بيروت - (أ ف ب): قتل شخص على الأقلّ في سلسلة غارات إسرائيلية واسعة في جنوب لبنان أمس الخميس بحسب وزارة الصحة، في حين أعلنت الدولة العبرية استهداف موقع لحزب الله، مع مواصلتها الضربات منذ أشهر على رغم اتفاق وقف إطلاق النار. وبعد نحو عام من تبادل للقصف عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية تحوّل حربا مفتوحة في سبتمبر 2024، توصلت إسرائيل وحزب الله إلى اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي. وعلى رغم سريان الهدنة، لا تزال إسرائيل تشنّ غارات على مناطق لبنانية عدة خصوصا في الجنوب والشرق، مؤكدة أنها لن تسمح للحزب المدعوم من إيران، بالعمل على ترميم قدراته بعد الحرب التي تلقى خلالها ضربات قاسية على صعيد البنية العسكرية والقيادية. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن إسرائيل نفّذت الخميس «عدوانا جويا واسعا على منطقة النبطية» في جنوب لبنان، عبر «سلسلة غارات عنيفة وعلى دفعتين» استهدفت «الأودية والمرتفعات والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، كفررمان». وشاهد مصوّر فرانس برس تصاعد الدخان الكثيف من مناطق جبلية وحرجية وأودية بعيدة عن المناطق السكنية. وأوردت وزارة الصحة اللبنانية أن «غارات العدو الإسرائيلي على النبطية أدت في حصيلة أولية إلى سقوط شهيد وإصابة ثمانية أشخاص بجروح».
من جهته، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه قصف «موقع بنية تحتية» في جنوب لبنان «يستخدمه حزب الله... في إدارة منظومته لإطلاق النار والدفاع». وأضاف أن الغارات طالت «عناصر من حزب الله، بالإضافة إلى أسلحة وفتحات أنفاق»، مشيرا إلى أن هذه «البنية التحتية تعدّ جزءا من مشروع كبير تحت الأرض أصبح غير صالح للاستخدام نتيجة ضربات الجيش الإسرائيلي». ورأى أن «الموقع والأنشطة التي كانت تجري فيه، خرق فاضح للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان»، مؤكدا أنه سيواصل «العمل لإزالة أي تهديد من حزب الله».
وأثارت الغارات حالة من الهلع بين السكّان. وقال الطبيب جمال صباغ (29 عاما) الذي كان يقوم بجولة صحية في مدرسة بقرية شوكين قرب النبطية، لفرانس برس: «سمعنا دويا قويا، حوالي عشر ضربات متتالية. بعض الأولاد خافوا وحالة ذعر سادت والأساتذة خافوا أيضا». أضاف «كان هناك حالة إرباك وتوتر»، مشيرا الى أن الضربات استهدفت «الجبال في محيط النبطية». وأفادت الوكالة الوطنية بأن الغارات أسفرت عن «انفجارات هائلة ترددت أصداؤها في معظم مناطق النبطية والجنوب»، بينما سارع سكان لإخراج أولادهم من المدارس وسط زحمة سير خانقة.
وأتت غارات الخميس غداة مقتل القيادي في الجناح العسكري لحركة الفلسطينية خالد أحمد الأحمد بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته في مدينة صيدا بجنوب لبنان. وأكد الجيش الإسرائيلي استهداف الأحمد الذي قال إنه «شغل منصب مسؤول عمليات حماس في القطاع الغربي في لبنان»، معتبرا أن «أنشطته شكلت تهديدا لدولة إسرائيل ومواطنيها». وتؤكد السلطات اللبنانية في الآونة الأخيرة قرارها «حصر السلاح بيد الدولة»، وسط ضغوط أمريكية متصاعدة لسحب سلاح حزب الله بعدما تكبّد خسائر فادحة في البنية العسكرية والقيادية خلال الحرب مع إسرائيل. وأكّد الرئيس اللبناني جوزيف عون الأسبوع الماضي أن الجيش اللبناني يسيطر على أكثر من 85 في المئة من الجنوب الذي قام بـ«تنظيفه»، في إطار تنفيذ التزاماته باتفاق وقف إطلاق النار. ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة أمريكية وفرنسية، على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومترا من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة (يونيفيل) انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل. كذلك، نصّ على انسحاب إسرائيل من مناطق توغلت فيها خلال الحرب. ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف هجماتها والانسحاب من خمسة مرتفعات في جنوب البلاد أبقت قواتها فيها بعد انقضاء مهلة انسحابها بموجب الاتفاق.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك