باريس- (أ ف ب): من المتوقع أن يصل الطلب العالمي على النفط والغاز والفحم إلى ذروته هذا العقد، للمرة الأولى مع تسارع استخدام الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية، حسبما كتب رئيس وكالة الطاقة الدولية أمس الثلاثاء في صحيفة »فايننشال تايمز«. وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول في مقال في صحيفة »فايننشال تايمز« إنّ التقرير السنوي لتوقعات الطاقة العالمية الذي تصدره وكالة الطاقة الدولية الشهر المقبل سيُظهر أنّ »العالم على أعتاب نقطة تحوّل تاريخية«.
وأضاف أنّ هذا التحوّل ستكون له آثار على المعركة ضد تغيّر المناخ لأنه سيقدم موعد ذروة انبعاثات الغازات الدفيئة. وقال بيرول الذي تتخذ منظمته من باريس مقراً لها إنّه بناءً على سياسات الدول المتقدمة، فإنّ الطلب على الأنواع الثلاثة من الوقود الأحفوري «سيصل إلى ذروته في السنوات المقبلة». وكتب أنّ «هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها ذروة الطلب على كلّ نوع من أنواع الوقود هذا العقد»، مضيفاً أنّ هذا يحدث في وقت أقرب ممّا توقّعه كثيرون.
وقال بيرول إنّ التغيير يرجع في الغالب إلى «النمو المذهل» لتقنيات الطاقة النظيفة والسيارات الكهربائية، إلى جانب التغييرات الهيكلية في الاقتصاد الصيني وتداعيات أزمة الطاقة. وتوقّعت وكالة الطاقة الدولية في تقرير لها في يونيو أنّ ذروة الطلب العالمي على النفط ستكون «في الأفق» قبل نهاية العقد، لكنّها المرة الأولى التي تُجري فيها مثل هذا التقييم بالنسبة للفحم والغاز. من جهة أخرى، أكد بيرول أنّ تزايد السيارات له تأثير على الطلب على النفط.
ومن المتوقع أن ينخفض الطلب على الغاز في وقت لاحق من هذا العقد في الاقتصادات المتقدمة، مع تزايد استخدام المضخّات الحرارية والطاقة المتجدّدة بينما تتحوّل أوروبا بعيداً عن الإمدادات الروسية في أعقاب الحرب في أوكرانيا. وأضاف أنّ الطلب على الفحم سيبلغ ذروته في «السنوات القليلة المقبلة»، مشيراً إلى انخفاض الاستثمارات في الوقود الأحفوري ونمو الطاقة المتجدّدة والطاقة النووية في الصين التي تعدّ أكبر مستهلك.
من جهته، قال سيمون تاغليابيترا، خبير المناخ وكبير زملاء مركز بروغل للأبحاث في بروكسل، إنّ التوقّعات الجديدة لوكالة الطاقة الدولية «توضح أنه على الرغم من أن تحوّل الطاقة العالمي لا يزال يتباطأ، إلا أنه يتقدّم بقوة». وأضاف: «بما أنّ التكنولوجيات مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية أصبحت الآن قادرة على المنافسة من حيث التكلفة، فإنّ التحوّل ينتقل من كونه مدفوعاً بالسياسات إلى كونه مدفوعاً بالتكنولوجيا». وأوضح أنّ «هذه سمة أساسية لأنها تحمي العملية من الرياح السياسية المعاكسة».
كذلك، قال محلّلون في «رويال بنك أوف كندا» في مذكرة إنّ التوقّعات الجديدة لوكالة الطاقة الدولية تسلط الضوء على «النجاح في التشريعات المؤيّدة للطاقة المتجدّدة». وأوضح هؤلاء المحلّلون أنّه «على الرغم من ذلك، لا يزال هناك مجال لصانعي السياسات لبذل المزيد من الجهد لتسريع التحوّل في مجال الطاقة والتخلّص التدريجي من الوقود الأحفوري، مع استمرار المناقشات عبر الاقتصادات الكبرى في مجالات مثل عوائد الطاقة المتجدّدة والقدرة على تحمّل التكاليف».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك