القاهرة – (الوكالات): قال الجيش السوداني أمس الجمعة إنه قتل علي يعقوب جبريل قائد قطاع وسط دارفور بقوات الدعم السريع شبه العسكرية خلال معركة في مدينة الفاشر التابعة لولاية شمال دارفور. وكان جبريل خاضعا لعقوبات أمريكية. ولم تصدر قوات الدعم السريع تعليقا حتى الآن. والفاشر هي آخر مدينة رئيسية في منطقة دارفور بالسودان لا تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وقال الجيش في بيان إن يعقوب قُتل عندما أحبطت القوات النظامية وأفراد من «القوة المشتركة» هجوما شنته قوات الدعم السريع في وقت مبكر من صباح أمس الجمعة. والقوة المشتركة هي جماعات غير عربية من دارفور كانت متمردة في السابق لكنها متحالفة حاليا مع الجيش.
وتحاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر، التي يبلغ عدد سكانها 1,8 مليون نسمة، منذ أسابيع. ويحذر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة من تفاقم الصراع هناك، مما قد يؤدي إلى أعمال عنف عرقية واسعة النطاق. ودعا مجلس الأمن الدولي يوم الخميس إلى رفع الحصار عن المدينة.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل من العام الماضي بسبب خلاف حول تفاصيل وبنود فترة انتقالية تفضي إلى حكم ديمقراطي، وبدأ الصراع في العاصمة الخرطوم وسرعان ما امتد إلى مناطق أخرى من البلاد. وتسبب الصراع في أكبر أزمة نزوح في العالم، وزيادة حادة في معدلات الجوع، فضلا عن تجدد العنف العرقي في دارفور وهو ما اتهمت قوات الدعم السريع وجماعات متحالفة معها بالتسبب فيه.
وإلى ذلك أسفرت المعارك التي تدور في الفاشر، عن مقتل 226 شخصا، على ما أفادت منظمة أطباء بلا حدود. وقالت المنظمة الإغاثية في بيان ليل الخميس إنه في الفترة بين العاشر من مايو و11 يونيو «وصل إجمالي 1418 جريحا إلى مستشفى الجنوب وبعد إغلاقه إلى المستشفى السعودي، وتوفي منهم 226 شخصًا». ومن المرجح أن تكون حصيلة القتلى أعلى بكثير ولكن يصعب التأكد في ظل انقطاع خدمات الاتصالات وصعوبة إيصال مواد الإغاثة والمساعدات.
والخميس طالب مجلس الأمن الدولي بإنهاء «حصار» الفاشر من جانب قوات الدعم السريع في السودان، ووضع حد للمعارك حول هذه المدينة الكبيرة في إقليم دارفور وحيث يحتجز مئات آلاف المدنيين. والقرار الذي أعدته المملكة المتحدة وحظي بتأييد 14 عضوا في المجلس مع امتناع روسيا عن التصويت، «يطالب بأن تنهي قوات الدعم السريع حصار الفاشر ويدعو الى الوقف الفوري للمعارك ونزع فتيل التصعيد داخل الفاشر وحولها».
وتعد الفاشر مركزا رئيسيا للمساعدات في الإقليم الواقع في غرب السودان، حيث يقطن ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة. وبحسب المنظمة، لا يعمل اليوم في الفاشر سوى المستشفى «السعودي»، بعد أن تم «إغلاق مستشفيين بسبب الهجمات وانعدام الأمن، أحدهما مستشفى الجنوب».
ونتيجة احتدام القتال بالمدينة، أشارت المنظمة، بدون احصاءات، إلى «فرار عشرات الآلاف من الأشخاص، إن لم يكن أكثر من الفاشر، ويصل العديد منهم إلى مخيم زمزم للنازحين، حيث يقيم بالفعل نحو 300 ألف شخص»، وسط أزمة سوء تغذية «كارثية». والثلاثاء أعرب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان عن «قلقه البالغ» ازاء العنف في إقليم دارفور الشاسع غرب السودان، وحثّ الشهود هناك على ارسال أدلة إلى مكتبه تساعده في التحقيق في ارتكاب جرائم على المستوى الدولي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك