موسكو (يريفان) – (وكالات الأنباء): أعلنت وزارة الدفاع في أذربيجان أمس الثلاثاء بدء عملية للسيطرة على منطقة إقليم ناجورنو كاراباخ المتنازع عليها في جنوب القوقاز، التي يقطنها أساسا مواطنون أرمن.
وتحدثت الوزارة أمس عن «عملية لمكافحة الإرهاب ذات طابع محلي لاستعادة النظام الدستوري».
ووفقا للبيان الصادر من باكو فإن العملية العسكرية تهدف إلى فرض انسحاب قوات أرمينيا من المنطقة، المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار بعد آخر حرب في ناجورنو كاراباخ عام 2020، وقالت وزارة دفاع أذربيجان إنه يتم فقط استهداف الأهداف العسكرية. ووفقا للمعلومات الصادرة من باكو فإن المدفعية الأرمينية هي التي بدأت بمهاجمة مواقع تابعة لأذربيجان وتسببت في إصابة عدد من الجنود.
من ناحية أخرى، تحدث روبين فاردانيان وزير الدولة السابق في جمهورية آرتساخ (ناجورنو كاراباخ) غير المعترف بها عبر قناة تليجرام عن إطلاق كثيف بنيران المدفعية على المنطقة. وقال: «يجب على قيادة أرمينيا الاعتراف بآرتساخ والانضمام لحماية مواطنينا». وقد رفضت القيادة الحالية في ناجورنو كاراباخ اتهامات باكو.
وقالت وزارة الدفاع في آرتساخ في بيان صحفي إن قوات الدفاع تلتزم بوقف إطلاق النار. وأضافت في بيان من عاصمة الاقليم خانكندي إن الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار وإصابة جنديين من أذربيجان «زائفة ولا تتوافق مع الحقائق».
وفي موسكو أعلن الكرملين أمس الثلاثاء أن موسكو «قلقة» من «التصعيد المباغت» للوضع في ناجورنو كاراباخ، حيث شنّت باكو عملية عسكرية ضد الانفصاليين الأرمن، تسعى جاهدة لإعادة يريفان وباكو إلى «طاولة المفاوضات».
من ناحيتها، اعتبرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا أمس الثلاثاء، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن العملية العسكرية التي شنّتها باكو في جيب ناجورنو كاراباخ «غير شرعية وغير مبررة وغير مقبولة». وقالت لصحفيين: «أودّ أن أشدد على أننا نحمّل أذربيجان المسؤولية عن مصير الأرمن في ناجورنو كاراباخ». ودعت فرنسا إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بينما قالت الولايات المتحدة إنها تتواصل دبلوماسيا بعد أن شنت أذربيجان عملية عسكرية في منطقة ناجورنو كاراباخ.
يشار إلى ان الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين (أذربيجان وأرمينيا) طالما كان بينهما عداء، وخاصة عندما يتعلق الأمر بإقليم ناجورنو كاراباخ، حيث كان لأرمينيا اليد العليا بعد الحرب مطلع التسعينيات. وخلال الحرب الثانية بينهما عام 2020 استخدمت أذربيجان الأموال من أعمالها المتعلقة بالنفط والغاز لإعادة التسلح واستعادة المنطقة.
ومنذ ذلك الحين، هناك حملات عسكرية أقصر، ما جعل قوات أذربيجان تسيطر على نحو 150 كيلومترا مربعا من أراضي أرمينيا، وهي المنطقة التي تطالب يريفان بإعادتها.
وتحظى أذربيجان ذات الأغلبية المسلمة بدعم تركيا، التي تربطها بها علاقات لغوية وثقافية، في حين تفقد روسيا، القوة الحامية التقليدية لأرمينيا، نفوذها. وقال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في حوار نُشر مؤخرا في شبكة بوليتيكو الإخبارية الأمريكية: «نتيجة للأحداث في أوكرانيا، تغيرت خيارات روسيا». ويشار إلى أن ناجورنو كاراباخ معترف بها دوليا على أنها تعد جزءا من أذربيجان.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك