باريس - (رويترز): قال وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو أمس الثلاثاء إن حاملة الطائرات الهليكوبتر الفرنسية (ديكسمود) رست في مصر، ويمكن أن تبدأ في علاج الأطفال المصابين من غزة في وقت لاحق هذا الأسبوع، في الوقت الذي تتطلع فيه القوى الغربية إلى تكثيف الجهود لتقديم المساعدات للقطاع.
وهذه أول سفينة عسكرية غربية ترسو في مصر منذ بدء الصراع، ورست أمس الاثنين في العريش على بعد 50 كيلومترا إلى الغرب من غزة، وهي نقطة تشكل الآن مركزا للمساعدات الدولية للقطاع. ويأتي وصول السفينة وسط هدنة في القتال بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) لإطلاق سراح رهائن إسرائيليين اختطفهم مسلحو حماس خلال هجوم في السابع من أكتوبر مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وأتاح وقف إطلاق النار المؤقت الفرصة لإيصال المزيد من المساعدات إلى غزة وإطلاق عمليات لإجلاء مدنيين جرحى. وقال ليكورنو لإذاعة أوروبا 1: «لدينا هذه السفينة، التي تحولت إلى مستشفى ووصلت أمس. بها 40 سريرا»، مضيفا أنه يأمل أن تبدأ في استقبال المرضى هذا الأسبوع.
وجرت تهيئة القدرات الطبية للسفينة ديكسمود لإنشاء قوة طبية عسكرية مدنية، ولا سيما في طب الأطفال. وبوجود غرفتي عمليات و40 سريرا، يمكن للمستشفى علاج المصابين بإصابات خفيفة قبل نقلهم إلى مستشفيات على الأرض. ووفرت السلطات 50 سريرا في فرنسا، تحت الطلب، للمصابين بجروح خطرة والأطفال المرضى في غزة، وهو ما يمكن أن يشمل مرضى السرطان.
وبمجرد علاجهم على متن سفينة ديكسمود سيتعين نقل الأطفال إلى مستشفيات أكبر في مصر أو مستشفيات ميدانية في غزة حتى يتسنى رعاية المزيد من المرضى. وقال مسؤولون فرنسيون إن السفينة بها نحو 22 طبيبا مدنيا، من بينهم 16 جراحا وستة أطباء متخصصين في طب أطفال.
وذكرت مصر أنها يمكن أن تدمج الأطفال في نظامها الطبي، لكنها طلبت من فرنسا المزيد من المعدات المتخصصة والتمويل، حسبما قال مسؤولون. وقال ليكورنو إن فريقا من سبعة مسؤولين عسكريين فرنسيين يتواصل مع السلطات المصرية والإسرائيلية بشأن الترتيبات. وسيتطلب الأمر أولا الحصول على تصريح من مصر وإسرائيل، بالإضافة إلى فحص خلفيات البالغين المرافقين للأطفال.
ويأتي نشر حاملة الطائرات الهليكوبتر بعد تردد وأخطاء سياسية عرضت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتقادات في الداخل، حيث يتصرف بحرص شديد في بلد يضم أكبر عدد من السكان المسلمين واليهود في الاتحاد الأوروبي. ونفى مسؤولون فرنسيون ذلك قائلين إن باريس تتطلع إلى قيادة تحالف إنساني وإقناع آخرين بإرسال أصول عسكرية إلى المنطقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك