قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس قطاع غزة بما في ذلك رفح، غداة صدور أمر عن محكمة العدل الدولية لإسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في رفح «فورا».
وقال مسعفون فلسطينيون أمس إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 30 شخصا في هجمات جديدة على قطاع غزة.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن 31 فلسطينيا استشهدوا في قطاع غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وفجر أمس أفاد شهود فلسطينيون وفرق وكالة فرانس برس بحصول غارات إسرائيلية على مدينة رفح ودير البلح. كما قامت طائرات إسرائيلية بشنّ غارات على مخيم جباليا بشمال القطاع، بينما طال القصف المدفعي مناطق قريبة من محطة للكهرباء في شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، وفق ما أفاد شهود عيان.
وقال سكان والدفاع المدني الفلسطيني إن الدبابات الإسرائيلية توغلت في عمق منطقة جباليا، حيث دمرت عشرات المنازل والمتاجر والطرق.
وقال الجيش الإسرائيلي: إن قواته في جباليا «قضت على عشرات الإرهابيين في معارك من مسافات قريبة وضربات جوية».
ولم تتمكن الطواقم الطبية الفلسطينية من الوصول إلى هذه المنطقة التي تعتقد بسقوط المزيد من القتلى فيها.
وقال أحد سكان رفح، طالبا عدم نشر اسمه: «قوات الاحتلال طول الوقت بتقصف في مدينة رفح كلها مش بس في الأماكن الشرقية اللي اجتاحتها بس برضه كمان في الوسط والغرب، بيهدفوا يخوفوا الناس ويخليهم يتركوا المدينة».
وإلى الشمال في المنطقة الساحلية، حيث يزعم الجيش الإسرائيلي إنه يحاول منع حماس من بسط سيطرتها مجددا، قال مسعفون فلسطينيون إن إسرائيل شنت غارات جوية أودت بحياة 17 على الأقل.
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان أمس إن 35903 فلسطينيين استشهدوا وأصيب 80420 آخرون في العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر.
وقالت حركتا حماس والجهاد الإسلامي إن مقاتليهما أطلقوا صواريخ مضادة للدبابات وقذائف المورتر على قوات إسرائيلية في الشمال.
وقالت أم محمد وهي فلسطينية من مدينة غزة نزحت بسبب العنف في دير البلح وسط القطاع لفرانس برس: «نأمل أن يشكل قرار المحكمة ضغطا على إسرائيل لإنهاء حرب الإبادة هذه لأنه لم يبق شيء هنا».
وفي المدينة نفسها قال محمد صالح لفرانس برس: «إسرائيل دولة تعتبر نفسها فوق القوانين. لذا لا أعتقد أن إطلاق النار أو الحرب يمكن أن يتوقفا بشكل آخر غير القوة».
وبالنسبة الى يحيى (34 عاما) الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل فإن القرار «جاء متأخرا جدا».
واضاف: «ربما هذه القرارات التي لم تلتزم بها إسرائيل سواء السابقة أو الحالية تجعل العالم الغربي خصوصا يتحرك لأجل قضيتنا بشكل أقوى، وعلى مستويات شعبية وسياسية تدعم الاعتراف بدولة فلسطين وتزيد من فرض حقوقنا بشكل أقوى مما كان سابقا».
وأمرت محكمة العدل الدولية وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة وتعد قراراتها ملزمة قانونا لكنها تفتقر إلى آليات لتنفيذها، إسرائيل الجمعة بالإبقاء على معبر رفح بين مصر وغزة مفتوحا، وهو مغلق منذ إطلاق عمليتها البرية في هذه المحافظة في أوائل مايو.
ولا توجد لدى محكمة العدل الدولية أي وسيلة لفرض قرارها الذي أصدرته في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا واتهمت فيها إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية.
لكن هذه القضية مثلت دلالة قوية على عزلة إسرائيل عالميا بسبب حملتها على غزة، وعلى نحو خاص منذ أن بدأت هجومها على رفح هذا الشهر رغم المناشدات بعدم الإقدام على ذلك من أقرب حلفائها، الولايات المتحدة.
الى ذلك يقول مسؤولو الإغاثة إن تدفق المساعدات يتباطأ في أحيان كثيرة بسبب عمليات التفتيش الإسرائيلية والنشاط العسكري داخل غزة، وإن الكميات التي تصل إلى سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة أقل بكثير من احتياجاتهم.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من مجاعة وشيكة في مناطق من غزة.
ويصيب العطب بعض الإمدادات الغذائية المتوقفة في مصر بانتظار الدخول إلى غزة لأن معبر رفح الحدودي لا يزال مغلقا للأسبوع الثالث.
منذ السابع من مايو، لم تمر أي شاحنات من معبر رفح، ولم يعبر سوى عدد قليل جدا من الشاحنات من معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي القريب، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك