كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون بجامعة ديربي في بريطانيا، عن أن قضاء وقت مُفرط على الإنترنت يسبب النعاس أثناء النهار وأعراض الاكتئاب لدى المراهقين.
وأشارت الدراسة إلى أن الدكتور حسام وحيد، الأستاذ في كلية الأعمال والقانون والعلوم الاجتماعية في جامعة «ديربي» عمل بالتعاون مع الدكتور «بيتر ماكولاي»، محاضر أول في علم النفس، وزملائه في ماليزيا وأستراليا على تحليل تلوي لـ52 مراهقا شاركوا في الدراسة تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما والذين هم أكثر عرضة لإدمان الإنترنت نظرا للمرحلة الانتقالية من نموهم البدني والنفسي.
وجد الباحثون أن النعاس أثناء النهار ناجم عن إدمان الإنترنت وبقاء الشاب أمام الشاشة ساعات طويلة، ليحل محل مجموعة من الأنشطة المعروفة بأنها مفيدة للحفاظ على الصحة العقلية، مثل التفاعلات الاجتماعية اليومية والأنشطة البدنية وهذا بدوره يؤدي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب.
وقال الدكتور ماكولاي: «إحدى المشكلات الرئيسية التي لاحظناها هي أن الوقت عبر الإنترنت غالبا ما يكون غير مُنظم؛ في حين قد تكون هناك حدود لبعض الاستخدامات مثل وقت ممارسة الألعاب على بلاي ستيشن، ولكن هذا لا يمتد إلى استخدامات الإنترنت الأخرى».
من جانبه، قال الدكتور حسام وحيد: «نحن نعيش في عالم متصل بشكل متزايد، وهناك الكثير من الإيجابيات لاستخدام الإنترنت، لأغراض الدراسة والترفيه يدعم بحثنا الجهود الحالية لتعزيز الوعي بعواقب زيادة استخدام الإنترنت والوقت الذي يقضيه الفرد عبر الإنترنت، وندعو إلى مزيد من الإجراءات للنظر في تعظيم الفرص والتفاعلات خارج الإنترنت».
وأوصت الدراسة بتشجيع ممارسات النوم الجيدة، مثل عدم استخدام الأجهزة مدة 90 دقيقة قبل النوم، وضمان عدم النظر إلى الأجهزة أثناء الليل، وتشجيع المزيد من التفاعلات وجها لوجه، ودعم الأنشطة الأكثر نشاطا مثل نوادي ما بعد المدرسة والرياض، فضلا عن تحديد الساعات التي تتم فيها الاستعانة بالإنترنت وتوزيع ساعات نشاط الشباب على أنشطة أخرى منها اجتماعية ورياضية.
وأوضح الباحثون أنه مع الفهم الأكبر للآثار السلبية لإدمان الإنترنت، ستساعد الدراسة في بناء إجماع على الاعتراف به على أنه اضطراب عقلي متميز.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك