العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

أخبار البحرين

في مجلس إبراهيم زينل.. الأمن الغذائي بين الترقب والتفاؤل

الجمعة ٢٩ مارس ٢٠٢٤ - 02:00

القطاع الخاص يرحب بإنشاء «غذاء» ويحدد متطلبات المرحلة المقبلة


أنور عبدالرحمن: التنسيق مع دول الجوار ضرورة ملحة


إبراهيم زينل: «غذاء» خطوة أولى إيجابية تنتظر المزيد


صاحب المجلس يسأل عن أسباب بزوغ النوابغ العرب والمسلمين بالخارج


رئيس التحرير يؤكد: إذا أردنا التقدم فعلينا احترام العقل.. وعدم التدخل في عمل المهنيين


تغطية‭: ‬أحمد‭ ‬عبدالحميد

تصوير‭: ‬عبدالأمير‭ ‬السلاطنة

 

مجلس‭ ‬إبراهيم‭ ‬زينل‭ ‬من‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬الثرية‭ ‬التي‭ ‬تتنوع‭ ‬فيها‭ ‬الموضوعات‭ ‬التي‭ ‬تثير‭ ‬شهية‭ ‬رواده‭ ‬للحديث‭ ‬بشأنها،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬صاحب‭ ‬المجلس‭ ‬نفسه‭ ‬يتفاعل‭ ‬ويثري‭ ‬مجلسه‭ ‬بطرح‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا،‭ ‬سواء‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وكذلك‭ ‬السياسية‭.‬

زيارة‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬مجلس‭ ‬زينل‭ ‬بالجفير‭ ‬بدأت‭ ‬بحديث‭ ‬مسبق‭ ‬بين‭ ‬الأستاذ‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬رئيس‭ ‬التحرير‭ ‬وكاتب‭ ‬المقال،‭ ‬وقد‭ ‬كشف‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬عن‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬استعراض‭ ‬ملف‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬كأهم‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬وخاصة‭ ‬منذ‭ ‬جائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬‮«‬كوفيد‭-‬19‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أولويات‭ ‬الحكومات‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إعلان‭ ‬شركة‭ ‬ممتلكات‭ ‬البحرين‭ ‬القابضة‭ ‬‮«‬ممتلكات‮»‬،‭ ‬صندوق‭ ‬الثروة‭ ‬السيادي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬إطلاق‭ ‬شركة‭ ‬غذاء‭ ‬البحرين‭ ‬القابضة‭ ‬‮«‬غذاء‮»‬‭ ‬فرصة‭ ‬مناسبة‭ ‬للاستماع‭ ‬لرأي‭ ‬الخبراء‭ ‬المهتمين‭ ‬بالقطاع‭ ‬الخاص‭.‬

 

سفينة‭ ‬الحوار‭ ‬تُبحر

مع‭ ‬الاستعداد‭ ‬المسبق‭ ‬للقاء،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأستاذ‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬أبحر‭ ‬بسفينة‭ ‬الحوار‭ ‬المتدفق،‭ ‬مثيرا‭ ‬قضية‭ ‬هجرة‭ ‬العقول‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬إلى‭ ‬الغرب،‭ ‬عندما‭ ‬تطرق‭ ‬إلى‭ ‬الطبيب‭ ‬الباكستاني‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬أمية‭ ‬الذي‭ ‬تخرج‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وعاد‭ ‬إلى‭ ‬كراتشي‭ ‬في‭ ‬بلاده،‭ ‬وقضى‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬عاما‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬عمل،‭ ‬وعندما‭ ‬راسل‭ ‬جامعته‭ ‬الأمريكية‭ ‬عرضت‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يغادر‭ ‬باكستان‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬وفي‭ ‬عام‭ ‬1973‭ ‬نجح‭ ‬هذا‭ ‬الطبيب‭ ‬الباكستاني‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬جراحة‭ ‬نادرة‭ ‬في‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬لفلاح‭ ‬أمريكي‭.‬

وتابع‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬‮«‬Reader’s‭ ‬Digest‮»‬‭ ‬كتبت‭ ‬ملفا‭ ‬كاملا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الجراحة‭ ‬النادرة‭ ‬كشفت‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬التحضيرات‭ ‬لها‭ ‬استغرقت‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬تقريبا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انتقاء‭ ‬أفضل‭ ‬الأطقم‭ ‬المساعدة‭ ‬للجراح‭ ‬الباكستاني،‭ ‬وكانت‭ ‬من‭ ‬الجراحات‭ ‬السباقة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬جراحة‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭.‬

واستغرقت‭ ‬الجراحة‭ ‬18‭ ‬ساعة‭ ‬متواصلة،‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬48‭ ‬ساعة‭ ‬على‭ ‬العملية‭ ‬كتب‭ ‬الطبيب‭ ‬في‭ ‬ورقة‭ ‬عرضها‭ ‬على‭ ‬المريض‭: ‬‮«‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬تستطيع‭ ‬قراءة‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬فعليك‭ ‬أن‭ ‬تومئ‭ ‬بعينيك‮»‬،‭ ‬وعندما‭ ‬‮«‬رمش‮»‬‭ ‬المريض‭ ‬هنا‭ ‬أكد‭ ‬لهم‭ ‬الطبيب‭ ‬نجاح‭ ‬العملية‭ ‬الجراحية‭.‬

وتابع‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭: ‬تجربة‭ ‬الطبيب‭ ‬الباكستاني‭ ‬تكررت‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬المصري‭ ‬فاروق‭ ‬الباز‭ ‬الذي‭ ‬تخرج‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬وبقي‭ ‬عاطلا‭ ‬مدة‭ ‬7‭ ‬أشهر،‭ ‬وعندما‭ ‬علمت‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التي‭ ‬حصل‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬دراساته‭ ‬العليا‭ ‬عرضت‭ ‬عليه‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وبالفعل‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬إسهامات‭ ‬مؤثرة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الفضاء،‭ ‬حتى‭ ‬صار‭ ‬الرجل‭ ‬الرابع‭ ‬ضمن‭ ‬الفريق‭ ‬الذي‭ ‬أوصل‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬القمر‭.‬

وعقّب‭ ‬إبراهيم‭ ‬زينل‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬يزخر‭ ‬بالنوابغ‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عدة‭ ‬كالطب‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬وغيرها،‭ ‬لأنها‭ ‬مناطق‭ ‬ولادة،‭ ‬لكن‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يبزغ‭ ‬نجم‭ ‬هؤلاء‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬يتركون‭ ‬الشرق‭ ‬ويتوجهون‭ ‬إلى‭ ‬الغرب؟‭ ‬وعندما‭ ‬تزور‭ ‬بريطانيا‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬الأطباء‭ ‬في‭ ‬المستشفيات‭ ‬الحكومية‭ ‬هناك‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬أخرى‭ ‬كالعراقيين‭ ‬وغيرهم‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هؤلاء‭ ‬النوابغ‭ ‬جميعا‭ ‬يمتلكون‭ ‬الجينات‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬والشرق‭ ‬أوسطية،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬التميز‭ ‬لا‭ ‬يتحقق‭ ‬على‭ ‬أراضي‭ ‬بلدانهم،‭ ‬وتذيع‭ ‬شهرتهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يغادروا‭ ‬إلى‭ ‬بلاد‭ ‬الغرب،‭ ‬وكأن‭ ‬التربة‭ ‬هناك‭ ‬خصبة‭ ‬للنجاح‭ ‬بعكس‭ ‬أراضينا‭.‬

وقال‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬إن‭ ‬الإشكالية‭ ‬الحقيقية‭ ‬تتركز‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬العناصر‭ ‬المساعدة‭ ‬للنجاح،‭ ‬ومنطقتنا‭ ‬تعتبر‭ ‬طاردة‭ ‬لهذه‭ ‬العناصر،‭ ‬وهذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬المؤلمة‭.‬

واستذكر‭ ‬زينل‭ ‬تجربة‭ ‬عادل‭ ‬العلي‭ ‬ذلك‭ ‬الشاب‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬قضى‭ ‬سنوات‭ ‬بين‭ ‬جدران‭ ‬الخطوط‭ ‬الجوية‭ ‬البريطانية،‭ ‬وعندما‭ ‬انتقل‭ ‬إلى‭ ‬الشارقة‭ ‬وأسس‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬طيران‭ ‬العربية‮»‬‭ ‬اختير‭ ‬كأفضل‭ ‬رئيس‭ ‬تنفيذي‭ ‬لشركة‭ ‬طيران‭ ‬اقتصادي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لعام‭ ‬2008،‭ ‬وباتت‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬صدارة‭ ‬شركات‭ ‬الطيران‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الكفاءات‭ ‬في‭ ‬الناقلة‭ ‬الوطنية،‭ ‬والسؤال‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬نفسه‭ ‬هو‭ ‬هل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬النوابغ‭ ‬والمتميزون‭ ‬خارج‭ ‬بلدانهم‭ ‬حتى‭ ‬نتعرف‭ ‬على‭ ‬قدراتهم،‭ ‬وهل‭ ‬هذا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومي‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬أيضا،‭ ‬لأنني‭ ‬لا‭ ‬أتصور‭ ‬أن‭ ‬تسمح‭ ‬جهة‭ ‬ما‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬الأمر؟

وأضاف‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نر‭ ‬طبيبا‭ ‬أو‭ ‬عالما‭ ‬واحدا‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬أمريكا‭ ‬أو‭ ‬الغرب‭ ‬يغادر‭ ‬بلاده‭ ‬ليأتي‭ ‬إلينا‭ ‬ويبزغ‭ ‬نجمه‭ ‬هنا،‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الشركات‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬تديرها‭ ‬عقول‭ ‬من‭ ‬الشرق،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬التفسير‭ ‬لذلك؟‭ ‬

فأجابه‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬يفرضها‭ ‬الواقع،‭ ‬لأننا‭ ‬لا‭ ‬نترك‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬المهنيين‭ ‬لأداء‭ ‬أعمالهم،‭ ‬عبر‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونهم‭ ‬وعرقلة‭ ‬مسيرة‭ ‬أعمالهم،‭ ‬لأن‭ ‬المهنيين‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تتوافر‭ ‬لهم‭ ‬الحرية‭ ‬المطلقة‭ ‬كي‭ ‬يحققوا‭ ‬الإنجاز‭ ‬المنشود،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬فإنك‭ ‬عندما‭ ‬تستقدم‭ ‬أعظم‭ ‬طباخ‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬عليك‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬له‭ ‬المواد‭ ‬فقط‭ ‬وتتركه‭ ‬يبدع‭ ‬في‭ ‬طبخ‭ ‬الأكلات‭ ‬المختلفة‭ ‬بأسلوبه‭ ‬وطريقته‭ ‬هو،‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬تدخلت‭ ‬في‭ ‬كيفية‭ ‬طبخه‭ ‬فلن‭ ‬يكون‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬له‭ ‬شيئا‭ ‬مميزا‭.‬

وتطرق‭ ‬إبراهيم‭ ‬زينل‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬التقى‭ ‬أحد‭ ‬المؤلفين‭ ‬المسرحيين‭ ‬البحرينيين‭ ‬الذي‭ ‬شكا‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬ترويج‭ ‬كتاباته‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬تسارع‭ ‬شركات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الخليجية‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يكتبه‭ ‬وتنتجه‭ ‬كأعمال‭ ‬فنية‭ ‬درامية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفن‭ ‬إحدى‭ ‬الأدوات‭ ‬الجاذبة‭ ‬للسياحة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬تزخر‭ ‬بالنشاط‭ ‬الفني‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬المسرحيات‭ ‬التي‭ ‬تستقطب‭ ‬الزوار‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مكان‭.‬

وعقب‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬قائلا‭: ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬بأن‭ ‬الأجيال‭ ‬تغيرت،‭ ‬والجيل‭ ‬الحالي‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬أشياء‭ ‬مختلفة،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬إعادة‭ ‬عجلة‭ ‬الزمن‭ ‬30‭ ‬عاما‭ ‬إلى‭ ‬الوراء‭ ‬لنفرض‭ ‬عليه‭ ‬أنماطا‭ ‬تقليدية‭ ‬من‭ ‬الفن‭ ‬أو‭ ‬الترفيه،‭ ‬لأن‭ ‬المعلومات‭ ‬العامة‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬عقل‭ ‬أي‭ ‬شاب‭ ‬عمره‭ ‬15‭ ‬عاما‭ ‬الآن‭ ‬تفوق‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الثلاثين‭ ‬عاما،‭ ‬والسؤال‭: ‬هل‭ ‬نحن‭ ‬تغيرنا‭ ‬بنفس‭ ‬قدر‭ ‬تغير‭ ‬العالم‭ ‬حولنا؟

وأضاف‭: ‬إنني‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقيم‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬لدينا‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬وصلت،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬أدركه‭ ‬فعلا‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬يعترفون‭ ‬بأن‭ ‬المناهج‭ ‬التعليمية‭ ‬متخلفة‭ ‬عن‭ ‬متطلبات‭ ‬العصر،‭ ‬والشباب‭ ‬البريطاني‭ ‬يتخرج‭ ‬ولا‭ ‬يجد‭ ‬عملا‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يمتلك‭ ‬المقومات‭ ‬المطلوبة‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭.‬

 

احترام‭ ‬العقول

ونوّه‭ ‬إبراهيم‭ ‬زينل‭ ‬بفكرة‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬بيبان‭ ‬جونيور‮»‬‭ ‬المعروض‭ ‬على‭ ‬التلفزيون‭ ‬البحريني،‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬بتشجيع‭ ‬النشء‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬عالم‭ ‬ريادة‭ ‬الأعمال،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬تزايد‭ ‬الأفكار‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬النشء‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الـ15‭ ‬عاما‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬التفاؤل‭ ‬بالمستقبل‭.‬

وقال‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭: ‬أحفادي‭ ‬يقولون‭ ‬لي‭ ‬إن‭ ‬المدرس‭ ‬يقوم‭ ‬بتعليمنا‭ ‬‮«‬الحساب‭ ‬أو‭ ‬التاريخ‮»‬‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يعلمنا‭ ‬‮«‬كيف‭ ‬نصنع‭ ‬أموالا‭ ‬أو‭ ‬كيف‭ ‬نكون‭ ‬أصحاب‭ ‬أعمال؟‮»‬،‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬أن‭ ‬المنهج‭ ‬التعليمي‭ ‬لا‭ ‬يواكب‭ ‬أحلام‭ ‬وطموحات‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة‭.‬

وعلّق‭ ‬عيسى‭ ‬جاسم‭ ‬سيار‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬مواءمة‭ ‬بين‭ ‬مخرجات‭ ‬التعليم‭ ‬واحتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬والمجتمع،‭ ‬ونحن‭ ‬لو‭ ‬وفرنا‭ ‬البيئة‭ ‬الحاضنة‭ ‬الجاذبة‭ ‬للإبداع‭ ‬سنجد‭ ‬شبابا‭ ‬لا‭ ‬يعتمد‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الشهادة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬العمل‭.‬

وتابع‭ ‬سيار‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتوافر‭ ‬العوامل‭ ‬المحفزة‭ ‬على‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬بالنوابغ‭ ‬والمتميزين،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬بيئتنا‭ ‬طاردة،‭ ‬منها‭ ‬الحرية‭ ‬والعدالة‭.‬

وعقّب‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬قائلا‭: ‬نحن‭ ‬لا‭ ‬نحترم‭ ‬العقل،‭ ‬إننا‭ ‬سنتقدم‭ ‬عندما‭ ‬نحترم‭ ‬العقل،‭ ‬وأن‭ ‬نقدر‭ ‬أصحاب‭ ‬الأفكار‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كانوا‭ ‬من‭ ‬الأصغر‭ ‬سنا‭.‬

وعاد‭ ‬إبراهيم‭ ‬زينل‭ ‬ليسأل‭: ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬نحترم‭ ‬العقل‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭ ‬يحض‭ ‬على‭ ‬التفكر‭ ‬والقراءة‭ ‬واحترام‭ ‬العلم؟

 

اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بين‭ ‬الصين‭ ‬والهند

ومع‭ ‬حضور‭ ‬السفير‭ ‬ثاقب‭ ‬رؤوف‭ ‬سفير‭ ‬جمهورية‭ ‬باكستان‭ ‬الجديد‭ ‬لدى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬أكد‭ ‬له‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬أن‭ ‬المجالس‭ ‬الرمضانية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فرصة‭ ‬لطرح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬والملفات‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬الشارع‭ ‬البحريني‭.‬

وأكد‭ ‬السفير‭ ‬الباكستاني‭ ‬الجديد‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬تعلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬كي‭ ‬يتواصل‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭.‬

وعلق‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬أنه‭ ‬التقى‭ ‬أحد‭ ‬السفراء‭ ‬الصينيين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يتقنون‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬بطلاقة،‭ ‬وعندما‭ ‬سألته‭ ‬عن‭ ‬كيفية‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كشف‭ ‬لي‭ ‬أن‭ ‬أباه‭ ‬كان‭ ‬سفيرا‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وكان‭ ‬يتنقل‭ ‬معه‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬طفلا،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬السر‭ ‬وراء‭ ‬اتقانه‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭.‬

وأشار‭ ‬السيد‭ ‬فوزي‭ ‬كانو‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬وعددا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تحرص‭ ‬قبل‭ ‬انتداب‭ ‬سفرائها‭ ‬إلى‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬إرسالهم‭ ‬إلى‭ ‬مدارس‭ ‬متخصصة‭ ‬حتى‭ ‬يتعلموا‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬اللغة‭ ‬العربية،‭ ‬ولكن‭ ‬كيفية‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬وشعوبه‭.‬

ومع‭ ‬وصول‭ ‬الدكتور‭ ‬الهندي‭ ‬‮«‬داوي‮»‬‭ ‬طرح‭ ‬عليه‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالحسين‭ ‬العصفور‭ ‬سؤالا‭ ‬عن‭ ‬أسباب‭ ‬عدم‭ ‬تعلمه‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إقامته‭ ‬الطويلة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬فتعلل‭ ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬مدارس‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬تعليم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭.‬

وعلّق‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬الشعب‭ ‬الهندي‭ ‬من‭ ‬أقل‭ ‬الشعوب‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬اللغات،‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الصينيين‭ ‬هم‭ ‬أكثر‭ ‬المقبلين‭ ‬على‭ ‬تعلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وخاصة‭ ‬العاملين‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬السلك‭ ‬الدبلوماسي،‭ ‬وكذلك‭ ‬اليابانيون‭.‬

وذكر‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬عودته‭ ‬من‭ ‬نيويورك‭ ‬التقى‭ ‬على‭ ‬الطائرة‭ ‬مع‭ ‬شخص‭ ‬ياباني‭ ‬قال‭ ‬له‭ ‬إنهم‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬اليابان‭ ‬على‭ ‬ترجمة‭ ‬كتب‭ ‬الفيلسوف‭ ‬والمؤرخ‭ ‬ابن‭ ‬خلدون،‭ ‬لأنهم‭ ‬وجدوا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬قلمه‭ ‬كان‭ ‬نظيفا‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬التعصب‭ ‬المذهبي‭ ‬والديني،‭ ‬وكتابه‭ ‬‮«‬مقدمة‭ ‬ابن‭ ‬خلدون‮»‬‭ ‬هو‭ ‬أعظم‭ ‬كتاب‭ ‬لفهم‭ ‬الإنسان‭. ‬

وأشار‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬القرب‭ ‬الجغرافي‭ ‬للهند‭ ‬مع‭ ‬الخليج‭ ‬فإن‭ ‬رغبتهم‭ ‬في‭ ‬تعلم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬كانت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬محدودة‭.‬

واتفق‭ ‬معه‭ ‬إبراهيم‭ ‬زينل‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التقارب‭ ‬التجاري‭ ‬والثقافي‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬والخليج‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المجتمعات‭ ‬الهندية‭ ‬يتحدثون‭ ‬العربية‭ ‬وينطبق‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬السفراء‭ ‬الهنود‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬منطقتنا،‭ ‬وعلى‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬كالصين‭.‬

سفينة‭ ‬الحوار‭ ‬ترسو

قبل‭ ‬نهاية‭ ‬اللقاء،‭ ‬رست‭ ‬سفينة‭ ‬الحوار‭ ‬في‭ ‬فرضتها‭ ‬الأخيرة،‭ ‬إذ‭ ‬دار‭ ‬نقاش‭ ‬طويل‭ ‬حول‭ ‬ملف‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬عندما‭ ‬تساءل‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬غذاء‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أعلنتها‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬ممتلكات‮»‬‭ ‬مؤخرا،‭ ‬وكيف‭ ‬ستعمل؟

فأجاب‭ ‬إبراهيم‭ ‬زينل‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬خطوة‭ ‬جاءت‭ ‬متأخرة،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تؤسس‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تخطيط‭ ‬متكامل،‭ ‬لأن‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬قضية‭ ‬حيوية،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كنا‭ ‬نسمع‭ ‬‮«‬جعجعة‭ ‬كثيرة‭ ‬ولا‭ ‬نرى‭ ‬طحنا‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬كثر‭ ‬الحديث‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬عن‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬خطوات‭ ‬ملموسة‭.‬

وأضاف‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬سياسة‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل،‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬نغرسه‭ ‬اليوم‭ ‬سنقطف‭ ‬ثماره‭ ‬بعد‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وضع‭ ‬أساس‭ ‬صلب‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬الكامل‭ ‬ذاتيا،‭ ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬تقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الخارج‭ ‬نوعا‭ ‬ما‭.‬

وأشار‭ ‬زينل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإشكالية‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬هي‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬مساحات‭ ‬الأرض‭ ‬الكافية‭ ‬لتغطية‭ ‬معايير‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬مساحات‭ ‬لمزارع‭ ‬المواشي‭ ‬والأبقار،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يجعلنا‭ ‬الدولة‭ ‬الخليجية‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬لديها‭ ‬‮«‬ألبان‭ ‬طازجة‮»‬،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬ملف‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬صدر‭ ‬الأولويات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬الميزانيات‭ ‬اللازمة‭ ‬له،‭ ‬متسائلا‭ ‬هل‭ ‬تنوي‭ ‬الدولة‭ ‬ضخ‭ ‬ميزانيات‭ ‬لهذا‭ ‬الملف؟

وتابع‭ ‬زينل‭ ‬أن‭ ‬إنشاء‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬غذاء‮»‬‭ ‬خطوة‭ ‬إيجابية،‭ ‬إذ‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬جهة‭ ‬لديها‭ ‬القوة‭ ‬اللازمة‭ ‬لتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الخارج،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الاستزراع‭ ‬السمكي‭ ‬وتربية‭ ‬المواشي‭ ‬وإنتاج‭ ‬الألبان‭ ‬وتربية‭ ‬الدواجن،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬لقطاع‭ ‬الغذاء،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬رسوم‭ ‬المشاريع‭ ‬الزراعية‭ ‬والغذائية‭ ‬بنفس‭ ‬قدر‭ ‬المشاريع‭ ‬الأخرى‭.‬

بدوره‭ ‬أكد‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬أهمية‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬بما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬إمكانيات‭ ‬هائلة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأراضي،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التنسيق‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬لا‭ ‬مناص‭ ‬منها،‭ ‬ولنا‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬سنغافورة‭ ‬المثال‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬إذ‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬ماليزيا‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬غذائها‭.‬

واتفق‭ ‬إبراهيم‭ ‬زينل‭ ‬معه‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬أمر‭ ‬جيد،‭ ‬ولكنني‭ ‬لا‭ ‬أؤمن‭ ‬بأن‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬من‭ ‬الخارج،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬أمن‭ ‬غذائي‭ ‬بدرجات‭ ‬متفاوتة،‭ ‬فدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬أسست‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬الأغذية‮»‬‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬ولديهم‭ ‬مطاحن‭ ‬وإنتاج‭ ‬دواجن‭ ‬وألبان،‭ ‬وهناك‭ ‬مشاركة‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭.‬

وحذّر‭ ‬أنور‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التخلف‭ ‬عن‭ ‬ركب‭ ‬هذا‭ ‬المضمار‭ ‬له‭ ‬عواقب‭ ‬غير‭ ‬حميدة،‭ ‬فبريطانيا‭ ‬التي‭ ‬تملك‭ ‬المساحات‭ ‬الشاسعة‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬والمياه‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬دولة‭ ‬زراعية،‭ ‬وتعاني‭ ‬نقصا‭ ‬في‭ ‬المنتجات‭ ‬الزراعية‭ ‬حتى‭ ‬إنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬لديها‭ ‬‮«‬خس‭ ‬وخضراوات‭ ‬وقمح‮»‬‭.‬

وقال‭ ‬عبدالرحمن‭: ‬لذا‭ ‬فإنني‭ ‬أقول‭ ‬إنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننسق‭ ‬علاقاتنا‭ ‬مع‭ ‬جيراننا‭ ‬وخاصة‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬أراض‭.‬

وأوضح‭ ‬إبراهيم‭ ‬زينل‭ ‬أن‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وهي‭ ‬الأرز‭ ‬والسكر‭ ‬والطحين‭ ‬والزيوت‭ ‬النباتية‭ ‬والعلف‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إنتاجها‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بسبب‭ ‬قلة‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬السعودية‭ ‬كانت‭ ‬تقوم‭ ‬بزراعة‭ ‬القمح‭ ‬محليا‭ ‬وتقدم‭ ‬دعما‭ ‬للمزارع‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬طن‭ ‬قمح‭ ‬يزرعه،‭ ‬وعندما‭ ‬زار‭ ‬وزير‭ ‬الزراعة‭ ‬الأمريكي‭ ‬السعودية‭ ‬قال‭ ‬لهم‭ ‬إنكم‭ ‬تبعثرون‭ ‬أموالكم،‭ ‬وإنه‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬توريد‭ ‬القمح‭ ‬للسعودية‭ ‬بأسعار‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬مبالغ‭ ‬الدعم‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬المملكة‭ ‬للمزارعين،‭ ‬فأجابوه‭ ‬أن‭ ‬الهدف‭ ‬الأساسي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬هو‭ ‬إدخال‭ ‬ثقافة‭ ‬الزراعة‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالأرض‭ ‬في‭ ‬وعي‭ ‬المستثمر‭ ‬السعودي‭ ‬ليدخل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تنشيط‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬بالمملكة‭ ‬الشقيقة،‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬تنتج‭ ‬كل‭ ‬الخضراوات‭ ‬والفواكه،‭ ‬وتوقفت‭ ‬عن‭ ‬زراعة‭ ‬القمح‭ ‬بسبب‭ ‬احتياجه‭ ‬إلى‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬فقط‭.‬

وتداخل‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالحسين‭ ‬العصفور‭ ‬قائلا‭ ‬إنه‭ ‬مع‭ ‬قلة‭ ‬المساحات‭ ‬المزروعة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المزارعين‭ ‬البحرينيين‭ ‬نجحوا‭.‬

وعقّب‭ ‬هاني‭ ‬العصفور‭ ‬قائلا‭ ‬إنه‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬أنماط‭ ‬الزراعة‭ ‬العمودية‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يدعم‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ ‬‮«‬تمكين‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الزراعات‭ ‬لزيادة‭ ‬الإنتاج‭ ‬الزراعي‭ ‬منها،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬دعم‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الزراعية‭ ‬المتطورة‭.‬

وجدد‭ ‬إبراهيم‭ ‬زينل‭ ‬تأكيده‭ ‬أن‭ ‬توفير‭ ‬الميزانية‭ ‬اللازمة‭ ‬لشركة‭ ‬‮«‬غذاء‮»‬‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أولوية،‭ ‬وألا‭ ‬نتسرع‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬المردود‭ ‬الآني‭ ‬منها،‭ ‬لأن‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والزراعة‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬غذاء‮»‬‭ ‬ستضم‭ ‬الشركات‭ ‬المعنية‭ ‬بالغذاء‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬الدولة‭ ‬حصصا‭ ‬فيها،‭ ‬وهي‭ ‬شركة‭ ‬المطاحن‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬الدولة‭ ‬حصة‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬67‭%‬،‭ ‬والعامة‭ ‬للدواجن‭ ‬ودلمون‭ ‬للدواجن،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬الطحين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬هو‭ ‬الأرخص‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬كيس‭ ‬الطحين‭ ‬50‭ ‬كيلو‭ ‬فيها‭ ‬بدينارين‭ ‬فقط؛‭ ‬لأن‭ ‬الدولة‭ ‬تدعمه‭ ‬بشكل‭ ‬سخي‭.‬

وردا‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬من‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬عن‭ ‬أولويات‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬غذاء‮»‬‭ ‬الوليدة،‭ ‬أكد‭ ‬إبراهيم‭ ‬زينل‭ ‬أهمية‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬تنفيذها‭ ‬وعليها‭ ‬طلب،‭ ‬وهي‭ ‬الدواجن‭ ‬وتربية‭ ‬المواشي‭ ‬والاستزراع‭ ‬السمكي‭ ‬وإنتاج‭ ‬الألبان،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المحاصيل‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬إنتاجها‭ ‬بالطرق‭ ‬الجديدة،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬جانبا‭ ‬آخر‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬مساحات‭ ‬تخزين‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل‭ ‬‮«‬الصوامع‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لدينا‭ ‬صوامع‭ ‬تستوعب‭ ‬تخزين‭ ‬القمح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬أشهر‭ ‬أو‭ ‬سنة؛‭ ‬لأن‭ ‬القمح‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬معبرا‭ ‬عن‭ ‬تطلعه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تركز‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬غذاء‮»‬‭ ‬على‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬باستثمارات‭ ‬مشتركة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توفير‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬لذلك،‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ‬للمشاريع‭ ‬الغذائية‭ ‬ودعم‭ ‬الخدمات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها،‭ ‬لأن‭ ‬أي‭ ‬مشروعات‭ ‬للأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬تتطلب‭ ‬أراضا‭ ‬وبنية‭ ‬تحتية‭ ‬ميسرة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الطرق‭ ‬أو‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭.‬

وأوضح‭ ‬زينل‭ ‬أن‭ ‬توافر‭ ‬الأراضي‭ ‬والبنية‭ ‬الأساسية‭ ‬والسعر‭ ‬غير‭ ‬التجاري‭ ‬للخدمات‭ ‬عوامل‭ ‬تحفز‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬المستثمر‭ ‬المحلي‭ ‬أو‭ ‬الأجنبي،‭ ‬ونحن‭ ‬كقطاع‭ ‬خاص‭ ‬نبحث‭ ‬عن‭ ‬الأراضي‭ ‬لإقامة‭ ‬المشاريع‭ ‬الغذائية،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬السوق‭ ‬البحريني‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يشكل‭ ‬عنصر‭ ‬جذب‭ ‬للاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الغذائي،‭ ‬ولكن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتوسع‭ ‬في‭ ‬التنسيق‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الخليجي‭ ‬والأشقاء‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭.‬

وشدد‭ ‬إبراهيم‭ ‬زينل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬يده‭ ‬ممدودة‭ ‬للتعاون‭ ‬مع‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬غذاء‮»‬‭ ‬لأننا‭ ‬نعتبرها‭ ‬خطوة‭ ‬أولى‭ ‬وإيجابية،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬خطة‭ ‬كاملة‭ ‬لعمل‭ ‬هذه‭ ‬الشركة‭ ‬تتضمن‭ ‬وجود‭ ‬ميزانية‭ ‬كافية،‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استقطاب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المنشودة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭.‬

بدوره،‭ ‬قال‭ ‬سامي‭ ‬محمد‭ ‬زينل‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬الشركة‭ ‬العامة‭ ‬للدواجن‭ ‬عضو‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬غذاء‮»‬‭ ‬الجديدة‭ ‬إن‭ ‬الشركة‭ ‬العامة‭ ‬للدواجن‭ ‬أجرت‭ ‬توسعة‭ ‬جديدة‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬تغطية‭ ‬45‭%‬‭ ‬من‭ ‬إإنتاج‭ ‬الدواجن‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي،‭ ‬وكشف‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬خطة‭ ‬لتوسعة‭ ‬جديدة‭ ‬للشركة،‭ ‬معبرا‭ ‬عن‭ ‬ثقته‭ ‬باستمرارية‭ ‬العمل‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬بالمملكة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا