جبيل، لبنان - (أ ف ب): شارك الآلاف أمس الجمعة في مراسم جنازة مسؤول حزبي في لبنان قُتل هذا الأسبوع وفق السلطات على أيدي أفراد عصابة سوريين فيما وجّه بعض أنصار حزب القوات اللبنانية أصابع الاتهام الى حزب الله. وأوقفت السلطات اللبنانية سبعة سوريين في قضية مقتل المسؤول المحلي في حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان بعدما خُطف الأحد في منطقة جبيل (شمال) وعثر على جثته في سوريا.
وأشار الجيش اللبناني مساء الاثنين إلى أنه «تبيّن خلال التحقيق مع معظم أعضاء العصابة السوريين المشاركين في عملية الخطف أن المخطوف قُتِل من قبلهم أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل». واعتبر حزب القوات اللبنانية المناهض لحزب الله المدعوم من إيران أن مقتل سليمان «عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس».
وفي كلمة ألقاها بعد الجنازة الجمعة، شدّد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع على أن حزبه «يريد تغيير السلطة الفاشلة والفاسدة التي وضعتنا في الطابق الأخير من جهنّم». وأضاف: «لكي نتمكن من ذلك، علينا أن نعرف الحقيقة وأن يكون قرار البلد بيدنا لكي لا نجد أنفسنا في حرب لا نهاية لها كما يحدث الآن»، في تلميح إلى تبادل القصف بين حزب الله والدولة العبرية عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية مع استمرار الحرب الدائرة في قطاع غزة.
ويشكل حزب الله القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان. وبخلاف الميليشيات اللبنانية التي شاركت في الحرب الاهلية (1975-1990)، لم يتم نزع سلاح حزب الله الذي يتمسك بهذا السلاح بحجة مقاومة اسرائيل، بينما يأخذ عليه خصومه أنه يستخدمه للضغط على الحياة السياسية والتفرد بالقرار. ونفى الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب متلفز الاثنين أن يكون حزبه ضالعا في عملية الخطف، معتبرا أن من يوجهون الاتهام إليه إنما يثيرون نعرات طائفية.
وأمام كنيسة مار جرجس في جبيل، لوّح مناصرون للقوات اللبنانية بأعلام الحزب الجمعة وأعرب بعضهم عن عدم تصديقهم للرواية الرسمية الأولية. وقال ريمون سعد (54 عامًا) لوكالة فرانس برس «ثقتي بالقضاء اللبناني وتحقيقاته محدودة جدًا إذا أشعر أن هناك تحكّمًا بالجسم القضائي». من جهتها، قالت الناشطة الحزبية ربى حجل (24 عامًا): «الوجود السوري سببه سلاح حزب الله والأمن المتفلّت، ونحن هنا اليوم لنقول إننا لا نخاف».
وأجج مقتل سليمان المشاعر المناهضة لوجود اللاجئين السوريين في لبنان الذي يشهد أزمة اقتصادية حادة منذ العام 2019 ويستضيف نحو مليونَي سوري، بينهم 800 ألف مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، وهو أعلى عدد من اللاجئين في العالم نسبة لعدد السكان. ودعا وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بسام مولوي الثلاثاء إلى التشدد «في تطبيق القوانين» على اللاجئين السوريين في لبنان.
بدوره، دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي ترأس مراسم الجنازة إلى «إيجاد حل نهائي لوجود» اللاجئين السوريين «الذين استقبلهم لبنان بكل روح إنسانية لكن بعضهم يرتكب جرائم مروعة». وكان الباحث في الشأن اللبناني في منظمة هيومن رايتش ووتش رمزي قيس قد رأى الثلاثاء أن «محاولة جعل اللاجئين كبش فداء تهدد بتأجيج العنف المستمرّ ضدهم منذ سنوات».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك