العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٠٤٩ - الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠٢٤ م، الموافق ٢٤ جمادى الاول ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

انقطاع الاتصالات في درنة غداة تظاهرات طالبت بمحاسبة السلطات

الأربعاء ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

درنة‭ (‬ليبيا‭) - (‬وكالات‭ ‬الأنباء‭): ‬شهدت‭ ‬مدينة‭ ‬درنة‭ ‬الليبية‭ ‬امس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬انقطاعا‭ ‬في‭ ‬الاتصالات‭ ‬غداة‭ ‬تحركات‭ ‬احتجاجية‭ ‬لسكان‭ ‬المدينة‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬ليبيا،‭ ‬طالبت‭ ‬بمحاسبة‭ ‬السلطات‭ ‬التي‭ ‬يحمّلونها‭ ‬مسؤولية‭ ‬التداعيات‭ ‬الكارثية‭ ‬لفيضانات‭ ‬مدمّرة‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬الآلاف‭. ‬

وأكدت‭ ‬مصادر‭ ‬محلية‭ ‬في‭ ‬درنة‭ ‬انقطاع‭ ‬شبكتي‭ ‬الهواتف‭ ‬النقالة‭ ‬والانترنت‭ ‬منذ‭ ‬صباح‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭. ‬ولم‭ ‬تتمكن‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬مراسليها‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف‭ ‬أو‭ ‬الرسائل‭. ‬

ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬غداة‭ ‬تنظيم‭ ‬السكان‭ ‬تظاهرة‭ ‬طالبوا‭ ‬فيها‭ ‬بمحاسبة‭ ‬السلطات‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬يحمّلونها‭ ‬مسؤولية‭ ‬تداعيات‭ ‬فيضانات‭ ‬تسبّبت‭ ‬بمقتل‭ ‬وفقدان‭ ‬آلاف‭ ‬الأرواح‭ ‬وبدمار‭ ‬هائل،‭ ‬نتيجة‭ ‬الاعصار‭ ‬‮«‬دانيال‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬المدينة‭ ‬في‭ ‬10‭ ‬سبتمبر‭ ‬وأدى‭ ‬الى‭ ‬انهيار‭ ‬سدَّين‭. ‬وأعلنت‭ ‬‮«‬الشركة‭ ‬القابضة‭ ‬للاتصالات‮»‬‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬على‭ ‬فيسبوك‭ ‬‮«‬قطعا‭ ‬في‭ ‬كوابل‭ ‬الألياف‭ ‬البصرية‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬درنة‮»‬‭. ‬

وأشارت‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬ليببا‭ ‬‮«‬قد‭ ‬تكون‭ ‬نتيجة‭ ‬أعمال‭ ‬تخريب‭ ‬متعمدة‮»‬،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬فرق‭ ‬العمل‭ ‬تحاول‭ ‬الوصول‭ ‬للعمل‭ ‬على‭ ‬إصلاحها‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭ ‬ممكن‮»‬‭. ‬

وكان‭ ‬مئات‭ ‬من‭ ‬السكّان‭ ‬تجمعوا‭ ‬الإثنين‭ ‬الماضي‭ ‬أمام‭ ‬المسجد‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬درنة‭ ‬وهتفوا‭ ‬بشعارات‭ ‬مناهضة‭ ‬لسلطات‭ ‬الشرق‭ ‬التي‭ ‬يجسّدها‭ ‬البرلمان‭ ‬ورئيسه‭ ‬عقيلة‭ ‬صالح‭. ‬ورددوا‭ ‬صيحات‭ ‬تقول‭: ‬‮«‬الشعب‭ ‬يريد‭ ‬إسقاط‭ ‬البرلمان‮»‬‭ ‬و«لا‭ ‬إله‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬عقيلة‭ ‬عدو‭ ‬الله‮»‬‭ ‬و‮«‬اللي‭ ‬يسرق‭ ‬واللي‭ ‬خان‭ ‬يشنق‭ ‬في‭ ‬الميدان‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬بيان‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬سكان‭ ‬درنة‮»‬‭ ‬تمت‭ ‬قراءته‭ ‬خلال‭ ‬التظاهرة،‭ ‬دعا‭ ‬المتظاهرون‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬الليبي‭ ‬الى‭ ‬الاسراع‭ ‬‮«‬بنتائج‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬الكارثة‭ ‬التي‭ ‬حلّت‭ ‬بمدينة‭ ‬درنة،‭ ‬واتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬والقضائية‭ ‬كافة‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬يد‭ ‬في‭ ‬إهمال‭ ‬أو‭ ‬سرقات‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬دون‭ ‬التستر‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مجرم‮»‬‭. ‬

وتوجّه‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المتظاهرين‭ ‬إلى‭ ‬منزل‭ ‬قيل‭ ‬إنه‭ ‬لرئيس‭ ‬البلدية‭ ‬عبدالمنعم‭ ‬الغيثي،‭ ‬حيث‭ ‬عمدوا‭ ‬إلى‭ ‬إضرام‭ ‬النار‭ ‬هاتفين‭: ‬‮«‬دم‭ ‬الشهداء‭ ‬ما‭ ‬يمشيش‭ ‬هباء‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬مشاهد‭ ‬تم‭ ‬تداولها‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬وبثّتها‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬ليبية‭. ‬

وبعد‭ ‬التظاهرة،‭ ‬أعلن‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬شرق‭ ‬البلاد‭ ‬أسامة‭ ‬حمّاد‭ ‬حل‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬في‭ ‬درنة،‭ ‬وأمر‭ ‬بفتح‭ ‬تحقيق‭ ‬بشأنه،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬تلفزيون‭ ‬‮«‬المسار‮»‬‭ ‬الليبي‭. ‬وبحسب‭ ‬سياسيين‭ ‬ومحللين،‭ ‬أُسقطت‭ ‬صيانة‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬الحيوية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬سدّي‭ ‬درنة‭ ‬اللذين‭ ‬انهارا‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬الإعصار،‭ ‬من‭ ‬أولويات‭ ‬السلطات‭ ‬بسبب‭ ‬الفوضى‭ ‬العارمة‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬وأدت‭ ‬الفيضانات‭ ‬الى‭ ‬مقتل‭ ‬3338‭ ‬شخصا‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬في‭ ‬أحدث‭ ‬حصيلة‭ ‬رسمية‭ ‬مؤقتة‭ ‬أصدرها‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الشرق‭ ‬عثمان‭ ‬عبدالجليل‭ ‬ليل‭ ‬الإثنين‭. ‬

وليبيا‭ ‬غارقة‭ ‬في‭ ‬الفوضى‭ ‬منذ‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬في‭ ‬2011،‭ ‬وتتنافس‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬فيها‭ ‬حكومتان،‭ ‬الأولى‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬طرابلس‭ ‬في‭ ‬الغرب‭ ‬مقرًا‭ ‬ويرأسها‭ ‬عبدالحميد‭ ‬الدبيبة‭ ‬وتعترف‭ ‬بها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأخرى‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬يرأسها‭ ‬حمّاد،‭ ‬وهي‭ ‬مكلّفة‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬ومدعومة‭ ‬من‭ ‬الرجل‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬المشير‭ ‬خليفة‭ ‬حفتر‭. ‬

وليل‭ ‬الأحد‭ ‬الإثنين‭ ‬10‭-‬11‭ ‬سبتمبر،‭ ‬انهار‭ ‬سدّان‭ ‬رئيسيان‭ ‬على‭ ‬نهر‭ ‬وادي‭ ‬درنة‭ ‬الصغير‭ ‬بنيا‭ ‬في‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬سيول‭ ‬طينية‭ ‬ضخمة‭ ‬كانت‭ ‬أشبه‭ ‬بموجة‭ ‬‮«‬تسونامي‮»‬‭ ‬هائلة،‭ ‬دمّرت‭ ‬جسورا‭ ‬وجرفت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المباني‭ ‬مع‭ ‬سكانها‭ ‬في‭ ‬المدينة‭ ‬المطلّة‭ ‬على‭ ‬المتوسط‭ ‬والبالغ‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬نحو‭ ‬100‭ ‬ألف‭ ‬نسمة‭. ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا