العدد : ١٧٠٥٣ - السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٣ - السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٨ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

الصفحة الأخيرة

صانع دمى من غزة يحوّل العلب المعدنية المستعملة إلى ألعاب «تروي قصص النازحين»

الثلاثاء ٣٠ أبريل ٢٠٢٤ - 02:00

على‭ ‬طاولة‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬الطوب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬الذي‭ ‬دمّرته‭ ‬الحرب،‭ ‬ينشغل‭ ‬صانع‭ ‬الدمى‭ ‬مهدي‭ ‬كريرة‭ ‬بتحويل‭ ‬عبوات‭ ‬معدنية‭ ‬مستعملة‭ ‬إلى‭ ‬ألعاب‭ ‬متحرّكة‭ ‬صغيرة‭. ‬ويُدرك‭ ‬كريرا‭ ‬الذي‭ ‬يدندن‭ ‬وهو‭ ‬يمارس‭ ‬عمله،‭ ‬أنّ‭ ‬الدمى‭ ‬المتحركة‭ ‬التي‭ ‬يصنّعها‭ ‬سترسم‭ ‬البسمة‭ ‬على‭ ‬وجوه‭ ‬أطفال‭ ‬نازحين‭ ‬بسبب‭ ‬حرب‭ ‬مستمرة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬المحاصر‭. ‬ويقول‭ ‬وهو‭ ‬يتفقّد‭ ‬ألعابا‭ ‬متحركة‭ ‬صنّعها،‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬الدمى‭ ‬تجعل‭ ‬الأشياء‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬جميلة‮»‬‭. ‬قبل‭ ‬الحرب،‭ ‬كان‭ ‬لكريرة‭ ‬متجر‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬الدمى‭ ‬الملوّنة،‭ ‬وغالباً‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يستعملها‭ ‬لتقديم‭ ‬عروض‭ ‬في‭ ‬المسارح‭. ‬أما‭ ‬راهناً،‭ ‬فباتت‭ ‬العروض‭ ‬التي‭ ‬يوفرها‭ ‬تُقام‭ ‬في‭ ‬مخيمات‭ ‬النازحين،‭ ‬بعدما‭ ‬أُجبر‭ ‬بسبب‭ ‬القصف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬الفرار‭ ‬من‭ ‬منزله‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬دير‭ ‬البلح‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬القطاع‭. ‬على‭ ‬جدران‭ ‬مشغله،‭ ‬علّق‭ ‬كريرة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدمى‭ ‬تعلو‭ ‬أجسامها‭ ‬وجوه‭ ‬تعبيرية‭ ‬منحوتة‭ ‬على‭ ‬الخشب‭ ‬أو‭ ‬العبوات‭ ‬المعدنية،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنّ‭ ‬أطرافها‭ ‬مربوطة‭ ‬بخيوط‭ ‬يستخدمها‭ ‬لجعلها‭ ‬تمشي‭ ‬أو‭ ‬لتحرّك‭ ‬أفواهها‭. ‬وبما‭ ‬أنّ‭ ‬غزة‭ ‬محاصرة،‭ ‬يصعب‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مواد‭ ‬خام‭ ‬جديدة،‭ ‬لذا‭ ‬يكتفي‭ ‬بالمخلّفات‭ ‬وشباك‭ ‬الصيد‭ ‬وعلب‭ ‬السردين‭ ‬القديمة‭ ‬المختومة‭ ‬بشعار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬فيطليها‭ ‬بالألوان‭ ‬لاستخدامها‭ ‬في‭ ‬دماه‭. ‬ويقول‭ ‬كريرة‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬للأسف،‭ ‬خسرت‭ ‬بعد‭ ‬النزوح‭ ‬الدمى‭ ‬وعملي‭ ‬في‭ ‬المسارح‭. ‬تركت‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‮»‬‭. ‬ويتابع‭ ‬‮«‬لم‭ ‬أجد‭ ‬مواد‭ ‬خام‭ ‬لأصنّع‭ ‬الدمى،‭ ‬ونحن‭ ‬محاطون‭ ‬فقط‭ ‬بعلب‭ ‬معدنية‭ ‬بمختلف‭ ‬الأشكال‭ ‬والأحجام‮»‬‭. ‬ويضيف‭ ‬‮«‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬المستعملة‭ ‬يحمل‭ ‬فوائد‭ ‬بيئية‮»‬،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬الدمى‭ ‬التي‭ ‬يبتكرها‭ ‬‮«‬تروي‭ ‬قصص‭ ‬النازحين‭ ‬والأطفال‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا