العدد : ١٦٩٨٢ - الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٨٢ - الجمعة ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ١٧ ربيع الأول ١٤٤٦هـ

الصفحة الأخيرة

ينبذها المجتمع.. فهل ينتشر الاحتفال بالطلاق خليجياً؟

الأحد ١١ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

الطلاق‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬يمثل‭ ‬الحزن‭ ‬وليس‭ ‬الفرح‭ ‬فهو‭ ‬معول‭ ‬هدم‭ ‬للأسرة‭ ‬وشتات‭ ‬لأفرادها

تكون‭ ‬حفلة‭ ‬الطلاق‭ ‬انتقاماً‭ ‬للذات‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬انتقاماً‭ ‬من‭ ‬الآخر،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬طلقت‭ ‬وهي‭ ‬مظلومة‭ ‬أو‭ ‬ندمت‭ ‬بعد‭ ‬طلاقها‭ ‬ولا‭ ‬تريد‭ ‬تذكر‭ ‬يوم‭ ‬طلاقها،‭ ‬الطلاق‭ ‬يحدث‭ ‬بعد‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬الاختيار‭ ‬والحوار‭ ‬والتواصل‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الابتهاج‭ ‬والاحتفال‭ ‬بالطلاق‭ ‬يخالف‭ ‬بشكل‭ ‬جذري‭ ‬ثقافة‭ ‬وطبيعة‭ ‬المجتمع‭ ‬الخليجي،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬أخذ‭ ‬يشهد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬إقامة‭ ‬حفلات‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بالطلاق‭!‬

بحسب‭ ‬البحث‭ ‬الذي‭ ‬أجراه‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬الخليج‭ ‬أونلاين‮»‬‭ ‬القطري‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الحفلات‭ ‬مختلفة‭ ‬بحسب‭ ‬تفضيلات‭ ‬الأفراد‭ ‬وظروف‭ ‬الطلاق‭ ‬نفسها؛‭ ‬ففي‭ ‬البعض‭ ‬منها،‭ ‬تقام‭ ‬حفلات‭ ‬داخل‭ ‬قاعات‭ ‬خاصة‭ ‬تجمع‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬لتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬للشخص‭ ‬المنفصل،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭  ‬منها‭ ‬تقام‭ ‬داخل‭ ‬المنازل‭ ‬ويكون‭ ‬فيها‭ ‬عدد‭ ‬المدعوين‭ ‬محدوداً‭.‬

وتشهد‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحفلات‭ ‬إقامة‭ ‬الولائم‭ ‬رفقة‭ ‬حفل‭ ‬بهيج،‭ ‬تتخلله‭ ‬الموسيقى‭ ‬والأغاني‭ ‬وتوزيع‭ ‬الهدايا،‭ ‬وتوثق‭ ‬في‭ ‬منشورات‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭.‬

لكن‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬في‭ ‬الثقافة‭ ‬الخليجية،‭ ‬يعدّ‭ ‬الطلاق‭ ‬موضوعاً‭ ‬حساساً،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مصدراً‭ ‬للإحراج‭ ‬للأطراف‭ ‬المعنية،‭ ‬لذا‭ ‬يفضل‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬الابتعاد‭ ‬عن‭ ‬إقامة‭ ‬حفلات‭ ‬الطلاق‭ ‬بشكل‭ ‬علني‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الطلاق‭ ‬مريحاً‭ ‬لهم‭.‬

وبشكل‭ ‬عام‭ ‬أيضاً،‭ ‬تتمسك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العائلات‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬بالتقاليد‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والدينية،‭ ‬ودائماً‭ ‬ما‭ ‬ينصاعون‭ ‬لتوجيهات‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالطلاق‭ ‬والتعاطي‭ ‬معه‭.‬

‭.. ‬وتعليق‭ ‬من‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬

تتسم‭ ‬المجتمعات‭ ‬العربية‭ ‬عموما‭ ‬والخليجية‭ ‬خاصة،‭ ‬بإعلاء‭ ‬قيمة‭ ‬الأسرة‭ ‬باعتبارها‭ ‬أساس‭ ‬المجتمع،‭ ‬وذلك‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬تعاليم‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي،‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الزواج‭ ‬أساسه‭ ‬المودة‭ ‬والرحمة‭ ‬بين‭ ‬الزوجين،‭ ‬وعندما‭ ‬يستحيل‭ ‬العيش‭ ‬بينهما‭ ‬تطبق‭ ‬قاعدة‭ ‬‮«‬إِمْسَاكٌ‭ ‬بِمَعْرُوفٍ‭ ‬أَوْ‭ ‬تَسْرِيحٌ‭ ‬بِإِحْسَانٍ‮»‬،‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬الطلاق‭ ‬وسيلة‭ ‬لحماية‭ ‬طرفي‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية‭ ‬من‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬مشكلات‭ ‬تهدد‭ ‬مفهوم‭ ‬الأسرة‭.‬

ولكن‭ ‬من‭ ‬الظواهر‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬للأسرة‭ ‬الخليجية،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬بات‭ ‬يستغل‭ ‬رابط‭ ‬الزوجية‭ ‬لإعاقة‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة،‭ ‬مستغلين‭ ‬طول‭ ‬أمد‭ ‬التقاضي‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬الشرعية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬هدر‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬عمر‭ ‬المرأة،‭ ‬وهي‭ ‬عالقة‭ ‬بين‭ ‬قاعات‭ ‬المحاكم‭ ‬الشرعية،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬نراه‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬حفلات‭ ‬للطلاق،‭ ‬هو‭ ‬انعكاس‭ ‬لحالات‭ ‬الكبت‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬النساء‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬الخلاص‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القيد‭ ‬الذي‭ ‬يعيق‭ ‬حياتها‭.‬

هذه‭ ‬مؤشرات‭ ‬تلزم‭ ‬المجتمعات‭ ‬الخليجية‭ ‬والقائمين‭ ‬على‭ ‬القضاء‭ ‬الشرعي‭ ‬فيها‭ ‬بمراجعة‭ ‬الذات،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الناجزة‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬الطلاق‭ ‬والرؤية‭ ‬والحضانة،‭ ‬باعتبارها‭ ‬إحدى‭ ‬الوسائل‭ ‬والضمانات‭ ‬التي‭ ‬تحمي‭ ‬القيم‭ ‬الأسرية‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا