يعد طبق «بنت الصحن»، الذي يُعرف أيضاً باسم «سبايا»، من الأطباق التراثية اليمنية الشهيرة التي تحتفظ بمكانة خاصة على المائدة، لا سيما خلال وجبة الإفطار، حيث يتم تقديمه عادةً مع كوب من الشاي. ويتميز هذا الطبق بمذاقه الفريد وفوائده الصحية، نظراً الى احتوائه على العسل، ما يجعله من ألذ أنواع المعجنات وأكثرها فائدة.
يرجع سبب التسمية إلى ما تناقلته الأجيال، حيث يقال إن الاسم الأصلي كان «البنت في الصحن». ويعود ذلك إلى كونه طبقاً يحضر خصيصاً في مناسبة الخطوبة، كدليل على مهارة العروس في تحضير الطعام، حيث يعد إعداد هذا الطبق أمراً يتطلب خبرة ودقة ومهارة عالية.
ويعد هذا الطبق رمزا اجتماعيا ذا دلالات متعددة، خاصة في المناسبات الاجتماعية والأعراس وعودة الحجيج، حيث يجسد مشاعر التضامن والتعاون بين أفراد المجتمع. ففي تلك المناسبات، يتولى كل منزل في الحارة إعداد جزء من «بنت الصحن» كهدية ترحيب وضيافة، وهنا يبرز التسابق بين النساء في الحي، حيث تسعى كل منهن لإظهار مهاراتها وتقديم أفضل ما لديها.
وتتطلب عملية تحضيره براعة خاصة، بدءاً من تحضير العجين ومروراً بفرده إلى رقائق شفافة وخفيفة، مع الحفاظ على نعومة العجين وتجنب تمزقه. ويتم تزيين وجه الطبق بطرق فنية، حيث يشكل العجين على هيئة عبارات مثل «البسملة» أو التهاني أو عبارات الترحيب، وتزين ببذور الحبة السوداء أو الجلجلان (السمسم)، ما يضفي لمسة من الجمال ويعكس ذوق النساء واهتمامهن بالتفاصيل.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك