نيويورك - (وكالات الأنباء): ألقى قائدا طرفي الصراع في السودان خطابين متباينين أمام الأمم المتحدة يوم الخميس الماضي، أحدهما من على المنصة بمقر المنظمة في نيويورك والآخر عبر تسجيل فيديو نادر من مكان غير معلوم.
ودعا قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان المجتمع الدولي إلى تصنيف قوات الدعم السريع شبه العسكرية منظمة إرهابية والتعامل الحاسم مع من يدعمها من خارج حدود السودان.
من جانبه، قال محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع في تسجيل الفيديو إن القوات على استعداد تام لوقف إطلاق النار والدخول في محادثات سياسية شاملة لإنهاء الصراع مع الجيش.
وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن إطلاق شرارة الحرب التي بدأت منتصف أبريل الماضي في الخرطوم وانتقلت إلى مناطق أخرى من البلاد بما في ذلك دارفور في الغرب، مما أدى إلى نزوح أكثر من خمسة ملايين شخص وأثار مخاوف من زعزعة استقرار المنطقة.
ومعظم رسائل حميدتي في الفترة الماضية كانت صوتية، ومكان وجوده مثار تكهنات.
وفي تسجيل الخميس، ظهر حميدتي بالزي العسكري وهو جالس إلى مكتب وخلفه العلم الوطني السوداني بينما يقرأ خطابه. ولمa يكن مكانه واضحا.
وجدد حميدتي الالتزام بعملية سلمية لوقف الحرب، وقال إن قوات الدعم السريع على استعداد تام لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء السودان للسماح بمرور المساعدات الإنسانية وإطلاق محادثات سياسية جادة وشاملة.
وقد فشلت مساع سابقة، تضمنت تأكيدات من الجيش والدعم السريع بتطلعهما إلى حل الصراع وكذلك إعلانات لوقف إطلاق النار من الجانبين، لوقف إراقة الدماء أو لمنع تدهور الأزمة الإنسانية في السودان.
وقال البرهان في خطابه: «مازلنا نمد أيادينا من أجل السلام ومن أجل إيقاف هذه الحرب ورفع المعاناة عن شعبنا»، مضيفا أن الجيش مازال ملتزما بالانسحاب من السياسة في إطار الانتقال إلى حكم مدني.
ودعا في الوقت نفسه إلى تصنيف قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها كمجموعات إرهابية، وقال إنها مدعومة من جهات إقليمية ودولية، من دون أن يحدد أيا منها. وأكد ضرورة «التعامل الحاسم» مع من يدعمها.
واندلعت الحرب بسبب خطط لدمج قوات الدعم السريع رسميا في الجيش في إطار عملية انتقال سياسي، بعد أربع سنوات من الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية.
ويقول شهود إن الجيش يستخدم المدفعية الثقيلة والضربات الجوية التي تتسبب في سقوط ضحايا في المناطق السكنية بالخرطوم ومدن أخرى، كما يقولون إن قوات الدعم السريع ترتكب أعمال نهب وعنف جنسي على نطاق واسع ضد السكان فضلا عن المشاركة في هجمات على أساس عرقي في دارفور.
وسبق أن سعت السعودية والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في السودان، لكن العملية تعثرت وسط مبادرات دولية موازية من إفريقيا والشرق الأوسط.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك