صادق الدرازي، صاحبُ محلٍّ لبيع الأقمشة وخياطة الثوب الرجالي، بدأ رحلته التجارية متّبعًا خبرته ونظرته الخاصة في هذا المجال، إلى أن وصل إلى تحقيق هدفه، وافتتح متجره الخاص لبيع كل ما يتعلق بأناقة الرجل العربي الخليجي.
سلَّط صادق الدرازي الضوء على المعايير العامة لاختيار الثوب في مملكة البحرين، وما يتنبأ به مستقبل هذا القطاع، ودور الثوب في إبراز الهوية البحرينية، بالإضافة إلى التحديات والدوافع وبدايته في هذا المجال. لتفاصيلٍ أكثر، إليك السطور الآتية.
- ما الدافع الذي دفعك للدخول في هذا المجال؟
دفعني حبي وشغفي بالاعتزاز بالثوب الخليجي، ولأنه مجال واسع وفيه روح المنافسة.
- حدِّثنا عن بدايتك في مجال الثوب والأقمشة الرجالية.
بدايتي كانت في 2018، حيث كنت أذهب إلى الكويت لاستيراد كميات محدودة من الأقمشة التي تناسب الذوق العام في البحرين، وأبيعها على الأهل والأصدقاء، حتى توسعت دائرة الزبائن، فقررت افتتاح أول متجر لي في عالي، ثم أضفت لاحقاً الإكسسوارات والخياطة الرجالية بعد الانتقال إلى المتجر الحالي.
- ما هو أبرز تحد واجهك في هذا المجال؟
التحديات كثيرة، لكن أبرزها هو دخول مجال الخياطة، حيث يختلف عن بيع الأقمشة؛ فبيع القماش يعتمد على الشراء والبيع الفوري، بينما خياطة الثوب تتطلب إثبات النفس والمنافسة.
- كيف ترى تطوّر سوق الأقمشة الرجالية في السنوات الأخيرة؟
هناك توجّه واسع نحو الثوب الخليجي، حيث يدرك الأغلبية ما يميز الهوية العربية البحرينية؛ فتوسع السوق في الفترة وهذا دليلٌ على تزايد الطلب.
- ما هي رؤيتك لمستقبل هذا القطاع إيجابيًا وسلبيًا؟
لا يوجد تأثير سلبي على لبس الثوب، بل هناك حالة إيجابية؛ فالزبون أصبح يسأل عن الأقمشة والتصميمات الحديثة، ودخول مصممين بحرينيين يعزز مستقبل هذا القطاع.
- هل هناك قاعدة ثابتة في تصميم الثوب الرجالي؟
نعم، فالثوب يعكس العراقة في البحرين وهو لباس الأجداد، لا يمكن الخروج عن الشكل التقليدي، ولكن يمكن إضافة تعديلات بسيطة مثل تدعيم الحشوة الداخلية وتغيير شكل الياقة.
- على ماذا تعتمد في اختيار ألوان مجموعتك الجديدة؟
تتميّز البحرين بتنوع الأذواق، على عكس السعودية وقطر، حيث يلبس الأغلبية اللون الأبيض أو السكري. أما في البحرين فهناك تقبُّل للألوان، ما يعطيني دافعاً لتوفير ألوان شتوية وصيفية، من دون أن تكون ألوانًا جريئة بالطبع.
- كيف تضمن جودة الأقمشة والمنتج الذي تقدّمه؟
يعتمد ذلك على البحث المستمر، حيث أسافر إلى المعارض والمحلات الكبرى في الخليج مثل دبي والدوحة والرياض، ما يمنحني ثقافة أكبر ويجعلني خبيراً في تقييم الجودة.
- هل هناك اتجاهات حديثة في عالم تصميم الأقمشة؟
نعم، هناك اتجاهات حديثة، لكنها ليست مقبولة من الجميع، فهي تأتي كـ«هبّة» قد تنجح أو لا تنجح.
- على أيّ وسيلة إعلامية تعتمد في تسويق منتجاتك؟
أعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالخصوص «انستجرام» و«تيك توك».
- هل تعتبر أن هويتك التجارية وصلت إلى جميع أنحاء البحرين؟
نعم، وصلت إلى جميع أنحاء المملكة خلال أقل من سنتين شيئًا فشيئًا، حتى وصلت إلى المنطقة الشرقية في السعودية.
- هل ازداد إقبال الناس على شراء الثوب مقارنةً بالسنوات الماضية؟
نعم، دخول الكثير من محلات الخياطة أسهم في زيادة الإقبال، بالإضافة إلى تسويق التاجر البحريني، حيث يتقبل المواطن البحريني أكثر من التاجر المحلي.
- هل تتفاعل مع تعليقات وآراء الزبائن؟
لا بد من التفاعل مع تعليقات الزبائن الإيجابية التي تعطي دفعة معنوية، أما السلبية فتعالج ضمن سياسة المحل، فالزبون دائماً محق، وتتم مراجعة أسباب عدم رضاه.
- من هو الداعم الأول لك في هذا المجال؟
أبرز الداعمين لي هم والديّ وزوجتي وعائلتي وأصدقائي، والداعم الأكبر هو عمي حسين الدرازي، ومديري في العمل محمد عبدالأمير الذي كان دائماً يقول لي: «You Need To Start» - «يجب عليك أن تبدأ».
- ما هي أبرز قصة تفتخر بها في مسيرتك المهنية؟
أفتخر بأن بدايتي كانت من منزلنا، حيث بدأت من الصفر ببيع الأقمشة بكميات قليلة إلى أن توسعت لتشمل الاستيراد والبيع والخياطة على مدى سبع سنوات من الجهد.
- ما هواياتك خارج العمل؟
أهوى التصوير الفوتوغرافي ومازلت أمارسه، بالإضافة إلى السفر.
- في صغرك أين كنت ترى نفسك؟
كنت أحلم أن أكون طياراً، ولكن بعد المرحلة الإعدادية تغيّرت توجهاتي.
- هل تفكّر في توسيع نطاق عملك؟
أعمل حالياً على تصميم منصة بيع إلكترونية، ولم يتبقَّ سوى القليل على إطلاقها، بالإضافة إلى افتتاح فروع في الخليج.
- ماذا وضعت نصبَ عينيك للسنوات الخمس القادمة؟
أطمح إلى أن أكون ملمًّا بجميع أنواع الثوب والأشكال الخليجية، بالإضافة إلى افتتاح محل متخصص للأطفال.
- هل ترى للذكاء الاصطناعي دوراً في هذا المجال؟
نعم، حضرت محاضرة في معرض الرياض 2023 عن جهاز يأخذ القياسات ويقص القماش بدقة لتلبية الحاجة. أتوقع أن يكون الإنتاج النهائي أكثر دقة مع دخول الذكاء الاصطناعي.
- هل تتوقع ارتفاع أسعار الثوب والأقمشة في السنوات القادمة؟
سوق الأقمشة متنوع الأسعار بحسب الجودة، والقماش الياباني هو المتربع على الصدارة. قد يرتفع السعر، ولكن المنافسة تفرض ارتفاعاً نسبياً.
- برأيك، ما هو الفرق بين الثوب في زمننا مقارنةً بالماضي؟
لا يوجد فرق كبير، لكن التقنية العالية جعلت الثوب أكثر تنسيقاً وترتيباً، مع المحافظة على الشكل التقليدي.
- ما أهمية الثوب في مجتمعنا البحريني والخليجي؟
الثوب مهم جداً، وخصوصاً أن البحرين منطقة سياحية تستقطب جنسيات مختلفة، فيجب على المواطن أن يحرص على اللباس الخليجي ليحافظ على إرث الأجداد والهوية الوطنية.
- ما مدى التزام مملكة البحرين ودوائرها الحكومية بالزي البحريني التقليدي؟
بعض القطاعات تلتزم بشكل كبير باللباس التقليدي، ولكن من المؤسف أن بعض الشركات تجبر الموظفين على ارتداء «البدلة»، رغم أن معظمهم يحمل الهوية البحرينية.
- بماذا يتميز تصميم الثوب البحريني عن غيره في الخليج؟
الثوب البحريني يجمع بين عناصر مختلفة، حيث يأخذ «من كل بستان زهرة» أو «من كل قطر أغنية»، بأناقته من الثوب الحجازي ووضعه على الجسم من الثوب الكويتي، مع لمسات تميز الثوب البحريني.
إعداد الطالب: حسن أحمد حسن العجيمي - جامعة البحرين
إشراف الدكتور: جمال عبدالعظيم
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك