الأمم المتحدة – الوكالات: بعد أكثر من خمسة أشهر على بدء العدوان الإسرائيلي على غزة تبنّى مجلس الأمن الدولي أمس قرارا يطالب بـوقف فوري لإطلاق النار، وهو مطلب سبق أن عطلته الولايات المتحدة مرّات عدّة لكنّها امتنعت هذه المرة عن التصويت عليه، ما يعني ضغطا إضافيا على حليفتها إسرائيل.
وفي تطور لافت، أكدت مقررة الامم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيزي في تقرير سترفعه اليوم إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف أن «الطبيعة الساحقة والحجم الهائل للهجوم الإسرائيلي على غزة، والدمار الذي ألحقه بمقومات الحياة، تكشف نية للقضاء على الفلسطينيين جسديا بصفتهم مجموعة».
ويطالب القرار الذي تمّ تبنّيه بغالبية 14 صوتا مؤيّدا وامتناع عضو واحد عن التصويت بـ«وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان» الذي بدأ قبل أسبوعين، على أنّ «يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم». كما يدعو إلى «الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن».
ورحبت حركة حماس بالقرار، مؤكدة استعدادها «للانخراط في عملية تبادل للأسرى فورا تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين».
كما رحبت به منظمة التحرير الفلسطينية ودعت «إلى وقف دائم لهذه الحرب الإجرامية وانسحاب إسرائيل الفوري من القطاع».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو جوتيريش إن الفشل في تنفيذ القرار «سيكون أمراً لا يُغتفر».
وعبرت إسرائيل عن استيائها من امتناع واشنطن عن استخدام حق النقض (الفيتو) والسماح بتبني مجلس الأمن القرار.
وعدلت إسرائيل عن إرسال وفد إلى واشنطن التي اعتبرت امتناعها عن التصويت «تراجعاً واضحاً عن الموقف الأمريكي الثابت منذ بداية الحرب» بعد أن أحبطت عدة مشاريع قرارات غير مواتية لحليفتها.
وقال وزير دفاعها يوآف جالانت في واشنطن: «ليس لدينا مبرر أخلاقي لوقف الحرب ما دام هناك رهائن في غزة».
ومع صدور قرار مجلس الأمن واصلت إسرائيل شن غاراتها مستهدفة خان يونس ومدينة غزة، وفق شهود، قبل قليل من موعد الإفطار.
وفي مدينة رفح حيث يتكدس 1.5 مليون شخص معظمهم نزحوا من الشمال هربا من الحرب والجوع لم يغير صدور القرار واقعهم المرير فيما هم يبحثون عن لقمة يكسرون بها صيامهم.
وقال النازح من خان يونس بلال عواد (63 عاما): «يجب أن تلتزم إسرائيل بالقوة (بوقف إطلاق النار). يكفي... الحرب مضى عليها ستة أشهر واسرائيل تقتل الأبرياء، أطفالاً ونساءً بدون انذار وهذا أمام (أنظار) أمريكا».
ولكن قاسم مقداد (74 عاما) النازح مثله قال إن «إسرائيل لا تبالي بقرارات مجلس الأمن ولا الجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية. فهي تتحدى كل العالم». وأضاف: «لا نأمل أن توافق إسرائيل على هذا القرار لأنها ضربت بعرض الحائط قرارات كثيرة».
وقال إيهاب العصار (60 عاماً) النازح من تل الهوى بمدينة غزة إن «القرار جاء متأخراً، بعد ستة أشهر من المجازر والإبادة والتهجير. الشعب الفلسطيني سئم هذه الحرب ومن حقه أن يعيش بكرامة وبسلام».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك