الراحل ركن من أركان الاقتصاد الوطني البحريني
كتبت أمل الحامد:
فجعت مملكة البحرين يوم أمس بوفاة رجل الأعمال الوجيه فاروق يوسف المؤيد عن عمر يناهز 80 عامًا.
وأعربت فعاليات وطنية لـ «أخبار الخليج» عن بالغ حزنها برحيل رجل الأعمال فاروق المؤيد، الذي يعد أحد أعمدة الاقتصاد الوطني البحريني ومساهماته في القطاع التجاري والمالي ليس لها حدود، هو واحد من أنجح رجال الأعمال.
وأكدوا أن الراحل عرف بكرمه الكبير وتفانيه في عمل الخير، وكان دائمًا سبَّاقًا للمبادرات الإنسانية والخيرية، مضيفين أن ذكراه ستبقى خالدة في قلوبنا وفي ذاكرة البحرين التي ستظل تفتخر بما قدمه من عطاء وإنجاز.
وقال فوزي أحمد كانو، نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة يوسف بن أحمد كانو: «برحيل رجل الأعمال فاروق المؤيد، تودّع البحرين واحدًا من أبرز رجالاتها وأيقونة من أيقونات الاقتصاد الذين أثروا الحياة التجارية والاجتماعية بابتسامتهم الدافئة وروحهم الطيبة. كان الفقيد، رحمه الله، شخصية ودودة تفيض حبًا واحترامًا، قريباً من الجميع بابتسامته المميزة التي لم تفارق محياه حتى في أصعب الظروف. لم يكن فقط رجل أعمال ناجحاً، بل كان أيضاً إنساناً بمعنى الكلمة، يُلهم من حوله ويغرس فيهم روح التفاؤل والعمل الجاد».
وذكر: «عرف عن فاروق المؤيد كرمه الكبير وتفانيه في عمل الخير، حيث كان دائماً سبّاقاً للمبادرات الإنسانية والخيرية. لم يتردد يوماً في تقديم الدعم للمشاريع الاجتماعية والتعليمية والصحية، سواء داخل البحرين أو خارجها، مما جعله رمزاً للعطاء الذي لا حدود له. لقد كان مؤمناً بأن النجاح الحقيقي يكمن في خدمة الآخرين وإحداث فرق إيجابي في المجتمع».
وأضاف: «على الصعيد الاقتصادي، أسهم فاروق المؤيد بدور محوري في تطوير القطاع التجاري في البحرين، حيث قاد مؤسسات كبرى مثل بنك البحرين الوطني وفندق الخليج. استطاع، من خلال رؤيته الثاقبة وإدارته الحكيمة، أن يرفع مستوى هذه المؤسسات ويجعلها نموذجاً يحتذى به في الجودة والتميز».
وتابع: «كانت علاقتي به تتجاوز حدود العمل لتصل إلى صداقة عميقة وأخوة صادقة. جمعتنا سنوات طويلة من العمل المشترك في مجالس إدارات عدة، حيث كنت شاهداً على إخلاصه ووفائه وحبه لوطنه ولأسرته ولكل من عرفه. فاروق المؤيد لم يكن فقط رجل أعمال بارعاً، بل كان أيضاً قلباً نابضاً بالمحبة والإنسانية. فقدناه أمس، لكن ذكراه ستبقى خالدة في قلوبنا وفي ذاكرة البحرين التي ستظل تفتخر بما قدمه من عطاء وإنجاز. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يلهمنا الصبر على فراقه. وداعاً صاحب الابتسامة، ستبقى حياً بيننا بما تركته من إرث عظيم».
من جانبه، قال رجل الأعمال جمال فخرو النائب الأول لرئيس مجلس الشورى: «إن الأخ العزيز فاروق من الصعب جداً رثاؤه لصعوبة حصر مناقبه ومنافعه للمجتمع بكل قطاعاته. فهو قبل أن يكون تاجراً ناجحاً ورجل أعمال من الطراز الأول، فهو إنسان رائع، محب لأهله ولمجتمعه، كريم اليد، أبيض القلب، لا يرد من كان يطرق بابه لمساعدته لحل أي مشكلة وإن تطلب الأمر التوسط عند الغير والاستجداء منهم».
وأضاف: «فاروق ركن من أركان الاقتصاد الوطني البحريني ومساهماته في القطاع التجاري والمالي ليس لها حدود، هو واحد من أنجح رجال الأعمال عرفته البحرين في العقود الخمسة السابقة. يحب النجاح لغيره كما يحبه لنفسه، أسهم في تأسيس العديد من الشركات المساهمة العامة والخاصة وكان عضواً بارزاً في عديد من مجالس إدارات الشركات العامة وغرفة التجارة ومجلس التنمية الاقتصادية وعديد من الهيئات والمؤسسات التي ساهمت في النهوض بالبحرين وطنا وشعبًا».
وأكد أن فاروق سيبقى نبراس علم يعطي دروساً، عن بعد، للجيل الحالي والقادم من رواد العمل الاقتصادي في البحرين، كل ما عليهم أن ينتبهوا لما قام به في العقود الخمسة الماضية. أخيراً أختم فأقول: «فاروق المؤيد لن نتذكرك لأننا لن ننساك».
من جهته، عبر خالد حسين المسقطي رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بمجلس الشورى عن بالغ الحزن والأسى، بوفاة الفقيد المؤيد، مبينًا أن رحيله جاء بعد مسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات التي أسهمت بشكل كبير في تنمية الاقتصاد الوطني. خاصة وأن الفقيد يعد أحد أبرز الشخصيات الاقتصادية في البحرين والمنطقة، إذ استطاع من خلال رؤيته الثاقبة وقيادته الحكيمة للعديد من المؤسسات والشركات التجارية في المملكة والخليج أن يترك بصمة لا تُمحى في مجالات الأعمال والاستثمار، ستبقى شاهدًا على عطائه وما تميز به من إمكانيات وخبرات.
وبين المسقطي أن الفقيد المؤيد أسس عديدا من الشركات والمؤسسات التي ساهمت في دفع عجلة التنمية في المملكة، وكان له دور محوري في تعزيز علاقات البحرين الاقتصادية على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث لم يكن رائدًا فقط في عالم المال والأعمال، بل كان أيضًا مثالًا للالتزام والمسؤولية الاجتماعية، من خلال دعمه العديد من المبادرات الإنسانية والمشروعات الخيرية التي استفاد منها المجتمع البحريني.
وأفاد المسقطي بأن خسارة البحرين لهذا الرجل تمثل فقدانًا كبيرًا للاقتصاد الوطني، إلا أن إرثه سيظل حيًا من خلال الإنجازات التي تركها، سائلًا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
بدوره، أكد النائب أحمد صباح السلوم رئيس اللجنة المالية والاقتصادية بمجلس النواب البحريني ورئيس جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن البحرين فقدت أمس واحدًا من أهم أعمدة اقتصادها الوطني الوجيه فاروق يوسف المؤيد، وهو العلامة الأبرز للقطاع الخاص البحريني على مدار نحو 50 عاماً استطاع خلالها أن يقود عددا لا حصر له من الشركات والبنوك في البحرين وتحقيق نجاحات غير مسبوقة على صعيد الاقتصاد الوطني.
وقال النائب السلوم: «إن الفقيد الراحل كان شديد الارتباط بصغار المؤسسات ورواد الأعمال في المملكة وهو الرئيس الفخري لجمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من اليوم الأول لتأسيسها ساعياً منذ أكثر من 13 عاماً إلى دعم ومساندة هذه المؤسسات البحرينية عقب الأزمات الاقتصادية المتوالية التي مرت بها المنطقة والعالم أجمع، وهو ما دعاه أيضاً إلى تأسيس مركز فاروق المؤيد لدعم المؤسسات الصغيرة في الجفير ثم أسس فرعه الثاني في مبنى بيت التجار «غرفة تجارة وصناعة البحرين»، إن تاريخ الراحل فاروق المؤيد إذا كان زاخراً بالنجاحات المبهرة على صعيد الشركات العملاقة التي أدارها بكل اقتدار وكفاءة وحنكة، فإن تاريخه على صعيد دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لا يقل أهمية ومساعداته التي لا حصر لها لأصحاب الشركات الصغيرة ورواد الأعمال لا تقل قيمة أبداً عن تاريخه المضيء في الاقتصاد الوطني وقيادة كبار المؤسسات والشركات والبنوك إلى النجاح الباهر».
وتابع السلوم قائلا: «على صعيد العمل الخيري فالله وحده يشهد على هذا الرجل وكم قدم في السر والعلن من مساعدات وتبرعات لعمل الخير في البحرين، وكم مد من أيادٍ تحمل الخير والحب للجميع، ودعم على صعيد الجمعيات الخيرية والمستشفيات ومراكز العلاج وغير ذلك».
أما على الصعيد الشخصي فإن كتباً لا تكفي للحديث عن مناقب وأخلاقيات هذا العملاق وأفضاله على الجميع، وقد ارتبطت به أشد الارتباط وكان بمثابة الأب الروحي لي بعد وفاة والدي رحمة الله عليه، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإن على فراقك يابو محمد لمحزونون، اللهم اغفر لعبدك فاروق المؤيد وارحمه.
نادي مدينة عيسى: فاروق المؤيد فارس أعمال الخير يرحل رافعا يده البيضاء
أصدر نادي مدينة عيسى الرياضي والثقافي بيانا جاء فيه: انفطرت قلوبنا ونحن نتلقى خبر رحيلك الحزين، نعلم أن قامة شامخة من قامات البحرين مثلك سيكون رحيلها فاجعة وخبرا حزينا سيعتصر قلوب كل البحرينيين فمن منا لم تمسح يدك البيضاء على رأسه. جاء ذلك في بيان لمجلس إدارة نادي مدينة عيسى الرياضي.
فاروق بن يوسف المؤيد الشخصية العامة التي حفرت اسمها في ذاكرة البحرين بحروف من ذهب، أصبح اسمًا عصيًّا على النسيان أو الغياب بل سيكون دائماً حاضراً في ساحة الاقتصاد أو الفعل الوطني وبالتأكيد في مجمل الأعمال التي تخدم الإنسان البحريني.
أما نحن في نادي مدينة عيسى الرياضي والثقافي فحزننا أكبر ومصابنا جلل برحيل هذا الوجيه، فارس العمل الخيري في مملكة البحرين فمنذ أكثر من ثلاثين سنة (وأبومحمد) رئيساً فخرياً وأباً كريماً حانياً لنادي مدينة عيسى بكل منتسبيه فلم يكتف بمنح مجلس الإدارة ومشاريعه التوجيه والدعم بكل أشكاله بل طالت يده البيضاء كل الأعضاء واللاعبين لتجده (رحمه الله) محققاً لتطلعاتهم وطلباتهم بكرم وتواضع.
ولم يهدأ ولم يكل حتى أنجز المشروع الاستثماري للنادي الذي كان حلماً فحوَّله إلى واقع ملموس فقط ليضمن استدامة النشاط في النادي، أنجزه بدعم خيري من السيدة الفاضلة والدته عائشة المؤيد (رحمها الله) بأن يكون مركز عائشة المؤيد التجاري أم فقيدنا الكبير مشروعا خيريا. كان يقود هذا المشروع الذي سيكون استدامة لدعم ومكافأة اللاعبين بالإضافة إلى المشاريع في المحلات التجارية السابقة والتي بفضله ونظرته القادمة ستكون سببا في استمرار النادي في صرف رواتب ومكافئة اللاعبين».
لن تتسع الأوراق لسرد كل أعمال الخير التي بادر بها فقيدنا الحبيب الوجيه فاروق المؤيد الذي طالما اعتمد مبدأ (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) ليس في نادي مدينة عيسى فحسب بل في كل مناطق البحرين. لكن يكفينا فخراً أننا الفريق الذي اعتمد عليه في تنفيذ أعماله الخيرية الكريمة عبر نادي مدينة عيسى.
وإذ نعلم أن كل الجهات التي فجعها رحيله الجارح هذا ستخلد اسمه النزيه فإننا نتطلع أن تبادر الجهات المعنية بتسمية أحد شوارع مملكة البحرين باسمه ليبقى الوجيه فاروق المؤيد نموذجاً وقدوة لكل الأجيال القادمة، ولتعبر البحرين الطيبة عن عرفانها بجهود المخلصين من أبنائها الذين ساهموا في بناء نهضتها الشاملة.
نتوجه إلى عائلة المؤيد الكرام بالتعزية والمواساة راجين من الله العزيز أن يصبرهم ويصبرنا في هذا المصاب الجلل. نسأل الله أن يشمل فقيدنا العزيز في رحمته ويتقبله مع الصديقين والأنبياء في الجنة.
وختامًا نتوجه بالعزاء للبحرين قيادة وشعبًا في وفاة هذا الابن البار الكريم. رحمك الله يا فارس أعمال الخير في وطنك. إنا لله وإنا إليه راجعون.
منصات التواصل الاجتماعي: رحل رجل أحب الخير للجميع
نعى رواد منصات التواصل الاجتماعي مع خبر وفاة الوجيه فاروق بن يوسف المؤيد حيث تحدثوا عن مناقب الفقيد الراحل.
نعى عيسى الحمادي مستشار شؤون الإعلام بديوان ولي العهد عبر حسابه الشخصي قائلا: «أبا محمد نسأل الله لك العفو والمغفرة. سيذكر التاريخ العديد من مناقبك الطيبة وأفعالك النبيلة ولكنني أكتفي بواحدة؛ كنت مثالاً للتواضع، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته».
ونشرت ابنة الراحل هالة المؤيد على حسابها على الإنستغرام صورة لها مع والدها عبرت فيها عن عميق حزنها وكتبت
(My heart is shattered to a million pieces).
ونعى المحامي إبراهيم المناعي عبر حسابه الشخصي قائلا: «خالص العزاء والمواساة إلى أسرة المرحوم الوجيه فاروق يوسف المؤيد وإلى عموم عائلة المؤيد الكرام. رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون».
كما نعت الجامعة الأهلية الراحل حيث كتبت: «بمزيد من الحزن والأسى ينعى رئيس وأعضـــاء مجلس الأمناء ومجلس الإدارة ومجلس الجامعة وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية وجميع طلبة ومنتسبي الجامعة الأهلية الفقيد الغالي الوجيه فاروق يوسف المؤيد رئيس مجلس إدارة الجامعة الأهلية».
وقال علي العرادي عضو مجلس الشورى: «رحم المولى عز وجل المغفور له بإذنه تعالى المعلم والوجيه فاروق المؤيد.. وإنني إذ أنعيه.. وأشاطركم ومحبيه الحزن والألم.. وأعزي بفقده نفسي وعائلته الكريمة.. فإنني وفي الوقت ذاته أجدني أذكر بأنه سيظل راسخا في نفوسنا.. فهو رجل من رجالات البحرين.. سيعيش بذكراه العطرة وعمله الطيب بيننا.. فثمة رجال لا يموتون.. يبقون هناك في مواقعهم الرفيعة وتبقى أعمالهم وخصالهم شاخصة للجميع.. وتبقى ذكراهم العطرة مسجلة بحروف من ذهب في نفوس وقلوب كل من عرفهم أو تعامل معهم.. سائلاً المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يكتب له مقاماً مع الصديقين والشهداء.. وأن يُلهمنا جميعاً الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه لراجعون».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك