العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٥٥ - الاثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٠١ جمادى الآخر ١٤٤٦هـ

مقالات

الشعر في نصرة فلسطين

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء،

يقال‭ ‬بأن‭ ‬القبائل‭ ‬العربية‭ ‬كانت‭ ‬توقد‭ ‬ناراً‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬قمة‭ ‬في‭ ‬محيطها‭ ‬للإعلان‭ ‬عن‭ ‬بروز‭ ‬موهبة‭ ‬شعرية‭ ‬لديها‭ ‬وإنباء‭ ‬القبائل‭ ‬الأخرى‭ ‬بأنه‭ ‬قد‭ ‬وُلد‭ ‬لديها‭ ‬شاعر،‭ ‬فللشعر‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬في‭ ‬تأريخ‭ ‬الأحداث‭ ‬وحثّ‭ ‬الهمم‭ ‬وتوثيق‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياة‭ ‬محيط‭ ‬الشاعر‭ ‬وحِفظ‭ ‬ثقافته‭ ‬لذلك‭ ‬سُمّي‭ ‬بديوان‭ ‬العرب،‭ ‬والحقيقة‭ ‬بأنه‭ ‬ديوان‭ ‬الإنسانية‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الأثر‭ ‬الذي‭ ‬تركته‭ ‬أشعار‭ ‬غير‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬شعراء‭ ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬العرب‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬مثل‭ ‬شكسبير‭ ‬وعمر‭ ‬الخيام‭ ‬وطاغور‭.. ‬الخ‭.‬

فللشعر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬إيقاد‭ ‬الحروب‭ ‬وربما‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬أوزارها،‭ ‬لذلك‭ ‬يُصبح‭ ‬الشاعر‭ ‬عند‭ ‬القبائل‭ ‬العربية‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬لقبيلته‭ ‬وربما‭ ‬قد‭ ‬يذيع‭ ‬صيتها‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يذيع‭ ‬صيت‭ ‬شاعرها،‭ ‬وفي‭ ‬التاريخ‭ ‬شواهد‭ ‬على‭ ‬أسماء‭ ‬كثيرة‭ ‬كانت‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬لقبائلها‭.‬

ومن‭ ‬ذكرياتي‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالشعر‭  ‬والتي‭ ‬أودّ‭ ‬مشاركتكم‭ ‬إياها‭ ‬وهي‭ ‬تتعلق‭ ‬باعتباري‭ ‬شاعرة‭ ‬أيضاً،‭ ‬أنه‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬الدعاية‭ ‬الانتخابية‭ ‬لانتخابات‭ ‬عام‭ ‬2022‭ (‬ويعلم‭ ‬الكثير‭ ‬بأنني‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬ترشحت‭ ‬عن‭ ‬الدائرة‭ ‬الخامسة‭ ‬بالمحرق‭)‬،‭ ‬حاول‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬اقناعي‭  ‬بضرورة‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬كتابة‭ ‬الشعر‭  ‬لأنها‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬حظوظي‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي،‭ ‬وأعترف‭ ‬بأنني‭ ‬مستمعة‭ ‬جيدة،‭ ‬ولكني‭ ‬أيضاً‭ ‬لا‭ ‬آخذ‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أسمعه‭ ‬على‭ ‬عواهنه،‭ ‬وبأن‭ ‬بعض‭ ‬ما‭ ‬اسمعه‭ ‬قد‭ ( ‬يدخل‭ ‬من‭ ‬هذي‭ ‬الإذن‭ ‬ويطلع‭ ‬من‭ ‬الإذن‭ ‬الثانية‭) ‬كما‭ ‬نقول‭ ‬بعاميتنا‭ ‬الجميلة‭ ‬اذا‭ ‬اختلف‭ ‬مع‭ ‬أفكاري‭ ‬التي‭ ‬أجد‭ ‬فيها‭ ‬خيراً،‭ ‬لأنني‭ ‬مقتنعة‭ ‬تماماً‭ ‬بأن‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬كتابة‭ ‬الشعر‭ ‬والإبداع‭ ‬فيه‭ ‬هو‭ ‬موهبة‭  ‬وهبة‭ ‬من‭ ‬هبات‭ ‬القدر،‭ ‬وبأنه‭ ‬لا‭ ‬مفرّ‭ ‬للإنسان‭ ‬من‭ ‬أقداره،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬اكتساب‭ ‬لقب‭ ‬شاعر‭ ‬هو‭ ‬مطمح‭ ‬يتمناه‭ ‬الكثير،‭ ‬حتى‭ ‬ابتلي‭ ‬الشعر‭ ‬ببعض‭ ‬الدخلاء‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬ناقة‭ ‬لهم‭ ‬فيه‭ ‬ولا‭ ‬جمل،‭ ‬فقط‭ ‬لأجل‭ ‬أن‭ ‬يُقال‭ ‬عنهم‭ ‬شاعر‭ ‬أو‭ ‬شاعرة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الشعر‭ ‬يكتبه‭ ‬الملوك‭ ‬والأمراء‭ ‬ولم‭ ‬ينتقص‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مكانتهم‭ ‬بل‭ ‬أضاف‭ ‬لها‭ ‬متسّعاً‭ ‬من‭ ‬الجمال‭.‬

وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬السياسي،‭ ‬ما‭ ‬فتئت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬حكومة‭ ‬وشعباً‭ ‬تُولي‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬اهتماماً‭ ‬باعتبارها‭ ‬قضية‭ ‬العرب‭ ‬الأولى‭ ‬وتؤكد‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬أرضه‭ ‬ودولته‭ ‬المستقلة،‭ ‬لذا‭ ‬كان‭ ‬للشعر‭ ‬البحريني‭ ‬وقفة‭ ‬دائمة‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬منذ‭ ‬بداياتها،‭ ‬وما‭ ‬زال‭ ‬يعتبر‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬صور‭ ‬التعبير‭ ‬الشعبية‭ ‬عن‭ ‬التضامن‭ ‬معها،‭ ‬لذا‭ ‬فقد‭ ‬تصاعدت‭ ‬وتيرتيه‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬حافلة‭ ‬بالمهرجانات‭ ‬الخطابية‭ ‬والأمسيات‭ ‬الشعرية‭ ‬التضامنية‭ ‬مع‭ ‬أحداث‭ ‬غزّة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ومع‭ ‬آلام‭ ‬شعبها‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬لا‭ ‬سقف‭ ‬له‭ ‬سوى‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭.‬

فقد‭ ‬حفلت‭ ‬الفعاليات‭ ‬الشعبية‭ ‬البحرينية‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ( ‬طوفان‭ ‬الأقصى‭) ‬بالبرامج‭ ‬التضامنية‭ ‬مع‭ ‬أهل‭ ‬غزّة،‭ ‬فبادر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والمجالس‭ ‬الأهلية‭ ‬بالمشاركة‭ ‬فُرادى‭ ‬وجماعات‭ ‬لنُصرة‭ ‬غزّة‭ ‬وضعف‭ ‬أهلها‭ ‬بالندوات‭ ‬والأمسيات‭ ‬والتجمعات‭ ‬السلمية‭ ‬للوقفات‭ ‬التضامنية،‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬البرامج‭ ‬التضامنية‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬كانت‭ ‬الأمسية‭ ‬الشعرية‭  ‬التي‭ ‬تضمّنها‭ ‬مهرجان‭ ‬التضامن‭ ‬مع‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭  ‬والذي‭ ‬أقامها‭ ‬نادي‭ ‬العروبة‭ ‬العريق‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ (‬غزّة‭ ‬تنتصر‭ ‬بالدم‭ ‬والقلم‭)  ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬شعراء‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬البارزين،‭ ‬إذ‭ ‬من‭ ‬المعلوم‭ ‬بأن‭ ‬للكلمة‭ ‬أثر‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الأثر‭ ‬معنوياً،‭ ‬وبأنه‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬بأنها‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬وسيلة‭ ‬للتغيير،‭ ‬ونكون‭ ‬بذلك‭ ‬قد‭ ‬أوفينا‭ ‬ما‭ ‬أمرنا‭ ‬به‭ ‬الحديث‭ ‬النبوي‭ ‬الشريف‭: ( ‬من‭ ‬رأى‭ ‬منكم‭ ‬مُنكراً‭ ‬فليغيّره‭ ‬بيده،‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬فبلسانه،‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬فبقلبه‭ ‬وذلك‭ ‬أضعف‭ ‬الإيمان‭).‬

نسأل‭ ‬الله‭ ‬السلامة‭ ‬والطمأنينة‭ ‬لفلسطين‭ ‬وأهلها‭ ‬وإن‭ ‬ينصرهم‭ ‬الله‭ ‬فلا‭ ‬غالب‭ ‬لهم،‭ ‬وأننا‭ ‬مؤمنون‭ ‬بأن‭ ‬فلسطين‭ ‬هي‭ ‬وعد‭ ‬الله‭ ‬الحق،‭ ‬وأن‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يخلف‭ ‬وعده‭. ‬

ومضة‭ ‬شعر*

ويا‭ ‬بِلادي‭ ‬نحن‭ ‬طوفان‭ ‬

من‭ ‬الأقصى،‭ ‬إلى‭ ‬النصرِ

وبنا‭ ‬تنهضُ‭ ‬من‭ ‬بُستانِ‭ ‬الغضبِ،‭ ‬

يزُفُها‭ ‬الياسمين‭ ‬

عروس‭ ‬اسمُها‭ ‬فلسطين

 

Hanadi‭_‬aljowder@hotmail‭.‬com‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا