بنفس الطريقة، ولكن العيش مع نوع من اضطرابات طيف التوحد عادةً ما يتوقع المجتمع من جميع أفراده أن يكونوا متماثلين ليعيشوا جميعاً .
قد يجعل الفرد يعاني من التقدم في الحياة لأن المجتمع غير مصمم ليتناسب مع مختلف الاحتياجات والأجسام.
الترويح هو مساحةٌ حرة لتنمية الذات ولتحقيق الحرية الضرورية للجميع، ولذلك فإن وقت الراحة الذي يقضى مع العائلة وفي الأنشطة الترويحية الثقافية والرياضية يُلبي الاحتياجات الأساسية للخروج عن المألوف والقيام باكتشافات ُمتجددة، فهي تعمل على تنمية المهارات الحسية والحركية والتواصل، حيث توفر انفتاحا على العالم مما يعزز قدرة الناس على التكيف. فيمكن مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على عيش حياة مرضية مع المستوى المناسب من الدعم والفهم لمشاكلهم.
غالبا ما يمثل إبقاء الطفل المصاب بالتوحد مشغولا بشكل يومي تحديا حقيقيا للآباء، وذلك لأنه من الصعب العثور على أنشطة تبقي الأطفال المصابين بالتوحد مشغولين طوال يومهم. فبحث الآباء عن الأمور التي يهتم بها الطفل قد تساعد في إشغال وقتهم كتقديم أنشطة تثير اهتمام الطفل بحيث تتعلق باهتماماته أو مهاراته. أيضا مقابلة شخص أخصائي بالأطفال المتوحدين وأخذ استشارته بشأن ما تتميز به هذه الفئة سوف يساعد على اختيار الأنشطة المناسبة، وقراءة الكتب والبحث عن الأمور التي توضح بالتفصيل سلوكياتهم. واختيار الأنشطة التي تقدمها جمعيات متخصصة بالمتوحدين وهناك العديد منها. كما يفضل تقديم أنشطة متنوعة حتى لا يشعر الطفل بالملل، نظرا لقصر وقت تركيزه.
الأنشطة الترويحية لها تأثير إيجابي حيث تحسن المهارات الحركية وتساعد على التركيز والتواصل الاجتماعي وتقلل المشاكل السلوكية والعاطفية وترفع من الأداء الأكاديمي، كما تشجع الأطفال المصابين بالتوحد على تعلم الأدوار الاجتماعية بما في ذلك لعب الأدوار، والتواصل اللفظي وغير اللفظي وذلك لأنهم يواجهون صعوبة في التفاعل أو اللعب أو التواصل مع الآخرين.
من الأنشطة الترويحية الرياضية المناسبة للأطفال المصابين بالتوحد، تسلق الجدار، ومن إيجابيات هذا النشاط أنه يحسن المرونة والتناسق في عضلات الجسم والقدرة على التحمل، كما يعزز الشعور بالثقة بالنفس ويقلل من الشعور بالتوتر، أيضا ركوب الخيل حيث يعتبر نوعا من العلاجات لتحفيز القدرات العاطفية والحسية والحركية والمهارات الاجتماعية، وهناك أيضا السباحة والألعاب المائية والمشي والتنزه والرحلات الخارجية والجمباز واليوغا والعديد من الأنشطة.
وقد وعى المجتمع أهمية الأنشطة الترويحية لهذه الفئة مما سمح بإنشاء جمعيات للترويح مخصصة للمتوحدين، وكما لم يقتصر المجتمع فقط على إنشاء الجمعيات، بل اهتمت الجامعات كجامعة البحرين وبالخصوص كلية التربية الرياضية فيها بإقرار مادة التربية الترويحية نظرا لأهمية الأنشطة الترويحية في المجتمعات وما لها من فوائد، حيث يُعلم هذا المقرر الطلبة كيفية ممارسة الأنشطة الترويحية واعدادها بما يناسب المجتمع ومختلف الفئات التي فيه.
الخلاصة أن الترويح الرياضي يوفر فرصا مهمة للمتوحدين للتعلم والاندماج مع المجتمع، ويساعدهم على الاستمتاع وتحسين نمط حياتهم وتمضية الوقت فيما يفيدهم وبالتالي شعورهم بالسعادة في الحياة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك