كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Current Biology أن جسم الإنسان يمتلك حدا أقصى لإنفاق الطاقة لا يمكن تجاوزه حتى من قبل الرياضيين الأكثر تدريباً، حيث لا يمكن للجسم الحفاظ على معدل إنفاق يزيد على 2.4 ضعف معدل الأيض الأساسي (BMR) على مدى طويل يمتد إلى أكثر من 30 أسبوعاً.
واعتمد الباحثون بقيادة أندرو بيست من كلية ماساتشوستس على متابعة 14 رياضياً من سباقات التحمل الطويلة باستخدام الماء الموسوم بالديوتيريوم والأكسجين-18، ما أتاح قياس السعرات المحروقة بدقة أثناء المنافسات. وأظهرت النتائج أن الرياضيين قد يحرقون حتى 9000 سعرة حرارية يومياً في فترات قصيرة، لكن أجسامهم تعود تلقائياً إلى الحد الأيضي الآمن عبر تقليل الأنشطة اليومية الأخرى، حفاظاً على التوازن الداخلي للطاقة. ويشير الباحث نايجل تيرنر من جامعة ويلز الجنوبية إلى أن قدرة الجسم على امتصاص السعرات تشكل القيد الرئيسي، إذ إن تجاوز هذا الحد فترة طويلة يدفع الجسم إلى استهلاك عضلاته كمصدر بديل للطاقة، ما يقلل من الأداء البدني. وتؤكد الدراسة أن هذا «السقف الأيضي» يمثل الحد البيولوجي لتحمّل الإنسان، وأنه حتى أقوى الرياضيين لا يمكنهم تخطيه على المدى الطويل، ما يعيد تعريف فهمنا للفسيولوجيا البشرية والتحمل الرياضي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك