موسكو، يريفان - (وكالات الأنباء): قالت القوات الأرمينية الانفصالية في ناجورنو كارباخ أمس الأربعاء إنها وافقت على شروط وقف لإطلاق النار اقترحته قوات حفظ السلام الروسية بعد تعرضها لسلسلة انتكاسات في أرض المعركة على يد جيش أذربيجان.
وبحسب بيان نشر على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فإن اتفاق وقف إطلاق النار، اعتبارا من الساعة 1300 بالتوقيت المحلي أمس الأربعاء، يعني حل قوات الانفصاليين وسحب أسلحتها، كما تحدث البيان عن انسحاب القوات الأرمينية النظامية من ناجورنو كارباخ.
وذكر البيان أن محادثات بشأن مستقبل المنطقة وسكانها من عرق الأمن ستعقد اليوم الخميس بين ممثلين عن هؤلاء السكان وسلطات أذربيجان. وطالبت أذربيجان أيضا بحل السلطات السياسية الانفصالية في إقليم ناجورنو كاراباخ، المعترف بها دوليا أنها جزء من أذربيجان، قبل عقد أي محادثات بشأن مستقبل المنطقة التي تريد أذربيجان دمجها بالكامل.
كما أرسلت قوات مدعومة بهجمات مدفعية إلى كارباخ الثلاثاء الماضي في مسعى لإخضاع المنطقة الانفصالية بالقوة مما زاد من التهديد بنشوب حرب جديدة مع جارتها أرمينيا. وواصلت قوات أذربيجان قصف القوات الأرمينية في المنطقة أمس الأربعاء.
من جهة أخرى، احتشد آلاف الأرمن في مطار بإقليم ناجورنو كاراباخ أمس الأربعاء حيث يوجد مقر بعض قوات حفظ السلام الروسية بعد أن وافقت قوات الانفصاليين على وقف لإطلاق ا لنار سيشهد استسلامهم لأذربيجان.
وحث الانفصاليون الذين يديرون ما أطلقوا عليه من جانب واحد (جمهورية أرتساخ) السكان في المنطقة وعددهم 120 ألفا على عدم التعجل بالتوجه لمطار ستيباناكيرت وهو اسم عاصمتهم للإقليم.
وقال الانفصاليون «نحث سكان ستيباناكيرت مرة أخرى على عدم الاستسلام للذعر وعدم التوجه للمطار بمبادرة منهم للإخلاء». وأظهرت صور من كاراباخ آلافا في المطار بعضهم برفقة أطفال.
واتهم قادة الانفصاليين مرارا أذربيجان بأنها تريد تنفيذ تطهير عرقي في ناجورنو كاراباخ. وترفض باكو هذه الاتهامات وتقول إنها ستحمي حقوق المدنيين المنتمين لعرق الأرمن في المنطقة بموجب دستورها. وينص اتفاق وقف إطلاق النار على لقاء ممثلين عن الأرمن في ناجورنو كاراباخ مع السلطات في أذربيجان اليوم الخميس.
وفي موسكو، اعتبرت الرئاسة الروسية أمس الأربعاء أن أزمة ناجورنو كاراباخ هي «شأن داخلي» لأذربيجان، وذلك في أعقاب عملية عسكرية سريعة لاذربيجان انتهت بإعلان وقف إطلاق النار واستسلام الانفصاليين في هذه المنطقة المتنازع عليها مع أرمينيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف «لا يوجد أدنى بشك بأن كاراباخ شأن داخلي لأذربيجان»، مؤكدا أن الأخيرة «تتصرف في أراضٍ عائدة لها، وهو ما يقرّ به المسؤولون الأرمينيون»، وذلك في تصريحات نقلتها وكالة «إنترفاكس».
أما في يريفان عاصمة أرمينيا، فقد تجمع آلاف المتظاهرين الأربعاء خارج مقر رئيس الحكومة الأرمينية نيكول باشينيان في يريفان احتجاجا على طريقة إدارة الحكومة لأزمة إقليم ناجورني كاراباخ المتنازع عليه مع أذربيجان، وفق ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس. واتهم المتظاهرون الذين أغلقوا الشوارع المحيطة بالمقر، الحكومة بالتخلي عن الأرمن الذين يشكلون غالبية سكان الإقليم، بعد العملية العسكرية التي بدأتها أذربيجان الثلاثاء الماضي وانتهت بعد نحو 24 ساعة باستسلام الانفصاليين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك