جنيف – الوكالات: ندّدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس بالكلفة الإنسانية الباهظة للحرب الدائرة في غزة، وشجبت الحصار الكامل وغير المقبول الذي تفرضه إسرائيل على دخول المساعدات إلى القطاع الفلسطيني المدمّر.
ويحذر مسؤولون في الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية منذ أسابيع من النقص المتزايد في الوقود والأدوية والغذاء والمياه الصالحة للشرب في القطاع الذي تعتبر المساعدات الإنسانية شريان حياة لسكانه. وتقول وكالات الإغاثة إن الأزمة تفاقمت بسبب منع إسرائيل دخول المساعدات إلى القطاع بشكل تام منذ مطلع مارس.
وقال المدير العام للجنة الدولية بيار كرينبول للصحفيين في جنيف إنه «من غير المقبول منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة». وأضاف أن ذلك «يتعارض بشكل جوهري مع كل ما ينصّ عليه القانون الإنساني الدولي»، مشددا على أن «الأيام القليلة المقبلة ستكون مفصلية».
وأوضح «سيأتي وقت ينفد فيه ما تبقى من الإمدادات الطبية وغيرها من المساعدات».
صرّح كرينبول «ما تقتضيه الضرورة العاجلة في الوقت الراهن هو العودة الفورية إلى وقف إطلاق النار، بهدف تخفيف حدة التوتر والضغط الإنساني».
واعتبر أن «ما تشهده غزة مدعاة لسخطٍ عميق، ولا يمكن تقبّل الكلفة الإنسانية الفادحة لهذا النزاع بأي حال من الأحوال».
وأضاف «بصراحة، إن كانت هذه هي ملامح الحروب المستقبلية، فعلينا جميعا أن نشعر بالذعر، وينبغي أن نعي أن ما يجري يهدد جوهر إنسانيتنا».
وبحسب تقارير، تسعى إسرائيل إلى إلغاء نظام توزيع المساعدات القائم حاليا بإشراف الأمم المتحدة في غزة، بحيث تمر جميع المساعدات عبر مراكز تابعة لها.
وأكد كرينبول أن «المنظمات الإنسانية لا تحتكر مسألة إيصال المساعدات، فالدول يمكنها أن تقوم بذلك أيضا».
لكنه شدد على ضرورة «أن تحترم أي عملية إيصال للمساعدات المبادئ الإنسانية، وأن تصل فعليا إلى من يحتاجون اليها، وألا تكون مسيّسة أو موجهة سياسيًا».
وقال كرينبول إن كل جهد لإيصال المساعدات إلى سكان غزة المحتاجين يجب أن «يُؤخذ على محمل الجد».
وأضاف «في الوقت الحالي، فإن أكثر الطرق فاعلية لإيصال المساعدات إلى الناس هي رفع... القيود أو القرارات التي اتُخذت لمنع وصول المساعدات إلى داخل غزة»، مشددا على وجود «كميات هائلة من المساعدات على حدود غزة بالإمكان إدخالها غدا».
وأغلقت عشرات المطابخ الخيرية (التكايا) في قطاع غزة أبوابها أمس بسبب نقص الإمدادات مما أدى إلى قطع شريان الحياة عن مئات الآلاف من الأشخاص في انتكاسة أخرى للجهود المبذولة لمكافحة الجوع المتزايد في القطاع.
من جانبه حذر الدفاع المدني في قطاع غزة أمس من أنه على وشك التوقف التام عن العمل في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة فرانس برس إن «75 في المئة من مركباتنا توقفت عن العمل لعدم توافر السولار لتشغيلها». وأضاف «نعاني عجزا كبيرا في توافر مولدات الكهرباء وأجهزة الأكسجين في غزة».
في الأثناء قالت وزارة الصحة في غزة أمس إن الغارات الإسرائيلية في أنحاء القطاع أسفرت عن استشهاد 105 أشخاص على الأقل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في واحدة من أكبر محصلة للشهداء في يوم واحد خلال شهرين. وأضافت أن إسرائيل قتلت أكثر من 52700 منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك