العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

العدد : ١٦٨٣٧ - الأحد ٢٨ أبريل ٢٠٢٤ م، الموافق ١٩ شوّال ١٤٤٥هـ

مقالات

البحرين ومصر علاقات مُتَجذِّرة وشراكة لمستقبل أفضل

بقلم: فوزية بنت عبدالله زينل

الاثنين ٠١ يناير ٢٠٢٤ - 02:00

على‭ ‬دروب‭ ‬الخير‭ ‬والعطاء‭.. ‬ودروب‭ ‬العزة‭ ‬والمجد‭.. ‬احتفلت‭ ‬بلادي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬ديسمبر‭ ‬بأعيادها‭ ‬الوطنية،‭ ‬وذكرى‭ ‬تولي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لمقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬وما‭ ‬يصاحبها‭ ‬من‭ ‬مناسبات‭ ‬وطنية‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬الغالية‭ ‬لأعيادنا‭ ‬الوطنية،‭ ‬نحتفي‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز،‭ ‬بما‭ ‬بلغته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬سامية‭ ‬بمواقفها‭ ‬الراسخة‭ ‬وعطائها‭ ‬المستمر‭ ‬لمنطقتها‭ ‬وللأمة‭ ‬العربية‭ ‬والعالم‭ ‬بأسره‭. ‬وتتويج‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬المتواصلة‭ ‬حققت‭ ‬فيها‭ ‬بلادي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أعوام‭ ‬طويلة‭ ‬التقدم‭ ‬والنماء‭ ‬والازدهار‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬للشعب‭ ‬البحريني‭ ‬بفضل‭ ‬التوجيهات‭ ‬السديدة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وبدعم‭ ‬ومساندة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬حيث‭ ‬تمكنت‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬إنجازات‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬والتنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬مما‭ ‬جعلها‭ ‬تتبوأ‭ ‬مرتبة‭ ‬متقدمة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬إنجازاتها‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬والميادين‭ ‬كافة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭.‬

عبر‭ ‬السنوات،‭ ‬يبقى‭ ‬وطني‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬القوة‭ ‬النابضة‭ ‬والمنارة‭ ‬التي‭ ‬تُشِعُّ‭ ‬للإنسانية‭ ‬بقيم‭ ‬السلام‭ ‬والتعايش‭ ‬الإنساني‭ ‬واحترام‭ ‬الآخر،‭ ‬لتكون‭ ‬رسالة‭ ‬المملكة‭ ‬نابضة‭ ‬بكل‭ ‬المقومات‭ ‬الوجدانية‭ ‬التي‭ ‬تنتصر‭ ‬لأسمى‭ ‬معاني‭ ‬الخير‭ ‬والوئام،‭ ‬وتكون‭ ‬رايتها‭ ‬خفاقة‭ ‬في‭ ‬العلياء‭ ‬بحكمة‭ ‬قائدنا‭ ‬وعزيمة‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬المخلصين‭.‬

لقد‭ ‬استطاعت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عبر‭ ‬الزمن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأرض‭ ‬الحاضنة‭ ‬للجميع‭ ‬من‭ ‬مشارق‭ ‬الأرض‭ ‬ومغاربها‭ ‬للتنعّم‭ ‬بالعيش‭ ‬الآمن‭ ‬المستقر‭ ‬دون‭ ‬تمييز،‭ ‬ونجحت‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬السلام‭ ‬والدعوة‭ ‬إليه‭ ‬نهجها‭ ‬الراسخ‭ ‬وخيارها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الثابت‭ ‬الذي‭ ‬ينتصر‭ ‬لمبدأ‭ ‬‮«‬الأخوة‭ ‬الإنسانية‮»‬‭ ‬ونبذ‭ ‬الخلافات،‭ ‬والقبول‭ ‬بالاختلافات،‭ ‬وتبني‭ ‬لغة‭ ‬الحوار‭ ‬والدبلوماسية،‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والمحبة‭ ‬بشكل‭ ‬حضاري‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬قيم‭ ‬وأصالة‭ ‬ووعي‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬الكرام‭.‬

وبِمَرِّ‭ ‬السنين،‭ ‬تزداد‭ ‬أصالة‭ ‬وعراقة‭ ‬وريادة‭ ‬بلادي‭ ‬البحرين،‭ ‬ورفعة‭ ‬أبنائها،‭ ‬و‮«‬ستبقى‭ ‬متمسكة‭ ‬بإرثها‭ ‬التاريخي‭ ‬العظيم‭ ‬والذي‭ ‬يجسد‭ ‬كل‭ ‬معاني‭ ‬الإنسانية‭ ‬وقيم‭ ‬العدالة‭ ‬والحق‭ ‬والمحبة‭ ‬بين‭ ‬الجميع‮»‬،‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات‭ ‬التي‭ ‬أكد‭ ‬بها‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬الثوابت‭ ‬الراسخة‭ ‬لنهج‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬وصون‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬باعتبارها‭ ‬جزءًا‭ ‬أصيلًا‭ ‬من‭ ‬تاريخها‭ ‬الحضاري‭ ‬والإنساني‭ ‬الذي‭ ‬نهض‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬وقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والعدالة‭ ‬منذ‭ ‬القدم،‭ ‬وجعل‭ ‬منها‭ ‬منارة‭ ‬وملتقى‭ ‬للحضارات‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬الثقافات‭ ‬والأديان‭.‬

فعلى‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة،‭ ‬تسير‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وفق‭ ‬خطط‭ ‬استراتيجية‭ ‬مدروسة‭ ‬تمتد‭ ‬لمستقبل‭ ‬بعيد‭ ‬الأمد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬2030‭ ‬والتي‭ ‬تضع‭ ‬توجهات‭ ‬ورؤى‭ ‬البحرين‭ ‬التنموية‭ ‬للمستقبل،‭ ‬تلك‭ ‬الرؤية‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬أطلقها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2008،‭ ‬وكان‭ ‬هدفها‭ ‬الأعلى‭ ‬هو‭ ‬رفاهية‭ ‬وازدهار‭ ‬ونماء‭ ‬وتقدم‭ ‬ورفعة‭ ‬البلاد‭ ‬والشعب‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭.‬

إن‭ ‬المتابع‭ ‬لمسيرة‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬المصرية،‭ ‬يدرك‭ ‬أن‭ ‬الرؤى‭ ‬والأهداف‭ ‬والتطلعات‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬تتلاقى‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬والمواقف‭ ‬المختلفة،‭ ‬ليُكتب‭ ‬في‭ ‬صدر‭ ‬التاريخ‭ ‬بحروف‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬المميزة‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بينهما‭ ‬وُجِدَت‭ ‬لِتَتَجَذَّر‭ ‬وتَتَعَمَّق‭ ‬يومًا‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬قيادتي‭ ‬الشعبين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬ويمثل‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬محل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬لنا‭ ‬جميعًا،‭ ‬ولي‭ ‬شخصيًا‭ ‬بحكم‭ ‬أنني‭ ‬سفيرة‭ ‬لبلادي‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬أرض‭ ‬الكنانة‭.‬

‭ ‬ولقد‭ ‬عبر‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى،‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬الثابت‭ ‬خلال‭ ‬إحدى‭ ‬كلماته،‭ ‬عندما‭ ‬قال‭: ‬‮«‬‭.. ‬ويكفينا‭ ‬فخرًا‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬بلدينا‭ ‬مهدًا‭ ‬لحضارتين‭ ‬عريقتين‭ ‬نجحتا‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬وتقديم‭ ‬نموذج‭ ‬متميز‭ ‬في‭ ‬الاعتدال‭ ‬والانفتاح‭ ‬والتحضر‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع،‭ ‬وسيبقى‭ ‬لمصر‭ ‬وأهلها‭ ‬مكانة‭ ‬عظيمة‭ ‬في‭ ‬عقولنا‭ ‬وقلوبنا‭ ‬فهي‭ ‬أرض‭ ‬الكنانة‭ ‬والسلام‭ ‬والأمان‮»‬‭.‬

لقد‭ ‬مثل‭ ‬انعقاد‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأول‭ ‬للجنة‭ ‬الحكومية‭ ‬المصرية‭ ‬البحرينية‭ ‬للتعاون‭ ‬التجاري‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والعلمي‭ ‬والتكنولوجي،‭ ‬مؤخرًا،‭ ‬دليلًا‭ ‬على‭ ‬حرص‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬والشراكات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بالتوافق‭ ‬على‭ ‬15‭ ‬مبادرة‭ ‬للتعاون‭ ‬المشترك‭ ‬و13‭ ‬مذكرة‭ ‬تفاهم،‭ ‬تمهيدًا‭ ‬لتوقيعها،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬بمثابة‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬عزم‭ ‬البلدين‭ ‬الأكيد‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬آفاق‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬بما‭ ‬يعود‭ ‬بالخير‭ ‬والنفع‭ ‬للبلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الشقيقين،‭ ‬إننا‭ ‬ونحن‭ ‬نحتفل‭ ‬بأعياد‭ ‬المملكة‭ ‬الوطنية‭ ‬مستظلين‭ ‬بقيادة‭ ‬حكيمة‭ ‬وشعب‭ ‬يلتف‭ ‬حول‭ ‬قيادته،‭ ‬نتطلع‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الشقيقة‭ ‬مصر‭ ‬‮«‬يدنا‭ ‬في‭ ‬يدكم‮»‬‭ ‬لتبقى‭ ‬دائمًا‭ ‬في‭ ‬القلب،‭ ‬ويظل‭ ‬تاريخها‭ ‬العريق‭ ‬ودورها‭ ‬المحوري‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬متجدد‭ ‬وعنصر‭ ‬قوة‭ ‬واستقرار‭ ‬لشعبها‭ ‬وأمتها‭ ‬العربية‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا