العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٦ - السبت ٢٧ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٨ شوّال ١٤٤٥هـ

مقالات

عائلة كانو نموذج للشراكة المجتمعية

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ٢٨ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء

تعزيزاً‭ ‬لحقوق‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬المواطنين،‭ ‬كفل‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬58‭ ‬لسنة‭ ‬2009‭ ‬الحماية‭ ‬والرعاية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الدولة‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭ ‬حياة‭ ‬كريمة،‭ ‬واعتمدت‭ ‬وزارة‭ ‬التنمية‭ ‬برنامجاً‭ ‬مُلهماً‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬قيمة‭ ‬الانسان‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬عمل‭ ‬ولا‭ ‬نشاط‭ ‬مجتمعي‭ ‬له،‭ ‬فيكفل‭ ‬البرنامج‭ ‬استقبال‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الصباحية‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬نهارية‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬أماكن‭ ‬إقامتهم‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬بحيث‭ ‬يلتقي‭ ‬فيها‭ ‬الكبار‭ ‬صباحاً،‭ ‬وتلتزم‭ ‬دور‭ ‬الرعاية‭ ‬بتقديم‭ ‬برامج‭ ‬مختلفة‭ ‬يستفيد‭ ‬منها‭ ‬الحضور،‭ ‬مع‭ ‬تقديم‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والصحية‭ ‬والنفسية‭ ‬والترفيهية‭ ‬الملائمة‭ ‬لهم،‭ ‬كما‭ ‬تستثمر‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬الخبرات‭ ‬التي‭ ‬يملكها‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬منها‭. ‬

ويُشكّل‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬دعماً‭ ‬إيجابياً‭ ‬للكبار‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬الجيل‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة،‭ ‬بحيث‭ ‬يوفر‭ ‬لهم‭ ‬بيئة‭ ‬تهيئ‭ ‬اندماجهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وقضاء‭ ‬وقت‭ ‬مفيد‭ ‬ومثمر‭ ‬بصحبة‭ ‬أقرانهم‭ ‬وتمنحهم‭ ‬الشعور‭ ‬بالاهتمام‭ ‬وعدم‭ ‬الإقصاء،‭ ‬وتقوم‭ ‬وزارة‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بالإشراف‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تشغيل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬النهارية‭ ‬لرعاية‭ ‬الوالدين،‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭.‬

وهنا‭ ‬يلعب‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ومنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬دوراً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬وما‭ ‬حداني‭ ‬إلى‭ ‬التطرق‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬الإنساني‭ ‬المتحضر‭ ‬المهم،‭ ‬هو‭ ‬أنني‭ ‬شهدت‭ ‬مؤخراً‭ ‬حفل‭ ‬افتتاح‭ ‬نادي‭ ‬ابراهيم‭ ‬خليل‭ ‬كانو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للوالدين‭ ‬بالمحرق،‭ ‬بحضور‭ ‬كريم‭ ‬من‭ ‬رعاة‭ ‬هذه‭ ‬الدار‭ ‬النهارية‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬الوجيه‭ ‬فؤاد‭ ‬كانو‭ ‬والوجيه‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬ابراهيم‭ ‬كانو‭ ‬باعتبارهم‭ ‬ممثلين‭ ‬للجهة‭ ‬التي‭ ‬تحملت‭ ‬كلفة‭ ‬تمويل‭ ‬بناء‭ ‬النادي‭ ‬مادياً،‭ ‬وبحضور‭ ‬ممثل‭ ‬الوجيه‭ ‬الكويتي‭ ‬شيخان‭ ‬الفارسي‭ ‬كداعم‭ ‬دائم‭ ‬للنادي،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬الحفل‭ ‬برعاية‭ ‬وزير‭ ‬التنمية‭ ‬الاجتماعية‭. ‬

ما‭ ‬يهمني‭ ‬الإشارة‭ ‬إليه‭ ‬هنا،‭ ‬هو‭ ‬أهمية‭ ‬دعم‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وبالذات‭ ‬الشركات‭ ‬العائلية‭ ‬للخدمات‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬والمواطن‭ ‬جنباً‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الحكومة،‭ ‬باعتبار‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬لمسات‭ ‬العرفان‭ ‬والشراكة‭ ‬المجتمعية‭ ‬التي‭ ‬يحثّ‭ ‬عليها‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬مبدأ‭ ‬التكافل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬

وانه‭ ‬من‭ ‬المشهود‭ ‬لعائلة‭ ‬كانو‭ ‬الكرام‭ ‬عنايتهم‭ ‬بدعم‭ ‬الخدمات‭ ‬المجتمعية‭ ‬المختلفة،‭ ‬فلا‭ ‬تكاد‭ ‬تخلو‭ ‬منطقة‭ ‬من‭ ‬صرح‭ ‬صحي‭ ‬أو‭ ‬ثقافي‭ ‬أو‭ ‬اجتماعي‭ ‬وغيره‭ ‬إلا‭ ‬وجدت‭ ‬عليه‭ ‬اسم‭ ‬أحد‭ ‬افراد‭ ‬عائلة‭ ‬كانو‭ ‬منهم‭ ‬السيدة‭ ‬الفضلى‭ ‬صفية‭ ‬كانو‭. ‬

وقد‭ ‬أعاد‭ ‬ذاك‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬ذاكرتي‭ ‬كلمات‭ ‬تقدير‭ ‬واعتزاز‭ ‬سمعتها‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬والدي‭ -‬رحمه‭ ‬الله‭- ‬عن‭ ‬سخاء‭ ‬وكرم‭ ‬وثقافة‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬الوجيه‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬جاسم‭ ‬كانو‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬ومازال‭ ‬راعياً‭ ‬للملتقى‭ ‬الثقافي‭ ‬الأهلي‭ ( ‬مركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬حالياً‭)‬،‭ ‬عندما‭ ‬علم‭ ‬والدي‭ ‬بانضمامي‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬الثقافية،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬كانو‭ ‬كان‭ ‬داعماً‭ ‬للأنشطة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬نادي‭ ‬قلالي،‭ ‬وقت‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬والدي‭ ‬رئيساً‭ ‬له،‭ ‬بل‭ ‬وأنا‭ ‬أعلم‭ ‬بشكل‭ ‬شخصي‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬له‭ ‬ولد‭ ‬وكان‭ ‬يُردد‭ ‬على‭ ‬مسامعنا‭ ‬دائماً‭ ‬بأن‭ ‬الملتقى‭ ‬الثقافي‭ ‬هو‭ ‬ابني‭ ‬وأن‭ ‬مدرسة‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الدولية‭ ‬هي‭ ‬ابنتي،‭ ‬وكان‭ ‬حريصا‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬جميع‭ ‬أنشطة‭ ‬الملتقى‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬أيامه‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وقت‭ ‬اشتداد‭ ‬المرض‭ ‬عليه،‭ ‬حيث‭ ‬تصحبه‭ ‬ممرضته‭ ‬الخاصة،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬أوصى‭ ‬باستمرار‭ ‬دعم‭ ‬الملتقى‭ ‬الثقافي‭ ‬الأهلي‭ ‬بعد‭ ‬وفاته،‭ ‬وتكريماً‭ ‬لذكره‭ ‬العطر،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تغيير‭ ‬اسم‭ ‬الملتقى‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي،‭ ‬فرحمة‭ ‬الله‭ ‬الواسعة‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬الوجيه‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬والعمر‭ ‬المديد‭ ‬لبقية‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬الكريمة‭ ‬الذين‭ ‬أوفوا‭ ‬بهذا‭ ‬العهد‭ ‬فساهموا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬صرح‭ ‬ثقافي‭ ‬لمركز‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬كانو‭ ‬الثقافي‭ ‬بكلفة‭ ‬عالية،‭ ‬وليس‭ ‬هذا‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬امتدت‭ ‬آثار‭ ‬سخائهم‭ ‬وشراكتهم‭ ‬المجتمعية‭ ‬لتعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والثقافية‭ ‬والمدنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬المراكز‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليمية‭ ‬والدينية‭ ‬والثقافية‭ ‬بجانب‭ ‬دورهم‭ ‬المهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬للمملكة‭ ‬كشركات‭ ‬عائلية‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬فبوركتم‭ ‬وبوركت‭ ‬جهودكم‭ ‬وجعلها‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬موازين‭ ‬حسنات‭ ‬جميع‭ ‬أفراد‭ ‬عائلة‭ ‬كانو‭ ‬الكرام‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا