القاهرة - (رويترز): قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أمس إن مقترحا لوقف إطلاق النار في غزة قدمته إسرائيل في الآونة الأخيرة لا يلبي أيا من مطالب الفلسطينيين لكنها ستدرسه وتسلم الرد للوسطاء.
وتسلمت حماس المقترح من وسطاء مصريين وقطريين خلال محادثات في القاهرة بهدف التوصل إلى سبيل لإنهاء العدوان الغاشم على القطاع الفلسطيني المستمر في شهره السابع.
في الوقت ذاته، قال سكان إن القوات الإسرائيلية كثفت قصفها على دير البلح في وسط قطاع غزة ورفح في جنوبه أمس وهما منطقتان لم تجتحهما القوات الإسرائيلية بعد. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد دأب على الإشارة إلى خطط لاجتياح رفح، التي يتكدس فيها أكثر من مليون مدني نازح، على الرغم من مناشدات دولية بضبط النفس. وحتى الآن لم تنجح المحادثات في القاهرة التي حضرها مدير المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز في تحقيق أي تقدم باتجاه وقف العدوان.
وقالت حماس في بيان إن المقترح الإسرائيلي الجديد لا يلبي مطالبها. وجاء في البيان أنه رغم «حرص الحركة على التوصل إلى اتفاق يضع حدا للعدوان على شعبنا، فإن الموقف (الإسرائيلي) لا يزال متعنتا ولم يستجب لأي من مطالب شعبنا ومقاومتنا».
لكنها أضافت أن «قيادة الحركة تدرس المقترح المقدم بكل مسؤولية وطنية وستبلغ الوسطاء بردها حال الانتهاء من ذلك».
وتريد حماس أن يضمن أي اتفاق إنهاء العدوان الإسرائيلي وسحب القوات الإسرائيلية من غزة والسماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم في أنحاء القطاع. وتريد إسرائيل من جانبها ضمان إطلاق سراح الرهائن.
وتضغط الولايات المتحدة بشدة لوقف إطلاق النار بعد إخبار حليفتها إسرائيل بفعل المزيد لحماية المدنيين في غزة وإدخال مزيد من المساعدات لمنع حدوث مجاعة.
وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن 400 شاحنة مساعدات سُمح لها بالدخول إلى غزة في اليوم السابق، واصفا العدد بأنه الأكبر منذ اندلاع العدوان قبل ستة أشهر. وذكر أن عرضا جيدا لوقف إطلاق النار قُدم إلى حماس وأنها يجب أن توافق عليه.
وسحبت إسرائيل أغلب قواتها البرية من جنوب غزة هذا الأسبوع بعد قتال استمر أشهرا، لكنها لا تزال تقول إنها تخطط لشن عدوان على رفح التي يلوذ بها أكثر من نصف سكان غزة في الوقت الحالي.
وفي واحدة من أولى العلامات على وجود تجهيزات ملموسة لشن هجوم بري أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أمس بأن وزارة الدفاع الإسرائيلية ستشتري 40 ألف خيمة قبل إخلاء المدينة.
وقالت وزارة الصحة في غزة أمس إن ما لا يقل عن 33360 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 75993 آخرون في العدوان الإسرائيلي على القطاع، مع بقاء آلاف آخرين مدفونين تحت الأنقاض. ومعظم سكان الجيب البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى والعديد منهم معرضون لخطر المجاعة.
وقامت فرق الطوارئ الفلسطينية، بدعم من المنظمات الدولية، بتمشيط أنقاض مستشفى الشفاء في مدينة غزة ومدينة خان يونس المدمرة في جنوب غزة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية بعد أشهر من القتال.
وقال محمود بصل المتحدث باسم خدمة الطوارئ المدنية في غزة التي تديرها حماس إن الفرق انتشلت حتى الآن 409 جثث لفلسطينيين استشهدوا في المستشفى والحي المحيط به وفي خان يونس. وقالت إسرائيل إن مستشفى الشفاء يستخدم كقاعدة للمسلحين وهو ما تنفيه حماس.
وقال المكتب الإعلامي بغزة ومسعفون إن ضربة جوية إسرائيلية على مبنى مجلس الخدمات المشتركة التابع لبلديات المحافظة الوسطى أودى بحياة رئيس بلدية المغازي حاتم الغمري وأربعة مدنيين آخرين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك