أثارت منظمة أوكسفام «Oxfam» جدلاً واسعًا بعد نشر تقرير زعمت فيه أن بريطانيا استنزفت 52 تريليون جنيه إسترليني من الهند خلال فترة الاستعمار بين عامي 1765 و1900. ويُعتبر هذا التقرير الأول من نوعه الذي يطالب فيه أوكسفام الدول الغربية بتقديم تعويضات مالية للمستعمرات السابقة.
وبحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف «Telegraph» حمل التقرير عنوان «الناهبون لا الصانعون: الفقر غير العادل والثروة غير المكتسبة من الاستعمار»، وزعم أن الدول الغربية يجب أن تلتزم بدفع 5 تريليونات دولار سنويًا كتعويضات عن الأضرار الاقتصادية والبيئية التي لحقت بالمستعمرات السابقة.
وأوكسفام هي منظمة عالمية تمثل الملايين من الأشخاص ممن يشاركون المبدأ القائم على أساس أن العالم غني بالموارد وأن الفقر ليس أمراً حتمياً؛ فمنذ نشأة منظمة أوكسفام كمؤسسة خيرية صغيرة في عام 1942، تحت اسم «لجنة أكسفورد للإغاثة من المجاعة»، نمت أوكسفام نمواً كبيراً لتصبح اليوم إحدى أكبر المنظمات الخيرية الدولية المستقلة في مجالي الإغاثة والتنمية. وتدار أوكسفام اليوم كاتحاد دولي يضم 21 منظمة زميلة مراكزها منتشرة حول العالم تعمل في أكثر من 80 بلدا بالتشارك مع منظمات محلية وعالمية أخرى من أجل التوصل إلى حلول دائمة للفقر.
واعتمدت أوكسفام على دراسة أجراها اقتصاديان هنديان هما أوتسا وبرابهات باتنايك، اللذان يصفان نفسيهما بالماركسيين. وقدرت الدراسة في عام 2018 أن بريطانيا استنزفت الهند بنحو 45 تريليون دولار بين عامي 1765 و1938. وأضاف تقرير أوكسفام تقديرات جديدة ليصل الرقم الإجمالي إلى 64.82 تريليون دولار.
وواجه تقرير أوكسفام انتقادات شديدة من أكاديميين بارزين في جامعتي أكسفورد وكامبريدج، الذين اعتبروا أن منهجيته غير دقيقة.
وفي ردها على هذه الانتقادات دافعت أوكسفام عن تقريرها، حيث قال متحدث باسم المنظمة: «فهم الاستعمار وآثاره المستمرة أمر بالغ الأهمية لفهم العالم غير المتكافئ الذي نعيشه اليوم، وللعمل على إنهاء الفقر وعدم المساواة. كانت الإمبراطوريات الاستعمارية، بما في ذلك الإمبراطورية البريطانية، ضارة بشكل كبير، ولا يمكن تجاهل هذه الحقائق عند الحديث عن العدالة». وشدد التقرير على أن التعويضات المطلوبة ليست مسألة مالية فقط، بل تهدف أيضًا إلى تحقيق العدالة التاريخية وضمان عدم تكرار الانتهاكات الاستعمارية. كما أشار إلى أهمية معالجة الفجوات الاقتصادية التي خلفتها هذه الحقبة من أجل بناء مستقبل أكثر مساواة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك