العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

العدد : ١٦٩٢٧ - السبت ٢٧ يوليو ٢٠٢٤ م، الموافق ٢١ محرّم ١٤٤٦هـ

مقالات

وللحريات في البداوة مثال

بقلم: المحامية د. هنادي عيسى الجودر

الأحد ١٧ سبتمبر ٢٠٢٣ - 02:00

القراء‭ ‬الأعزاء،

تضمن‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬لحظة‭ ‬تاريخية‭ ‬مهمة،‭ ‬تجلّت‭ ‬في‭ ‬إتمام‭ ‬توقيع‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الثنائية‭ ‬الشاملة‭ ‬للتكامل‭ ‬الأمني‭ ‬والازدهار‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والتي‭ ‬قام‭ ‬بتوقيعها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬مع‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬المؤمل‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬اتفاقية‭ ‬متعددة‭ ‬الأطراف‭ ‬بمضي‭ ‬الوقت،‭ ‬وهي‭ ‬تُعد‭ ‬اتفاقية‭ ‬تاريخية‭ ‬جاءت‭ ‬لتُكمل‭ ‬وتُعزز‭  ‬روابط‭ ‬الصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬بلدين‭ ‬تجمعهما‭ ‬علاقات‭ ‬تاريخية‭ ‬ممتدة‭ ‬لما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬المائة‭ ‬عام،‭ ‬حيث‭ ‬تطرّق‭ ‬سموّه‭  ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬بمناسبة‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬إلى‭ ‬أهمها،‭ ‬مثل‭ ‬تأسيس‭ ‬أول‭ ‬مستشفى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وهو‭ ‬مستشفى‭ ‬الإرسالية‭ ‬الأمريكية‭ ‬والذي‭ ‬بدأ‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬مركز‭ ‬صحي‭ ‬صغير‭  ‬لا‭ ‬سابق‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬القاعدة‭ ‬الأمريكية‭ (‬الأسطول‭ ‬الخامس‭ ‬للبحرية‭ ‬الأمريكية‭)‬،‭  ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭  ‬الاتفاقيات‭ ‬الأخرى‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬لتتطرق‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬بجانب‭ ‬المجالات‭ ‬الاعتيادية‭ ‬كالمجال‭ ‬الأمني‭ ‬والعسكري‭ ‬والتجاري،‭ ‬مجالات‭ ‬جديدة‭ ‬وحديثة‭ ‬كالتكنولوجيا‭ ‬والاستثمار‭ ‬والأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬تعزيزاً‭ ‬للاقتصاد‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2023‭.‬

وقد‭ ‬استوقفني‭ ‬كمهتمة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬تطرّق‭ ‬سموه‭ ‬إلى‭ ‬موضوع‭ ‬مهم‭ ‬جداً‭ ‬وهو‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العالم‭ ‬والإنسان‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬والمتعلقة‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحرياته‭ ‬الأساسية‭ ‬والتي‭ ‬تضع‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬خيارين‭ ‬هما‭ ‬إما‭ ‬زيادة‭ ‬التسلط‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬نمو‭ ‬الحريات‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬الفردية،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أن‭ ‬الحريات‭ ‬التي‭ ‬حازتها‭ ‬الشعوب‭ ‬وأصبحت‭ ‬قيماً‭ ‬إنسانية‭ ‬عالمية‭ ‬إثر‭ ‬نهوض‭ ‬المطالبة‭ ‬بالحريات‭ ‬الأساسية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬قد‭ ‬أصبحت‭ ‬نهجاً‭ ‬يتوجب‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليه‭.‬

وقد‭ ‬انطوت‭ ‬كلمة‭ ‬سموّه‭ ‬العميقة‭ ‬التي‭ ‬ألقاها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة،‭ ‬على‭ ‬ذكر‭ ‬الحريات‭ ‬الأساسية‭ ‬كالحرية‭ ‬الشخصية‭ ‬وحرية‭ ‬الرأي‭ ‬وحرية‭ ‬التجارة‭ ‬وحرية‭ ‬التنقل،‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬إيماءة‭ ‬ذكية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الحريات‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬الأسس‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها‭ ‬أممنا،‭ ‬حينما‭ ‬ضرب‭ ‬مثالاُ‭ ‬رائعاً‭ ‬لحرية‭ ‬التنقل‭ ‬بحياة‭ ‬البدوي‭ ‬الذي‭ ‬يشدّ‭ ‬رحاله‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬يجد‭ ‬الماء‭ ‬والخضرة،‭ ‬فلا‭ ‬يستقر‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬يُهيئ‭ ‬لها‭ ‬مقومات‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة،‭ ‬والذي‭ ‬يكفل‭ ‬لأسرته‭ ‬ولمجتمعه‭ ‬الرخاء‭ ‬والنماء‭ ‬والكفاية،‭ ‬حيث‭ ‬يتضح‭ ‬من‭ ‬كلمة‭ ‬سموّه‭ ‬وبشكل‭ ‬جليّ‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬خيار‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية‭ ‬المستقبلية‭ ‬هو‭ ‬الاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬تعزيز‭ ‬الحريات‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬الفردية‭ ‬التي‭ ‬تُعد‭ ‬من‭ ‬صلب‭ ‬ثقافتنا‭ ‬وأسلوب‭ ‬حياة‭ ‬تنتهجه‭ ‬الأمة‭ ‬منذ‭ ‬بداوتها‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬بأنها‭  ‬لا‭ ‬تُشكلّ‭ ‬تحدياً‭ ‬لنا‭ ‬باعتبارها‭ ‬أسلوب‭ ‬حياة‭.‬

وعودة‭ ‬إلى‭ ‬مسمى‭ ‬الاتفاقية‭ (‬التكامل‭ ‬الأمني‭ ‬والازدهار‭)‬،‭ ‬ومن‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الازدهار‭ ‬يرتبط‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬بالرفاه‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬الحياة‭ ‬وهما‭ ‬قمة‭ ‬هرم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬مرتكزاً‭ ‬أساسياً‭ ‬لميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الذين‭ ‬كان‭ ‬أهم‭ ‬أهدافهما‭ ‬هو‭ ‬حفظ‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬لذا‭ ‬فإن‭ ‬الآمال‭ ‬تحدونا‭ ‬إلى‭ ‬ترقب‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المعيشي‭ ‬للمواطن‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عدة‭ ‬لعل‭ ‬أدناها‭ ‬أن‭ ‬تتاح‭ ‬الفرص‭ ‬لانتعاش‭ ‬اقتصادي‭ ‬وخلق‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا