العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

قضـايــا وحـــوادث

«التمييز» تؤكد مبدأ دستوريا مهما..
تقرير اللجان الطبية للأخطاء المهنية فني وغير ملزم للقاضي

الثلاثاء ٠٣ أكتوبر ٢٠٢٣ - 02:00

أقرت براءة طبيبتين من التسبب في وفاة جنين لعدم ثبوت الأدلة


أكدت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬مبدأ‭ ‬دستوريا‭ ‬يشدد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تقرير‭ ‬اللجنة‭ ‬الطبية‭ ‬لتقرير‭ ‬الأخطاء‭ ‬المهنية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬لمزاولي‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬البشري‭ ‬لا‭ ‬يعدو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تقريرا‭ ‬فنيا‭ ‬غير‭ ‬ملزم‭ ‬للقاضي‭ ‬ولا‭ ‬يصادر‭ ‬سلطته‭ ‬وحريته‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬المستمد‭ ‬منه،‭ ‬وله‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عقيدته‭ ‬في‭ ‬النزاع‭ ‬المعروض‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الدليل‭ ‬الذي‭ ‬يطمئن‭ ‬إليه‭. ‬جاء‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬حيثيات‭ ‬إقرار‭ ‬المحكمة‭ ‬لبراءة‭ ‬طبيبتين‭ ‬من‭ ‬تسببهما‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬جنين‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رجح‭ ‬التقرير‭ ‬الخطأ‭ ‬الطبي‭ ‬سببا‭ ‬للوفاة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يؤكدها‭.‬

وكانت‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬أحالت‭ ‬الطبيبتين‭ ‬إلى‭ ‬المحكمة‭ ‬الصغرى‭ ‬الجنائية‭ ‬الخامسة‭ ‬بتهمتين،‭ ‬الأولى‭ ‬وهي‭ ‬التسبب‭ ‬بخطئهما‭ ‬في‭ ‬وفاة‭ ‬الجنين‭ ‬نتيجة‭ ‬إخلالهما‭ ‬بما‭ ‬تفرضه‭ ‬عليهما‭ ‬أصول‭ ‬مهنتهما،‭ ‬كما‭ ‬تسببا‭ ‬في‭ ‬المساس‭ ‬بسلامة‭ ‬جسم‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬الأم‮»‬،‭ ‬وارتكنت‭ ‬تدليلا‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬تقريري‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬لتنظيم‭ ‬المهن‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬واللذين‭ ‬انتهيا‭ ‬لوجود‭ ‬خطأ‭ ‬طبي‭ ‬من‭ ‬المتهمتين‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬قدرتهما‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬تخطيط‭ ‬نبض‭ ‬الجنين‭ ‬بصورة‭ ‬صحيحة‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬اختناقه‭ ‬وقصور‭ ‬الأكسجين‭ ‬لديه‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬ساعتين‭.‬

وقالت‭ ‬محكمة‭ ‬أول‭ ‬درجة‭ ‬في‭ ‬حكمها‭ ‬ببراءة‭ ‬الطبيبتين‭ ‬لعدم‭ ‬اطمئنان‭ ‬المحكمة‭ ‬إلى‭ ‬الأدلة‭ ‬وخلو‭ ‬أوراق‭ ‬الدعوى‭ ‬من‭ ‬دليل‭ ‬يصح‭ ‬معه‭ ‬إدانتهما،‭ ‬وأوضحت‭ ‬المحكمة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الجريمة‭ ‬محل‭ ‬البند‭ ‬ثانياً‭ ‬أن‭ ‬أوراق‭ ‬الدعوى‭ ‬خلت‭ ‬تماماً‭ ‬مما‭ ‬يفيد‭ ‬تعرض‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬‮«‬الأم‮»‬‭ ‬لثمة‭ ‬إصابة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الواقعة‭ ‬محل‭ ‬الدعوى‭ ‬ولم‭ ‬يعزز‭ ‬ذلك‭ ‬الاتهام‭ ‬ثمة‭ ‬أقوال‭ ‬أو‭ ‬شهادة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬من‭ ‬أطراف‭ ‬الدعوى‭ ‬وبما‭ ‬فيهم‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تفد‭ ‬بأنها‭ ‬تعرضت‭ ‬لإصابة‭ ‬أثناء‭ ‬عملية‭ ‬الولادة‭ ‬وجاءت‭ ‬التقارير‭ ‬الفنية‭ ‬كذلك‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬ثمة‭ ‬تطرق‭ ‬لتعرض‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬لأية‭ ‬إصابة،‭ ‬فطعنت‭ ‬النيابة‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬بالاستئناف‭ ‬حيث‭ ‬أيدت‭ ‬المحكمة‭ ‬حكم‭ ‬أول‭ ‬درجة،‭ ‬فطعنت‭ ‬عليه‭ ‬بالتمييز‭.‬

وأشارت‭ ‬محكمة‭ ‬التمييز‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تأسيس‭ ‬إدانة‭ ‬المتهمتين‭ ‬ومعاقبتهما‭ ‬على‭ ‬ظن‭ ‬واحتمال،‭ ‬يتعارض‭ ‬مع‭ ‬الأحكام‭ ‬الجنائية،‭ ‬ولكي‭ ‬تجزم‭ ‬المحكمة‭ ‬بوجود‭ ‬خطأ‭ ‬طبي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المتهمتين‭ ‬للقضاء‭ ‬بإدانتهما،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تفصح‭ ‬الأوراق‭ ‬أن‭ ‬إتيانهما‭ ‬فعلا‭ ‬ماديا‭ ‬أو‭ ‬الامتناع‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬عمل‭ ‬واجب‭ ‬عليهما،‭ ‬قد‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬الوفاة‭ ‬للمولود‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬دخول‭ ‬المجني‭ ‬عليها‭ ‬غرفة‭ ‬العمليات‭ ‬وإجراء‭ ‬عملية‭ ‬الولادة‭ ‬للجنين‭ ‬الذي‭ ‬توفي‭ ‬في‭ ‬حينه‭ ‬يكون‭ ‬قد‭ ‬تداخلت‭ ‬عدة‭ ‬عوامل‭ ‬أخرى‭ ‬أو‭ ‬إجراءات‭ ‬صحية‭ ‬لم‭ ‬تفصح‭ ‬عنها‭ ‬الأوراق‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬والقائمين‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬التوليد‭ ‬أو‭ ‬العناية‭ ‬المبدئية‭ ‬بالطفل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يساور‭ ‬وجدان‭ ‬المحكمة‭ ‬الشك‭ ‬في‭ ‬توافر‭ ‬علاقة‭ ‬السببية‭ ‬بين‭ ‬الخطأ‭ ‬والنتيجة‭.‬

وأشارت‭ ‬أن‭ ‬تقرير‭ ‬اللجنة‭ ‬‮«‬مرجحاً‮»‬‭ ‬لسبب‭ ‬موت‭ ‬الطفل‭ ‬لا‭ ‬جازماً‭ ‬به،‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يتصور‭ ‬معه‭ ‬التعويل‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬إدانة‭ ‬المتهمتين،‭ ‬وإن‭ ‬الأحكام‭ ‬الجنائية‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬الجزم‭ ‬واليقين‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬الظن‭ ‬والتخمين،‭ ‬ودليل‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬ثبت‭ ‬بتقرير‭ ‬اللجنة‭ ‬الفنية‭ ‬لتقرير‭ ‬الأخطاء‭ ‬المهنية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬لمزاولي‭ ‬مهنة‭ ‬الطب‭ ‬البشري‭ ‬وتحديداً‭ ‬بالبند‭ ‬رقم‭ ‬6‭ ‬بالصفحة‭ ‬التاسعة‭ ‬منه‭ ‬أنه‭ ‬بمناقشة‭ ‬الحالة‭ ‬مع‭ ‬الخبراء‭ ‬الفنيين‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬أن‭ ‬الأرجح‭ ‬أن‭ ‬موت‭ ‬الطفل‭ ‬قد‭ ‬حدث‭ ‬لسبب‭ ‬إهمال‭ ‬تخطيط‭ ‬نبض‭ ‬الجنين‭ ‬غير‭ ‬الطبيعي‭ ‬خلال‭ ‬الثلاث‭ ‬ساعات‭ ‬الماضية‭ ‬قبل‭ ‬ولادة‭ ‬الجنين‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا