التواصل والتبادل الثقافي، ولكنها أيضًا قد تؤدي إلى تهميش الهويات التقليدية.
هذا الصراع ليس بالضرورة سلبيًا، فقد يؤدي إلى تطور الهوية وتكيفها مع العصر الحديث. ومع ذلك، يجب أن نكون واعين لهذه التحديات وأن نعمل على الحفاظ على جوانب هويتنا التي نعتز بها.
* أشرتِ في ندوة سابقة إلى أن المجتمعات التقليدية على وشك التلاشي أمام هيمنة العولمة، وبنفس الوقت برز مفهوم المواطنة العالمية أمام المواطنة المحلية، ما المقصود بذلك وما انعكاساته على الهوية؟
** مفهوم تلاشي المجتمعات التقليدية هنا يشير إلى التغيرات العميقة التي تشهدها المجتمعات في جميع أنحاء العالم، والتي تؤدي إلى تحولات في القيم والمعتقدات والممارسات التي كانت تميز هذه المجتمعات قرونا. فمثلا لم تعد الولاءات اليوم مطلقة للمصلحة الجمعية للقبيلة، بل ومع ما أشرت إليه من تأثر الهويات وتنوعها، ومع التطورات المختلفة، بدأت المصلحة الفردية تطغى بشكل أكبر، وبالتالي تفككت المجتمعات التقليدية مع تفكك المصلحة الجماعية.
لذلك من مخاطر تلاشي المجتمعات التقليدية:
- فقدان الهوية الثقافية والقيم والمعارف والممارسات التي كانت تميز المجتمع وتقدم له معنى وهدفًا.
- التفكك الاجتماعي وضعف الروابط والعلاقات الأسرية الممتدة، مما يزيد من الشعور بالعزلة والوحدة.
- الصراع بين الأجيال وبسبب اختلاف القيم والمعتقدات.
- فقدان التنوع الثقافي في العالم، حيث تصبح المجتمعات أكثر تشابهًا.
ومن أسباب تلاشي المجتمعات التقليدية: العولمة التي أدت إلى انتشار الأفكار والمعلومات والتكنولوجيا عبر الحدود، مما أثر في الثقافات المحلية وأنماط الحياة التقليدية. يضاف إلى ذلك التكنولوجيا ووسائل الاتصال والتفاعل الاجتماعي والتمدن الذي أدى إلى انتقال الناس من المناطق الريفية إلى المدن، مما أثر في التماسك الاجتماعي والعلاقات الأسرية الممتدة.
ولكن لا يعني ذلك بالضرورة أننا نشهد نهاية المجتمعات التقليدية. فيمكن للمجتمعات التقليدية أن تتكيف مع التغييرات وتطورها مع الحفاظ على جوانب مهمة من هويتها الثقافية.
من هنا لم يعد انتماء الفرد في عصر العولمة محصوراً في المجتمع المحلي أو العالمي، بل أصبح انتماءً مركباً ومتعدداً، وهذا ما أبرز مفهوم «المواطنة المحلية والمواطنة العالمية»، فالمواطن المحلي هو شخص يتمتع بالحقوق والواجبات في مجتمعه ووطنه، ويسهم في تنميته وازدهاره. أما المواطن العالمي، فهي ليست انتماء وإنما حالة من الوعي والمسؤولية المتمثلة في تجاوز الانتماء المحلي ليشمل العالم بأسره والاهتمام بقضايا المجتمع الدولي.
ومن المهم هنا أن نشير إلى أنه لا يوجد تعارض في هذا الانتماء المركب بين المواطنة المحلية والمواطنة العالمية. بل يمكن أن تكون العلاقة تكاملية، بحيث يسهم الفرد في تطوير مجتمعه المحلي من خلال الاستفادة من المعرفة والخبرات العالمية، وفي الوقت نفسه يمكنه أن يسهم في حل المشكلات العالمية من خلال تطبيق الحلول المحلية الناجحة. أي أن المواطنة المحلية والمواطنة العالمية هما وجهان لعملة واحدة.
ولعل أبسط مثال على ذلك ما حدث فترة الجائحة، حيث تحول العالم كله إلى أشبه بدولة واحدة تعمل ضمن أنظمة وقوانين متشابهة لمواجهة الأزمة، وتحول الأفراد في كل دول العالم إلى أشبه بمواطنين محليين متعاونين معا لمواجهة التحدي وتخفيف حدة المخاطر.
وبالتالي الاختلاف في وجهات النظر لا يعني بالضرورة وجود صراع أو تناقض، بل يمكن أن يكون مصدراً للإثراء والتنوع، وفرصة للتعلم والتطور.
* اليوم وفي ظل هذه الهيمنة الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي والعولمة، إذا ما حدث صراع بين مفاهيم ومصالح الهوية المحلية والمؤثرات الخارجية للمواطنة او الهوية العالمية، لمن تكون الغلبة؟
** في ظل الهيمنة الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي والعولمة، يتزايد الصراع بين مفاهيم ومصالح الهوية المحلية والمؤثرات الخارجية للمواطنة أو الهوية العالمية. هذا الصراع لا يحمل إجابة واحدة وحاسمة، بل يتأرجح بين تأثيرات متعددة ومتغيرة. فهناك نقاط قوة للهوية المحلية، وهناك نقاط ضعف مثل الانغلاق والتعصب، فقد يؤدي التركيز المفرط على الهوية المحلية إلى الانغلاق والتعصب، ورفض الآخر المختلف. ونسف الأمر ينسحب على الهوية العالمية التي قد تعني التنوع والانفتاح على ثقافات وحضارات أخرى، لكنها قد تعني كذلك الاستلاب والتبعية وفقدان الهوية المحلية والصراع والتنافس بين الهوية المحلية والمؤثرات الخارجية، مما يؤدي إلى الصراع والتصدع داخل المجتمع. والحل لذلك يكمن في التوازن، حيث لا يمكن تحديد الغلبة لأحد الطرفين بشكل قاطع، فلكل منهما تأثيراته الإيجابية والسلبية. ولا ننكر أننا بحاجة إلى التواصل مع العالم وإلى وسائل التواصل الاجتماعي.
أضف إلى ذلك، صحيح أننا نتعرض إلى مختلف الرسائل والمؤثرات والمحتويات التي قد تختلف أو تتعارض مع كثير من العادات والتقاليد والثقافات، ولكننا بنفس الوقت نجد أن المناسبات الدينية والاجتماعية قادرة على إحداث الموازنة وتصحيح المسار وتعزيز الهوية المحلية. فشهر رمضان مثلا أشبه ببصمة تعيدنا إلى الجذور، حيث نتحول جميعا إلى حالة تعاد فيها العادات والتقاليد والأكلات والملابس الشعبية، والتجمعات والمفاهيم التراثية وغيرها. وكأنه إحالة ضبط للمجتمع وللعادات السابقة.
* في السابق كان صراع الأجيال يمثل مشكلة اجتماعية، هل تحول الأمر إلى صراع مجتمعات؟
** لطالما كان صراع الأجيال جزءاً من النسيج الاجتماعي، حيث تتباين وجهات النظر والقيم بين الأجيال المختلفة. ومع مرور الوقت، تطورت هذه الظاهرة لتأخذ أبعادا جديدة، أي إلى صراع أوسع نطاقا بين مجموعات مختلفة داخل المجتمع، وقد يكون على أساس العرق أو الدين أو الطبقة الاجتماعية أو الهوية السياسية.
ولكن لا يمكن القول بشكل قاطع إن صراع الأجيال تحول بشكل كامل إلى صراع مجتمعات، إلا أنه من المؤكد أنهما مرتبطان بشكل وثيق. فصراع الأجيال يمكن أن يسهم في تغذية صراع المجتمعات، حيث إن تباين القيم بين الأجيال يمكن أن يؤدي إلى انقسام المجتمع إلى فئات مختلفة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك