بكين – (أ ف ب): حذرت الصين أمس الخميس «قوى استقلال تايوان» من أن «رؤوسها ستتحطّم ودماءها ستسيل»، مؤكدة أن مناوراتها العسكرية حول الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي توجه «تحذيرا جديا» لتايبيه. وطوّقت الصين تايوان أمس الخميس بسفن وطائرات عسكرية في إطار مناورات قدّمتها بكين على أنها «عقاب شديد» للرئيس التايواني الجديد لاي تشينغ – تي والقوات «المنادية بالاستقلال» في تايبيه.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين: «ستتحطم رؤوس قوى استقلال تايوان وستسيل دماؤها عندما ستصطدم (...) بمهمة الصين العظيمة لتحقيق التوحيد الكامل». من جهتها، دانت وزارة الدفاع التايوانية «بشدّة» هذه التدريبات، معلنة نشر «قوات بحرية وجوية وبرية (...) للدفاع عن حرية وديمقراطية وسيادة» الجزيرة.
وقالت الوزارة إنّه حتى الساعة الثامنة مساء (12,00 بتوقيت جرينتش) تمّ رصد 49 طائرة منذ بدء التدريبات عند الساعة 7,20 صباحاً. وعبرت 35 طائرة الخط المتوسط الذي يقسم مضيق تايوان. وأسفت الناطقة باسم الرئاسة التايوانية كارين كوو «للتصرف العسكري المستفزّ» لبكين.
تزامنًا، أكّد الرئيس التايواني امس الخميس أنه «سيدافع عن قيم الحرية والديمقراطية، قائلًا: «سأقف على خط الجبهة مع إخوتي وأخواتي في الجيش للدفاع معًا عن الأمن الوطني» من دون أي إشارة مباشرة إلى المناورات الصينية. وتأتي المناورات بعد ثلاثة أيام من أداء لاي تشينغ-تي الذي تصفه الصين بأنه «انفصالي خطر»، اليمين الدستورية رئيسًا جديدًا للجزيرة. واعتبرت بكين تصريحاته يومها بمثابة «اعتراف باستقلال تايوان» وهددت السلطات التايوانية بـ«الردّ».
وتتمتع تايوان بحكم ذاتي منذ عام 1949 عندما فرّ القوميون إلى الجزيرة بعد هزيمتهم على أيدي القوى الشيوعية خلال حرب أهلية شهدها بر الصين الرئيسي. ومنذ ذلك الحين، تعتبر الصين تايوان جزءًا من أراضيها ولطالما هددت باستخدام القوة للسيطرة على الجزيرة.
وبدأت المناورات الصينية عند الساعة 07,45 صباح الخميس (23,45 بتوقيت جرينتش)، على أن تستمر حتى الجمعة، بحسب ما قال لي شي المتحدث باسم قيادة المسرح الشرقي الصينية التي تنظم التدريبات في محيط تايوان في بيان.
وأوضح لي شي أن المناورات تجري «في مضيق تايوان وشمال وجنوب وشرق جزيرة تايوان وكذلك في المناطق المحيطة بجزر كينمن وماتسو وووتشيو ودونغين» والقريبة جدًا من السواحل الشرقية لبر الصين الرئيسي. وأعلن خفر السواحل الصينيون بُعيد ذلك إطلاق «تدريبات لإنفاذ القانون» قرب جزيرتَي ووتشيو ودونغين التايوانيتين، فيما نشر نظراؤهم التايوانيون أسطولهم في البحر.
من جهتها، أرسلت تايوان أربع طائرات مقاتلة من قاعدة هسينشو على بعد حوالي 60 كيلومترًا جنوب غرب تايبيه قرابة الواحدة من بعد ظهر امس الخميس بالتوقيت المحلي. وتُظهر لقطات بثها خفر السواحل التايوانيون ضباطًا يأمرون السفن الصينية عبر مكبرات للصوت بمغادرة المنطقة.
وقال أحد الضباط في مقطع فيديو نشره خفر السواحل على شبكات التواصل الاجتماعي: «تؤثر تحركاتكم على النظام والأمن في بلدنا، من فضلكم عودوا أدراجكم وغادروا مياهنا المحظورة في أقرب وقت ممكن». وقال لي شي إن هذه المناورات تمثّل «عقابا شديدا على التصرفات الانفصالية للقوى الاستقلالية في تايوان وتحذيرًا شديد اللهجة ضد تدخل واستفزازات قوى خارجية».
وتؤكد السلطات الصينية أنها تفضّل إعادة توحيد «سلمية» مع الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة والخاضعة لحكم ديمقراطي، لكنها تشدد على أنها ستستخدم القوة العسكرية إذا لزم الأمر. وتشمل المناورات الجديدة التي تحمل اسم «السيف المشترك-2024 آيه» وحدات من القوات البرية والبحرية والجوية ووحدة الصواريخ.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك