العدد : ١٦٨٤٩ - الجمعة ١٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٤٩ - الجمعة ١٠ مايو ٢٠٢٤ م، الموافق ٠٢ ذو القعدة ١٤٤٥هـ

قضـايــا وحـــوادث

خطف أنثى ثم ادعى أنه كان في حالة سكر..
«التمييز»: حالة السكر لا تعفي من المسؤولية الجنائية

السبت ١٠ فبراير ٢٠٢٤ - 02:00

أكدت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الغيبوبة‭ ‬المانعة‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‮»‬‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬ناشئة‭ ‬عن‭ ‬عقاقير‭ ‬مخدرة‭ ‬تناولها‭ ‬الجاني‭ ‬قهرا‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬علم‭ ‬بحقيقة‭ ‬أمرها،‭ ‬وأن‭ ‬من‭ ‬يتناول‭ ‬مادة‭ ‬مخدرة‭ ‬أو‭ ‬مسكرة‭ ‬مختارا‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬علم‭ ‬بحقيقة‭ ‬أمرها‭ ‬يكون‭ ‬مسؤولا‭ ‬عن‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬منه‭ ‬تحت‭ ‬تأثيرها‭ ‬والقانون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬يجري‭ ‬عليه‭ ‬حكم‭ ‬المدرك‭ ‬التام‭ ‬الإدراك،‭ ‬الذي‭ ‬يتوافر‭ ‬معه‭ ‬القصد‭ ‬الجنائي‭ ‬لديه‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها،‭ ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬حيثيات‭ ‬رفضها‭ ‬طعنا‭ ‬لرجل‭ ‬عربي‭ ‬الجنسية‭ ‬محكوم‭ ‬بالسجن‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬مع‭ ‬الإبعاد‭. ‬

وتعود‭ ‬تفاصيل‭ ‬الواقعة‭ ‬إلى‭ ‬نشوب‭ ‬خلاف‭ ‬بين‭ ‬المتهم‭ ‬وحبيبته‭ ‬السابقة،‭ ‬فشرع‭ ‬في‭ ‬خطفها‭ ‬بواسطة‭ ‬مشرط‭ ‬معدني‭ ‬وهددها‭ ‬بالقتل‭ ‬بوضع‭ ‬تلك‭ ‬الأداة‭ ‬على‭ ‬رقبتها‭ ‬وأجبرها‭ ‬على‭ ‬الصعود‭ ‬الى‭ ‬سيارته‭ ‬وقادها‭ ‬200‭ ‬متر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬مقاومته‭ ‬والقاء‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬السيارة‭ ‬مسببا‭ ‬لها‭ ‬إصابات‭ ‬متفرقة،‭ ‬وقد‭ ‬أُدين‭ ‬بالحبس‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المحكمة‭ ‬الكبرى‭ ‬الجنائية‭ ‬مع‭ ‬الابعاد‭ ‬النهائي،‭ ‬وتأييد‭ ‬الحكم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬محكمة‭ ‬الاستئناف،‭ ‬وقد‭ ‬طعن‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬دفعا‭ ‬بأنه‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬سُكر‭ ‬ولا‭ ‬يعي‭ ‬أفعاله‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬أكدت‭ ‬ثبوت‭ ‬الفعل‭ ‬المادي‭ ‬للخطف‭ ‬وتوافر‭ ‬ركن‭ ‬الإكراه‭ ‬والقصد‭ ‬الجنائي،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يثيره‭ ‬الطاعن‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬سكر‭ ‬عند‭ ‬مقارفة‭ ‬الجريمة‭ ‬مردودا‭ ‬بأنه‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬الحكم‭ ‬قد‭ ‬اثبت‭ ‬أن‭ ‬الطاعن‭ ‬تناول‭ ‬المسكر‭ ‬باختياره‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يجادل‭ ‬الطاعن‭ ‬فيه‭ ‬بوجه‭ ‬الطعن،‭ ‬فإنه‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬يعيب‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬عدم‭ ‬بحث‭ ‬درجة‭ ‬هذا‭ ‬السكر‭ ‬الاختياري‭ ‬ومبلغ‭ ‬تأثيره‭ ‬في‭ ‬إدراكه‭ ‬وشعوره‭ ‬في‭ ‬صدد‭ ‬جريمة‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬خطف‭ ‬انثى‭ ‬باستعمال‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬أدين‭ ‬بها‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬القانون‭ ‬لا‭ ‬يستلزم‭ ‬فيها‭ ‬قصدا‭ ‬خاصا‭ ‬اكتفاء‭ ‬بالقصد‭ ‬العام‭ ‬لعدم‭ ‬جدوى‭ ‬هذا‭ ‬البحث‭.‬

وقالت‭ ‬إن‭ ‬الأصل‭ - ‬على‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬به‭ ‬قضاء‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ - ‬أن‭ ‬الغيبوبة‭ ‬المانعة‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬على‭ ‬مقتضى‭ ‬المادة‭ ‬34‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬ناشئة‭ ‬عن‭ ‬عقاقير‭ ‬مخدرة‭ ‬تناولها‭ ‬الجاني‭ ‬قهرا‭ ‬عنه‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬علم‭ ‬بحقيقة‭ ‬أمرها،‭ ‬ومفهوم‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬يتناول‭ ‬مادة‭ ‬مخدرة‭ ‬أو‭ ‬مسكرة‭ ‬مختارا‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬علم‭ ‬بحقيقة‭ ‬أمرها‭ ‬يكون‭ ‬مسؤولا‭ ‬عن‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬منه‭ ‬تحت‭ ‬تأثيرها،‭ ‬فالقانون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬يجري‭ ‬عليه‭ ‬حكم‭ ‬المدرك‭ ‬التام‭ ‬الإدراك‭ ‬مما‭ ‬ينبني‭ ‬عليه‭ ‬توافر‭ ‬القصد‭ ‬الجنائي‭ ‬لديه‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬ذات‭ ‬القصد‭ ‬العام،‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يثيره‭ ‬الطاعن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬محل‭.‬

وأشارت‭ ‬أن‭ ‬لمحكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬أن‭ ‬تستمد‭ ‬اقتناعها‭ ‬بثبوت‭ ‬الجريمة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬تطمئن‭ ‬اليه‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الدليل‭ ‬له‭ ‬مأخذه‭ ‬الصحيح‭ ‬من‭ ‬الأوراق‭ ‬وأن‭ ‬من‭ ‬حقها‭ ‬أن‭ ‬تستخلص‭ ‬من‭ ‬أقوال‭ ‬الشهود‭ ‬وسائر‭ ‬العناصر‭ ‬المطروحة‭ ‬أمامها‭ ‬على‭ ‬بساط‭ ‬البحث‭ ‬الصورة‭ ‬الصحيحة‭ ‬لواقعة‭ ‬الدعوى‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إليه‭ ‬اقتناعها‭ ‬وأن‭ ‬تطرح‭ ‬ما‭ ‬يخالفها‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬أخرى‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬استخلاصها‭ ‬سائغا‭ ‬مستندا‭ ‬إلى‭ ‬أدلة‭ ‬مقبولة‭ ‬في‭ ‬العقل‭ ‬والمنطق‭ ‬ولها‭ ‬أصلها‭ ‬الثابت‭ ‬في‭ ‬الأوراق،‭ ‬وأن‭ ‬وزن‭ ‬أقوال‭ ‬الشهود‭ ‬وتقدير‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬يؤدون‭ ‬فيها‭ ‬شهادتهم‭ ‬وتعويل‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬أقوالهم‭ ‬مهما‭ ‬وجه‭ ‬اليها‭ ‬من‭ ‬مطاعن‭ ‬وحام‭ ‬حولها‭ ‬من‭ ‬الشبهات‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬مرجعه‭ ‬إلى‭ ‬محكمة‭ ‬الموضوع‭ ‬تنزله‭ ‬المنزلة‭ ‬التي‭ ‬تراها‭ ‬وتقدره‭ ‬التقدير‭ ‬الذي‭ ‬تطمئن‭ ‬إليه‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا