في عملية أمنية نوعية نجحت قوات «بلاك كوبرا» التابعة للشرطة المصرية في القضاء على أحد أخطر العناصر الإجرامية في صعيد مصر، هو محمد محسوب (45 سنة)، المعروف إعلاميا بـ«خُط الصعيد الجديد»، ومعه 7 من أخطر عناصر الإجرام، بعد تبادل كثيف لإطلاق النار في قرية العفادرة بمحافظة أسيوط جنوب مصر.
ونشرت وزارة الداخلية المصرية صور قوة «البلاك كوبرا» وهي قوات النخبة وتسند إليها مهام تُصنف كـ«مستحيلة» بسبب تعقيداتها لكن مقاتليها يخضعون لبرامج تدريبية استثنائية تختلف جذريا عن تلك المُتبعة في القطاعات الأمنية الأخرى تمنح يد الغلبة في جميع المواقف الصعبة.
و«خُط الصعيد» لقب حمله أكثر من عنصر شديد الإجرام في جبل وقرى محافظة أسيوط على مدى أكثر من مائة عام، وقد بدأ الخُط الأخير نشاطه الإجرامي بسرقة الماشية وتجارة المخدرات، لكنه سرعان ما تحول إلى زعيم عصابة اتسعت رقعة نفوذه حتى صدرت عليه أحكام في 44 قضية متنوعة، شملت القتل، والشروع في القتل، والسلاح، والمخدرات، والسرقة بالإكراه، وبلغ مجموع أحكام السجن المؤبد 191 عامًا، ولكنه كان مطلوبًا في 1200 قضية على مدار 21 عامًا.
ولجأ الخط إلى المناطق الجبلية، حيث أقام منزلا محصنا بالخنادق والدشم، ليصبح حصنه الأخير، ومن هناك استمر في تنفيذ عملياته الإجرامية، فارضًا سطوته على الأهالي مستخدماً ترسانته الضخمة من الأسلحة لمواجهة أي محاولة لملاحقته.
ووصلت إلى قطاع الأمن العام معلومات مؤكدة أن محسوب ورجاله يترددون على مبنى محصن في قرية العفادرة، وهو مبنى تم بناؤه خصيصًا ليكون ملاذًا آمنًا للعصابة، تحيط به خنادق ودشم.
وبعد استكمال التحريات تم وضع خطة اقتحام تشارك فيها فرق متخصصة من قطاع الأمن المركزي، مدعومة بفرقة البلاك كوبرا.
وأفادت التحريات بأن المطلوب كان مسلحًا بترسانة حربية تضمنت بنادق آلية، وقنابل يدوية من طراز F1، ومدافع «جرينوف»، بالإضافة إلى قاذف «آر بي جي»، ما جعل المواجهة المحتملة أشبه بحرب مفتوحة.
وفجر يوم الإثنين بدأت العملية بتحرك القوات بهدوء نحو قرية العفادرة، وتم فرض حصار محكم على المبنى المستهدف، وما إن اقتربت القوات حتى بادر أفراد العصابة بإطلاق قذيفة «آر بي جي» في محاولة لتدمير إحدى عربات الشرطة، وقاموا بإشعال أسطوانات الغاز لتشكيل حائط ناري يعوق تقدم القوات، إلا أن رجال الأمن كانوا مستعدين لمثل هذا السيناريو، فردوا بإطلاق نار دقيق، بينما تقدم فريق الاقتحام بسرعة محاولًا الوصول إلى داخل المبنى.
واستمرت الاشتباكات ساعات، ومع اشتداد المواجهات أصيب محسوب بطلقات نارية أثناء محاولته الفرار من أحد المخارج السرية للمبنى، وسقط أرضًا وسط أتباعه، ولم تمضِ دقائق حتى تمكنت القوات من تصفية جميع العناصر الإجرامية، معلنةً نهاية المعركة التي أرعبت سكان المنطقة.
وأسفرت العملية عن مصرع خط الصعيد الأخير محمد محسوب وسبعة من مساعديه، فيما أصيب ضابط من قوات الأمن المركزي، وتمت مصادرة ترسانة ضخمة من الأسلحة، شملت 73 بندقية آلية، ورشاشات ثقيلة، وقاذفات قنابل، وكمية كبيرة من الذخيرة والمواد المخدرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك