عمان – الوكالات: دافع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمس عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مؤكدا أنها «بصيص النور الوحيد لملايين» اللاجئين الفلسطينيين و«شريان حياة للأمل والكرامة» وسلبها سيكون «أمرا قاسيا لايمكن استيعابه».
وقال جوتيريش في مؤتمر صحفي في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمان: «يجب علينا أن نسعى جاهدين للحفاظ على تدفق الخدمات الفريدة من نوعها التي تقدمها الأونروا لأن ذلك يبقي الأمل حيا، وفي عالم مظلم، فإن الأونروا هي بصيص النور الوحيد للملايين من الناس».
وأتى التصريح فيما أعلنت الأونروا ان إسرائيل منعتها نهائيا من توصيل مساعدات إلى شمال قطاع غزة الذي بات على حافة المجاعة.
وأضاف جوتيريش: «هنا في الأردن، ولكن أيضا في سوريا، وفي لبنان – وبطبيعة الحال، في الضفة الغربية المحتلة وغزة – تمثل الأونروا شريان حياة للأمل والكرامة. أرى هذا الأمل هنا، والآن، أكثر من أي وقت مضى، يجب ألا ننزع هذا الأمل».
تأسست الوكالة العام 1949، وهي تدير مدارس وتقدم مساعدات حيوية لملايين اللاجئين الفلسطينيين في الاردن ولبنان وسوريا والاراضي المحتلة. وتوظف نحو ثلاثين ألف شخص معظمهم فلسطينيون. وأوضح جوتيريش أن «الأونروا تساهم بشكل عميق في تعزيز التماسك الاجتماعي وتعزيز الاستقرار وبناء السلام، تخيلوا لو تم سلب كل ذلك، إنه أمر قاس ولا يمكن استيعابه، وخاصة ونحن نكرم 171 امرأة ورجلا من العاملين في الأونروا الذين قتلوا في غزة، وهو أكبر عدد من الوفيات بين موظفي الأمم المتحدة في تاريخنا».
وحول قيام إسرائيل بمنع وصول المساعدات إلى شمال قطاع غزة الذي بات على حافة المجاعة، قال جوتيريش في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي: إن «قرار عدم السماح لقوافل مساعدات الأونروا بالذهاب إلى شمال غزة، حيث لدينا وضع مأسوي هو أمر غير مقبول على الإطلاق». وأكد أن «من الضروري للغاية الحصول على إمدادات ضخمة من المساعدات الإنسانية الآن، وهذا يعني فتح المزيد من نقاط الدخول» إلى غزة.
من جهته، حذر الصفدي من أن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح ستؤدي إلى «حدوث مذبحة أخرى» في القطاع المحاصر. واضاف: «لا يمكننا أن نسمح لمجموعة من الوزراء المتطرفين والعنصريين بأن يحكموا على المنطقة بمزيد من الصراع والمزيد من الحرب. ولا يمكننا أن نسمح لهم بالقتل من دون عقاب».
واوضح الصفدي إنه «بدلا من إرسال السلاح إلى إسرائيل يجب إرسال الوفود للضغط عليها لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية»، مشيرا إلى ان «غزة أصبحت مقبرة مفتوحة للأطفال».
من جانب آخر، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال استقباله جوتيريش في قصر الحسينية في عمان «أهمية وقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري ودائم، وتمكين سكانها من العودة إلى بيوتهم»، بحسب ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي.
وشدد على «ضرورة التحرك الفوري والعاجل للمجتمع الدولي للحد من الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة». واضاف أن «الأردن يبذل قصارى جهوده لإيصال المساعدات الإنسانية بكل الطرق المتاحة برا وجوا إلى سكان غزة، وينسق بشكل وثيق مع مختلف المنظمات الأممية والكثير من دول العالم لتعزيز الاستجابة الإنسانية».
وجدد الملك موقف بلاده «الرافض لتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية»، محذرا من «العنف الذي يمارسه المستوطنون المتطرفون بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية والانتهاكات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية بالقدس».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك