غزة - (رويترز): وسط مخيم للنازحين في قطاع غزة، شق صبي فلسطيني يوم الاثنين طريقه وهو يحمل صندوق مساعدات غذائية قبيل عيد الفطر، وذلك بعد ستة أشهر من العدوان الإسرائيلي الذي دمر القطاع.
وتقول وكالات الإغاثة إن العدوان دفع غزة إلى حافة المجاعة على الرغم من أن بعض المساعدات الإضافية بدأت في التدفق.
وقال الفلسطينيون في غزة إن الإمدادات الإضافية لا تزال بعيدة عن المستوى المطلوب لتخفيف الظروف القاسية مع نزوح جميع سكان المنطقة الصغيرة المزدحمة تقريبا من منازلهم.
وتحتفل غزة بعيد الفطر اليوم لكن لا دلائل على بهجة لدى الفلسطينيين هذا العام.
وحصل الصبي على صندوق المساعدات من مركز توزيع تابع للأمم المتحدة في مدينة دير البلح بوسط القطاع، حيث وقفت طوابير طويلة من الناس لتقديم أوراق الهوية مقابل صناديق تحتوي على أغذية معلبة.
وقال فايز عبد الهادي، أحد المقيمين في المخيم «المساعدات كلها ما بتكفيش، حتى مواد التنظيف، احنا عايشين في منطقة كلها أمراض. مواد التنظيف ما بنستلم أبدا، ما استلمناش ابدا مواد تنظيف إطلاقا، لا صابونة لا كلور ولا مطهر، ولا أي حاجة من هذا النوع».
ومضى يقول «المواد الغذائية مش كافية بالمرة لأن أنا من قبل شهرين ما استلمتش كوبونة ولا أي كرتونة، ولا استلمت أي علبة. الحين، انبارح بالظبط، اجتنا كرتونة بها 18 علبة، لا بتكفي لا أنا ولا أولادي ولا التمنتاشر (18) نفر اللي معايا... يعني بيطلع للواحد علبة لو بياكلها في اليوم ما بتكفيهم».
وقالت أم محمد حمد، وهي امرأة في المخيم نزحت من منزلها في بيت حانون شمال غزة، إنها تعيش في ملجأ للأمم المتحدة هناك منذ شهرين تقريبا.
وأضافت «إيش الوكالة بتعطيه؟ ولا حاجة... علبة الفاصوليا وعلبة البازيليا... زهدنا البازيليا، زهدنا الفاصوليا... فاصوليا، بازيليا، حمص... فاصوليا، بازيليا، حمص، الأطفال بدهم... إحنا بدنا ناكل... عندي هشاشة في العظام وعندي غضروف وجوزي نفس القصة. أنا نزلت، كان وزني 106 كيلو، أنا 80 كيلو من ايش؟ مفيش أكل الولاد كانوا بياكلوا تلات طقات (وجبات) في النهار، تلات وجبات، اتقلصوا في وجبتين».
ومضت تقول «بالنسبة إلى المساعدات اللي بنتلقاها في المدارس مفيش مساعدات إلى الحين، يمكن قربنا على الشهرين مخدناش إلا يمكن أربع بصلات، كيلو بصل، وكل نفر خد بيضة... مفيش شيء ولا خدنا كراتين ولا خدنا أي مساعدة، لسة اليوم طلعوا الكراتين لسة الأسماء بنزلوا فيها».
ورصدت بعض المستشفيات وفاة أطفال بسبب سوء التغذية والجوع منذ الشهر الماضي، وحذرت من وفيات أخرى يمكن تفاديها إذا توافرت الإمدادات الطبية.
وفي مستشفى كمال عدوان شمال غزة، قال المسؤول الإعلامي وسام السكني إن الشحنة التي وصلت الأحد لم تكف لتلبية احتياجات المرضى، وخاصة المضادات الحيوية لعلاج الإصابات الشائعة في منطقة الحرب.
وأوضح أن الافتقار إلى الطعام المتنوع الذي يحتوي على العناصر الغذائية المفيدة هو المشكلة الكبرى.
ومضى يقول «وصول شحنة الأدوية بالأمس لا تكفي مقارنة بحاجة المواطنين الماسة، وذلك بسبب ارتفاع معدلات سوء التغذية بين المواطنين وانقطاع بعض المواد الغذائية والأدوية عن هؤلاء الأطفال».
«كما ترون خلفي حضانة للأطفال، الأطفال يكونوا في حضانات نتيجة سوء التغذية وخصوصا الأطفال الخدج بسبب سوء تغذية الأم الذي ينعكس على الأطفال وباقي المرضى».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك