منى - (أ ف ب): بعد الإحرام والطواف والسعي والتروية والوقوف على عرفة، أدى الحجاج أمس الأحد آخر الشعائر مع رمي الجمرات في منى، إيذاناً ببدء أول أيام عيد الأضحى. ومع ساعات الفجر، تقاطر الحجاج إلى وادي منى قرب مكة لرمي الجمرات الثلاث بسبع حصيات جمعوها في مزدلفة، قبل العودة مجدداً إلى مكة للأضحية وأداء طواف الوداع في المسجد الحرام. وكانت الطرقات المؤدية إلى الجمرات مزدحمة بالحجاج الذين يسيرون تحت أشعة الشمس الحارقة. وقالت امرأة من الأردن، لم ترغب في ذكر اسمها، إن «الجو حار جداً».
وإلى جانب الطريق، جلس حجاج للاستراحة وشرب الماء، بينما رقد آخرون يبدو عليهم الإرهاق. وليلة السبت، جمع المؤمنون الحصى وباتوا في سهل مزدلفة، على بعد بضعة كيلومترات من منى، بعد قضاء النهار في الصلاة وتلاوة القرآن على جبل عرفة، في ظل درجات حرارة وصلت إلى 46 درجة مئوية.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فقد تلقى العديد من الأشخاص العلاج جراء الإرهاق المرتبط بدرجة الحرارة خلال النهار، لكن لم يتم إعلان أرقام رسمية عن العدد الإجمالي للحالات المسجلة منذ بدء المناسك. وعلى الرغم من درجات الحرارة المرتفعة في واحدة من أكثر المناطق احتراراً في العالم، فإن الوقوف على عرفة الذي يعتقد المسلمون أن النبي محمد ألقى فيه خطبته الأخيرة كان له أثر إيجابي لدى كثيرين. وقالت أمل محروس الآتية من مصر والبالغة 55 عاماً إن «هذا المكان يبيّن لنا أننا جميعاً متساوون، وأنه لا توجد اختلافات بين المسلمين في العالم».
وكما في عام 2023، أدى أكثر من 1,8 مليون حاج المناسك هذا العام، بينهم 1,6 مليون من خارج المملكة، بحسب ما أعلنت السلطات السعودية السبت. تؤدى شعيرة الرجم في اليوم الأول من عيد الأضحى، ويشهد إقدام الحجاج على ذبح خروف عادة، وتوزيع لحمه أضحية على المحتاجين.
لكن العيد الذي يكون عادة مدعاة احتفال وفرح، يتزامن هذا العام مع احتدام الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
واندلعت الحرب في 7 أكتوبر بعد شنّ حماس هجوماً غير مسبوق على الأراضي الإسرائيلية خلّف 1194 قتيلا غالبيتهم مدنيون وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى معطيات إسرائيلية رسمية.
وقال المصري نجم نوار البالغ 43 عاماً: «لا نشعر بعطلة العيد لأن إخواننا في غزة مظلومون تحت الاحتلال (الإسرائيلي)». وأصدر الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز أمراً باستضافة ألف حاج «من أسر الشهداء والجرحى من قطاع غزة»، ليرتفع عدد الحجاج الفلسطينيين لأداء مناسك هذا العام إلى ألفي شخص، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وقال الحاج السعودي وديع علي خليفة (32 عاماً): «ندعو لهم (...) ومن أجل تحرير فلسطين، ليكون لنا عيدان بدلاً من عيد واحد».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك