أسهمت الصورة الشهيرة لـ«شروق الأرض» التي التقطها رواد فضاء أبولو في إثارة الرهبة من خلال الكشف عن منظور جديد لمكانة الإنسانية في الكون، فهي تُظهر الأرض التي نعيش عليها جميعًا، وهي عبارة عن كرة زرقاء صغيرة تقع داخل هذه المساحة السوداء.
وبعد مرور أكثر من 50 عامًا على التقاطها، لا يزال يُنظر إلى Earthrise على أنها إحدى أكثر الصور البيئية شهرة على الإطلاق، فعشية عيد الميلاد عام 1968، التقط طاقم أبولو 8، مشهدًا مذهلاً للأرض المضيئة تظهر فوق الأفق القمري القاحل أثناء دورانهم حول القمر.
وبمجرد نشر الصورة، بدأ أعضاء الكونجرس والقادة العالميون جميعًا يتحدثون عن مدى هشاشة الأرض، فيما سلطت «Earthrise» الضوء على تفرد كوكبنا في ذلك الكون الأسود الكبير. وبسبب الصورة، أصيب رواد الفضاء في وكالة «ناسا» بالذهول مما رأوه، فقد صاح بيل أندرس في وجه زميله رائد الفضاء جيم لوفيل: «هل حصلت على فيلم ملون يا جيم؟ أعطني لفافة ملونة، بسرعة»، لينجحا بالفعل في التقاط الصورة الفوتوغرافية الأشهر في العالم.
وكانت هذه أول صورة ملونة للأرض عالية الدقة مأخوذة من الفضاء وتم تداولها بسرعة في جميع أنحاء العالم لأنها قدمت منظورا للأرض لم يسبق له مثيل. يعود الفضل لهذه الصورة على نطاق واسع في دفع الحركات البيئية العالمية، وبسببها تم إنشاء يوم الأرض في عام 1970، وهو حدث سنوي يعزز النشاط والوعي البيئي، وفي أواخر الستينيات، كانت وجهات النظر عن النشاط البيئي تجتاح بسرعة جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا.
وتأسست المجموعتان البيئيتان «أصدقاء الأرض» و«منظمة السلام الأخضر» في عامي 1969 و1971 على التوالي، كما أنشأت الحكومة الأمريكية وكالة حماية البيئة في عام 1970.
وبعد ثمانية عشر شهرًا من التقاط رواد فضاء أبولو 8 صورة شروق الأرض، خرج 20 مليون شخص إلى الشوارع في جميع أنحاء الولايات المتحدة للاحتجاج على تدمير البيئة في أول يوم للأرض على الإطلاق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك